:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الأحد، سبتمبر 07، 2025

خواطر في الأدب والفن


  • النثر الأرجواني purple prose مصطلح يُطلق على أيّ كتابة نثرية مزخرفة بشكل مفرط، لدرجة أنها تعطّل تسلسل السرد وتقلّل من تقدير القارئ، بسبب أسلوب الكتابة المبالغ فيه.
    والنثر الأرجواني يتّسم بالاستخدام الزائد للصفات والظروف والاستعارات. وعندما يقتصر هذا النثر على فقرات معيّنة، فإنه يمكن تسميتها بالبقع أو الفقرات الأرجوانية، حيث تكون مختلفة عن بقية العمل.
    كان الشاعر الروماني هوراس أوّل من صاغ عبارة "النثر الأرجواني" في كتابه "فنّ الشعر". فقد كتب ينصح كاتبا شابّا: افتتاحيتك واعدة جدّا. ومع ذلك، تظهر فيها بقع أرجوانيةٌ برّاقة، كما هو الحال عند وصفك بستانا مقدّسا أو مذبح ديانا أو جدولا متعرّجا عبر الحقول أو نهر الراين أو قوس قزح. لكن هذا لم يكن المكان المناسب لهذه الاوصاف. إذا كان بإمكانك تصوير شجرة سرو بشكل واقعي، فهل ستكتب هذا عند تكليفك برسم بحّار وسط حطام سفينة"؟!
    كانت الصبغة الأرجوانية آنذاك باهظة الثمن، وكان ارتداء أيّ ملابس بلون أرجواني يُعدّ دليلا على الثراء. وكان كثير ممّن يريدون الظهور بمظهر ثريّ يضعون قماشا أرجوانيا بين ملابسهم الرخيصة كي يبدوا أكثر ثراءً، ولذلك بدأ يُنظر الى الأرجواني كرمز للبريق والبهرجة.
    وقد تصوّر هوراس شبها بين النسيج الأرجواني في المجتمع والنثر الأرجواني في الكتابة. ثم استخدم الناس وصفه للإشارة الى أيّ نوع من الكتابة يبالغ في التأنّق والفذلكة ليحاول جذب القرّاء. والنثر الأرجواني أعمق من مجرّد كتابة الجمل، بل هو الكتابة البرّاقة من أجل البهرجة فقط، دون إعطاء معنى أو عمق للكتابة.
    إن كنت تمارس الكتابة، فعليك مراجعة عملك باستمرار والتفكير في أيّ أجزاء إضافية ترغب في حذفها. وإذا أفرطت في استخدام لغة سطحية في كتابتك، فقد لا يقتصر الأمر على نفور القرّاء، بل قد يصرفهم عن الفكرة الرئيسية التي تحاول طرحها.
    يمكنك أيضا قراءة كتاباتك بصوت عالٍ لمعرفة عدد الأنفاس التي تحتاج إلى أخذها لإنهاء جملة واحدة، والتي يمكن أن تكون علامة على أنها طويلة جدّا ومليئة بالحشو والكلمات، وبالتالي لا لزوم لها.
  • ❉ ❉ ❉


    ❉ ❉ ❉

  • بعض المعلومات التي ترسخّت في اذهاننا باعتبارها حقائق ومسلمّات، وذلك بفعل التواتر والتكرار، ثبت أنها لا تمتّ للحقيقة بِصلة.
    فمثلا، غير صحيح أن قسطنطين هو الذي أعلن المسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية. ورغم أنه كان أوّل إمبراطور مسيحي، إلا أن المسيحية لم تُعلن ديانة رسمية للإمبراطورية إلا عام 380، أي بعد وفاة قسطنطين بـ 43 عاما.
    وغير صحيح أيضا أن يوليوس قيصر ولِد بعملية قيصرية، كما أن العمليات القيصرية (Caesarean section) لم تُشتقّ من اسمه. ولو أُجريت له أو لغيره مثل هذه العملية في ذلك الزمن لأودت بحياة الأمّ بسهولة.
    وغير صحيح أيضا أن كولومبوس كان أوّل أوروبّي يزور الأمريكتين، فقد استكشف ليف إريكسون، وربّما غيره من الفايكنج قبله، المناطق الساحلية لأمريكا الشمالية. وأثبتت الآثار أن مستوطنة نورسية واحدة على الأقل أقيمت في نيوفاوندلاند، ما يؤكّد القصّة التي رواها إريك الأحمر في ملحمته.
    وغير صحيح أيضا أن النار أُطلقت على أنف تمثال أبي الهول من قبل قوّات نابليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر قبل مائتي عام. فقد كان الأنف مفقودا منذ القرن العاشر على أقلّ تقدير.
    وغير صحيح أيضا أن غريغوري راسبوتين قُتل بإطعامه كعكا ونبيذا ممزوجا بالسيانيد، أو بإطلاق النار عليه عدّة مرّات ثم رميه في النهر بعد نجاته من الحادثتين السابقتين. بل أثبت تشريح لجثّته أنه قُتل بطلقات ناريّة فقط. والمصدر الوحيد لقصّة السيانيد هو رواية مبالغ فيها من مذكّرات الأمير فيليكس يوسوبوف، الذي كان شريكا في المؤامرة.
    وغير صحيح أيضا أن رسّامي الخرائط في العصور الوسطى كتبوا على خرائطهم بانتظام عبارة "هنا توجد تنانين hic sunt dracones". كما لا توجد خرائط قديمة تحتوي على عبارة "أراض مجهولة terra incognita"، للإشارة الى أن أرضا ما تعجّ بالوحوش والأفاعي والتنانين وما الى ذلك. هناك خريطتان فقط من تلك الحقبة لمناطق في جنوب آسيا نُقشت عليهما هذه العبارة وتضمّنتا رسوما توضيحية لحيوانات أسطورية أو حقيقية.
    ويُحتمل أن من صمّموا تينكِ الخريطتين كانوا يتوقّعون ظهور العديد من الوحوش المرعبة في الأماكن التي حدّدوها على الخريطتين. ومن بينها بعض الحيوانات التي لا تُعتبر أسطورية اليوم كالفيلة والأسود، لكنها كانت تُعتبر في نظر الناس وقتها شبيهة بالتنانين.
    وغير صحيح أيضا أن سور الصين العظيم هو المَعلم البشري الوحيد الذي يُرى بالعين المجرّدة من الفضاء أو من القمر. فلم يبلِّغ أيّ من روّاد فضاء أبوللو عن رؤية أيّ جسم بشري محدّد من القمر. وحتى روّاد الفضاء الذين يدورون حول الأرض لا يستطيعون رؤية السور العظيم إلا بالمناظير المكبّرة. مع ذلك، يمكن رؤية أضواء المدن بسهولة في الجانب المظلم من مدار الأرض.
    وغير صحيح ما يقال من أن منازل القمر تؤثّر على أصوات الذئاب، وأن الذئاب تعوي عند رؤيتها القمر. والصحيح هو أنها تعوي عادةً لتجميع قطيعها قبل الصيد وبعده ولإطلاق إنذار وللتعرّف على بعضها البعض أثناء العاصفة وللتواصل عبر مسافات شاسعة عند عبور مناطق غير مألوفة.
    وغير صحيح أيضا أن النعامة تدفن رأسها في الرمال للاختباء من الأعداء أو للنوم. وأصل هذا الاعتقاد الخاطئ غير مؤكّد. لكن يُرجَّح أن من روّج له كان المؤرّخ بليني الكبير، إذ كتب أن النعامة "تتخيّل عندما تُدخل رأسها ورقبتها في شجيرة أن جسدها كلّه لا يُرى".
    وغير صحيح أن البشر تطوّروا من أيّ من أنواع الشمبانزي أو أيّ نوع آخر من القردة. ومع ذلك، تطوّر البشر والشمبانزي من سلف مشترك. ويُعتقد أن هذا السلف المشترك الأحدث للإنسان والشمبانزي قد عاش قبل حوالي ثمانية ملايين سنة.
    وغير صحيح أيضا أن الأنهار تتدفّق غالبا من الشمال إلى الجنوب، بل تنحدر في جميع اتجاهات البوصلة، وغالبا ما تغيّر اتجاهها على طول مجراها. والعديد من الأنهار الرئيسية تتدفّق جهة الشمال، بما في ذلك نهر النيل ونهر الراين وغيرهما.
  • ❉ ❉ ❉

  • كاريتاس، أو المحبّة، هو اسم مقطوعة مشهورة للموسيقيّ الآذاري سامي يوسف أُدّيت على الهواء لأوّل مرّة في قاعة الحفلات الموسيقية الملكية في أمستردام قبل ثلاث سنوات واشتركت في تقديمها فرقتان هولنديتان والفرقة التابعة ليوسف.
    هذا العمل هو جزء من مشروع موسيقيّ أكبر اسمه "عندما تلتقي الدروب". وهو يتنقّل بسلاسة بين الموسيقى الكورالية الغربية والأساليب الموسيقية الشرقية والأندلسية. كما يَعبُر الحدود بين المقامات والايقاعات المختلفة، باستخدام الارتجال والعزف المنفرد على آلات الإرهو الصينية والعود والناي والكمان.
    وفكرة العمل تؤكّد على عمق الحوار بين الحضارات من خلال الموسيقى. وتتردّد في ثناياه باللغات العربية والانغليزية والآذارية كلمات الشاعر الآذاري المتصوّف فضولي من القرن السادس عشر، والشاعرة الألمانية المتصوّفة هيلدغارد بينجن من القرن الثاني عشر، بالإضافة الى مواويل آسرة مستمدّة من أبيات للشاعر الأندلسي أبو الحسن الشُشتري من القرن الثالث عشر والشاعر الصوفي السوري عبد الغني النابلسي من القرن السابع عشر.
    مدّة العمل 16 دقيقةً، ومقاطعه الأجمل تبدأ عند الدقيقة السابعة ، حيث تمتزج أنغام الرست الرائعة بالأصوات البشرية التي تلامس الروح. وقد وُصفت كلّ نغمة فيه بأنها "تحمل لمسة إيمان وبريق أمل".

  • Credits
    thewritelife.com
    samiyusuf.art