خُطى الآخرين
في قصيدته "درب العِجل" (١٨٩٥)، يتحدّث الشاعر الأمريكي سام فوس عن قصّة معبّرة تتضمّن حكمة عميقة. وملخّص القصيدة/القصّة أن عِجلا سار ذات يوم عبر غابة بدائية. واستمرّ يسلك ذلك الطريق صباح كلّ يوم، ثم يعود منه في المساء الى حظيرته.
ومع توالي الأشهر والسنوات، ترك العجل أثرا على شكل طريق متعرّج. وبعد أن مات، تبع أثره كلب، ثم خروف يجرّ أجراسا ويسحب بقيّة القطيع خلفه كل يوم. وسار في إثرهم العديد من الخيول والدوابّ تحت أشعة الشمس.
ثم مشى عبر ذلك الطريق أناس كثيرون. وكانوا يعبّرون عن ضيقهم من تعرّجاته وانحناءاته بكلمات غاضبة. لكنهم برغم ذلك واظبوا على اتّباع مسار العجل ورأوا أن من الأسهل عليهم استخدام ذلك الطريق المعتاد بدلا من شقّ طريق جديد. ومرّت الأعوام وأصبح الطريق شارع قرية، ثم شارع مدينة مزدحما.
وسرعان ما أصبح شارعا رئيسيا لمدينة مشهورة وقامت على اطرافه المتعرّجة بنايات وصروح شاهقة. واستمرّ الناس يمشون على خطى ذلك العِجل. وهكذا قاد أناساً كثيرين عجل واحد مات منذ زمن يصعب تذكّره. واستمرّوا يتبعون طريقه الملتوي دون أن يفكّروا في تغييره.
وفي نهاية القصيدة، يشير الشاعر الى أن من عادة الناس أن يفعلوا ما فعله غيرهم ويتبعوا الدرب المطروق وإن كان ملتويا، ويتعاملون معه كما لو أنه طريق مقدّس يسيرون فيه طوال حياتهم ولا يقبل تغييرا أو تبديلا. وكان الشاعر ينتقد في قصيدته ميل المجتمع الأمريكي وقتها إلى التبعية العمياء والتمسّك بتقاليد أو مسارات بالية دون تساؤل أو تفكير نقدي.
يمكن وصف هذه القصيدة بأنها تعليمية ورمزية، تهدف لإيصال رسالة واضحة بدلا من التركيز على العمق العاطفي أو الجمال الشعري. والاستعارة الأساسية فيها تتناول كيف يمكن للممارسات والأفكار غير المنطقية أن تترسّخ بعمق وأن تشكّل مسارات للعقل وللمجتمع نفسه، دون أن تُخضَع للنقد او التشكيك أو التساؤل عن وجاهتها أو ضرورتها.
ومع توالي الأشهر والسنوات، ترك العجل أثرا على شكل طريق متعرّج. وبعد أن مات، تبع أثره كلب، ثم خروف يجرّ أجراسا ويسحب بقيّة القطيع خلفه كل يوم. وسار في إثرهم العديد من الخيول والدوابّ تحت أشعة الشمس.
ثم مشى عبر ذلك الطريق أناس كثيرون. وكانوا يعبّرون عن ضيقهم من تعرّجاته وانحناءاته بكلمات غاضبة. لكنهم برغم ذلك واظبوا على اتّباع مسار العجل ورأوا أن من الأسهل عليهم استخدام ذلك الطريق المعتاد بدلا من شقّ طريق جديد. ومرّت الأعوام وأصبح الطريق شارع قرية، ثم شارع مدينة مزدحما.
وسرعان ما أصبح شارعا رئيسيا لمدينة مشهورة وقامت على اطرافه المتعرّجة بنايات وصروح شاهقة. واستمرّ الناس يمشون على خطى ذلك العِجل. وهكذا قاد أناساً كثيرين عجل واحد مات منذ زمن يصعب تذكّره. واستمرّوا يتبعون طريقه الملتوي دون أن يفكّروا في تغييره.
وفي نهاية القصيدة، يشير الشاعر الى أن من عادة الناس أن يفعلوا ما فعله غيرهم ويتبعوا الدرب المطروق وإن كان ملتويا، ويتعاملون معه كما لو أنه طريق مقدّس يسيرون فيه طوال حياتهم ولا يقبل تغييرا أو تبديلا. وكان الشاعر ينتقد في قصيدته ميل المجتمع الأمريكي وقتها إلى التبعية العمياء والتمسّك بتقاليد أو مسارات بالية دون تساؤل أو تفكير نقدي.
يمكن وصف هذه القصيدة بأنها تعليمية ورمزية، تهدف لإيصال رسالة واضحة بدلا من التركيز على العمق العاطفي أو الجمال الشعري. والاستعارة الأساسية فيها تتناول كيف يمكن للممارسات والأفكار غير المنطقية أن تترسّخ بعمق وأن تشكّل مسارات للعقل وللمجتمع نفسه، دون أن تُخضَع للنقد او التشكيك أو التساؤل عن وجاهتها أو ضرورتها.
❉ ❉ ❉
❉ ❉ ❉
كما توضّح القصيدة قوّة العادة وميل البشر إلى اتباع أفكار وأساليب جاهزة، وكيف يمكن للسوابق الأولى التي قد تكون عارضة أن تكتسب قوّة كبيرة مع مرور الزمن بحيث تتحوّل في المستقبل الى ثوابت وعادات لا تقبل النقاش أو المراجعة.
كما تشجّع القصيدة ضمنا التفكير النقدي وعدم اتباع المعايير الراسخة وإيجاد طرق أكثر كفاءة وعقلانية لفعل الأشياء. والشاعر يحثّنا على أن نتأمّل كيف أن بعض مساراتنا العقلية لا تكون مدفوعة بالحكمة، بل بفعل العادة، وكيف أننا يمكن أن نهدر الكثير من الوقت والطاقة في اتباع تلك المسارات. وتوضّح القصيدة أيضا كيف يمكن للأفعال الصغيرة أن تُحدث عواقب وخيمة، وتُبرز أهمية الفردية وضرورة أن يرسم المرء مساره الخاص في الحياة وذلك بالتخلّي عن الروتين والعادات النمطية.
والشاعر يشير الى أننا نتبع غالبا، ودون وعي أحيانا، دروبا رسمها الآخرون، دون أن نتساءل إن كانت صحيحة او مناسبة لنا أو تقودنا إلى حيث نريد، في حين أننا لسنا مجبرين على اتباع خطى الآخرين، إذ بإمكاننا شقّ طريقنا بأنفسنا واختيار وجهات أفضل ومسارات أكثر استقامةً تجلب لنا المزيد من السلام والفرح. كما ينبّهنا الشاعر الى أنه من المهم أن نتذكّر أن كون الطريق مألوفا لا يعني بالضرورة أنه الطريق الأمثل أو الأفضل لنا وأن نكون مستعدّين لتغيير المسار إذا لزم الأمر.
يمكن اعتبار هذه القصيدة نوعا من التحفة الأدبية، لأنها صمدت أمام اختبار الزمن بفضل صلتها بالتجربة الإنسانية وقدرتها على تجسيد جوهر رحلة الحياة. ويكتسب هذا الموضوع أهمية إضافية في المجتمعات المعاصرة، حيث كثيرا ما تقدَّر قيمة التوافق والتماثل والمطابقة واتباع المسارات القديمة على حساب الفردية والإبداع والابتكار.
أحيانا قد يلاحظ الإنسان تكرار ظهور نفس المشاكل والتحدّيات مرارا في حياته، وهذا قد يكون تنبيها إلى أن الوقت قد حان لمواجهة سنوات من التفكير النمطي وتجربة مسار عقلي جديد قد يقود الى شيء مختلف والى حياة أكثر ثراءً وغنى.
كما تشجّع القصيدة ضمنا التفكير النقدي وعدم اتباع المعايير الراسخة وإيجاد طرق أكثر كفاءة وعقلانية لفعل الأشياء. والشاعر يحثّنا على أن نتأمّل كيف أن بعض مساراتنا العقلية لا تكون مدفوعة بالحكمة، بل بفعل العادة، وكيف أننا يمكن أن نهدر الكثير من الوقت والطاقة في اتباع تلك المسارات. وتوضّح القصيدة أيضا كيف يمكن للأفعال الصغيرة أن تُحدث عواقب وخيمة، وتُبرز أهمية الفردية وضرورة أن يرسم المرء مساره الخاص في الحياة وذلك بالتخلّي عن الروتين والعادات النمطية.
والشاعر يشير الى أننا نتبع غالبا، ودون وعي أحيانا، دروبا رسمها الآخرون، دون أن نتساءل إن كانت صحيحة او مناسبة لنا أو تقودنا إلى حيث نريد، في حين أننا لسنا مجبرين على اتباع خطى الآخرين، إذ بإمكاننا شقّ طريقنا بأنفسنا واختيار وجهات أفضل ومسارات أكثر استقامةً تجلب لنا المزيد من السلام والفرح. كما ينبّهنا الشاعر الى أنه من المهم أن نتذكّر أن كون الطريق مألوفا لا يعني بالضرورة أنه الطريق الأمثل أو الأفضل لنا وأن نكون مستعدّين لتغيير المسار إذا لزم الأمر.
يمكن اعتبار هذه القصيدة نوعا من التحفة الأدبية، لأنها صمدت أمام اختبار الزمن بفضل صلتها بالتجربة الإنسانية وقدرتها على تجسيد جوهر رحلة الحياة. ويكتسب هذا الموضوع أهمية إضافية في المجتمعات المعاصرة، حيث كثيرا ما تقدَّر قيمة التوافق والتماثل والمطابقة واتباع المسارات القديمة على حساب الفردية والإبداع والابتكار.
أحيانا قد يلاحظ الإنسان تكرار ظهور نفس المشاكل والتحدّيات مرارا في حياته، وهذا قد يكون تنبيها إلى أن الوقت قد حان لمواجهة سنوات من التفكير النمطي وتجربة مسار عقلي جديد قد يقود الى شيء مختلف والى حياة أكثر ثراءً وغنى.
Credits
poemhunter.com
poemhunter.com
