في الجزء الأوّل تناولنا بعض الأسباب التي يسوقها المعترضون على مشروع Mars One(أو المرّيخ واحد) الذي يهدف إلى إرسال مركبة مأهولة إلى المريخ. وفي هذا الجزء نستعرض حجج مؤيّدي المشروع والتي يمكن تلخيصها في الأمور التالية:
الكثير من الأنشطة التي يمارسها البشر لا تخلو بطبيعتها من عنصر مخاطرة. الطيّار يخاطر عندما يقود طائرة غير مفحوصة. والمستكشف يخاطر عندما يذهب إلى مناطق مجهولة. والجنود يخاطرون إذ يذهبون إلى مناطق صراع. وأيضا روّاد الفضاء يخاطرون بذهابهم إلى الفضاء البعيد. والمجتمعات لا تتطوّر من دون أشخاص يخاطرون بأنفسهم وحياتهم.
وهؤلاء الأشخاص الذين يريدون الذهاب إلى المرّيخ إنما يبادلون حياتهم بمكان عظيم في كتب التاريخ بخدمتهم العلم ومستقبل البشرية. ويجب ألا يحال بينهم وبين تحقيق ذلك.
في ماضي الأرض السحيق، كان هناك نشاط بركانيّ عنيف دفع بالغبار والصخور التي تحتوي على ميكروبات إلى الفضاء الخارجي، ووصل بعض ذلك الركام إلى المرّيخ. وبعض العلماء يعتقدون أن ملايين الأطنان من تربة الأرض موجودة على ارض المرّيخ. وإذا وُجد في ذلك الكوكب حياة فقد جاءت أساسا من الأرض.
والإشعاع لن يكون مشكلة كبيرة مقارنة بالأخطار الأخرى. فمركبة كيوريوسيتي قامت مؤخّرا بقياس مستويات الإشعاع في المرّيخ، ووجدت أن البقاء على أرضه لعام واحد يزيد فرصة الإصابة بالسرطان بحوالي خمسة بالمائة فقط. ولو كنت تدخّن السغائر هنا على الأرض فإن هذا يزيد فرص إصابتك بالسرطان بحوالي 20 بالمائة. لذا لا داعي لرسم صورة سوداوية عن طبيعة الحياة على المرّيخ، إذ قد يجد فيه البشر ضالّتهم المنشودة بعد أن افسدوا كوكبهم الصغير.
هل الأرض جنّة فعلا؟! هي بالتأكيد ليست كذلك. فهناك على الأرض أماكن لا يتمنّى أيّ إنسان أن يذهب أو يهاجر إليها مطلقا. ومع ذلك عاش فيها الناس لملايين السنين. الأرض، في أكثر أوقاتها وأماكنها، لم تكن أبدا جنّة. وبقاؤنا عليها يعتمد على التكنولوجيا إلى حدّ كبير. في شمال الأرض، مثلا، الجوّ ابرد بكثير من جنوبها، وعليك أن ترتدي ملابس أثقل. ونفس الشيء ينطبق على المرّيخ.
وهناك أناس غادروا أوربّا ولم يعودوا إليها وكان كلّ شيء على ما يرام. وطبيعة المرّيخ طبعا أقسى من استراليا وأمريكا. كما أن شواطئ استراليا أو كوبا أو البرازيل ليست صحراء قاحلة تنوء تحت ثقل المطر الإشعاعي. لكن الرحلة ستوفّر فرصة للإجابة على سؤال كبير كان الإغريق القدماء يطرحونه دائما: هل نحن لوحدنا في الكون؟!
أوّل شرط للاستيطان في المرّيخ هو تعديل تضاريس الكوكب أو ما يُسمّى بـ "التيرافورمنغ"، ثم تغيير مسارات المذنّبات التي تصطدم بأرض الكوكب، ثم وجود ماء ومعادن وغلاف جوّي مؤقّت. ولتعديل تضاريس المرّيخ، يحتاج الأمر لمئات وربّما آلاف السنين.
والبديل الأسلم لمثل هذه الرحلة غير الآمنة هو أن تُرسل بعثة إلى هناك مع نيّة العودة إلى الأرض. الاستيطان الدائم منذ المحاولة الأولى محض جنون. لا يمكن تأسيس حياة مستقرّة هناك إلا بعد عدّة رحلات وبعد أن توضع البنية التحتية اللازمة.
وهؤلاء الأشخاص الذين يريدون الذهاب إلى المرّيخ إنما يبادلون حياتهم بمكان عظيم في كتب التاريخ بخدمتهم العلم ومستقبل البشرية. ويجب ألا يحال بينهم وبين تحقيق ذلك.
والإشعاع لن يكون مشكلة كبيرة مقارنة بالأخطار الأخرى. فمركبة كيوريوسيتي قامت مؤخّرا بقياس مستويات الإشعاع في المرّيخ، ووجدت أن البقاء على أرضه لعام واحد يزيد فرصة الإصابة بالسرطان بحوالي خمسة بالمائة فقط. ولو كنت تدخّن السغائر هنا على الأرض فإن هذا يزيد فرص إصابتك بالسرطان بحوالي 20 بالمائة. لذا لا داعي لرسم صورة سوداوية عن طبيعة الحياة على المرّيخ، إذ قد يجد فيه البشر ضالّتهم المنشودة بعد أن افسدوا كوكبهم الصغير.
وهناك أناس غادروا أوربّا ولم يعودوا إليها وكان كلّ شيء على ما يرام. وطبيعة المرّيخ طبعا أقسى من استراليا وأمريكا. كما أن شواطئ استراليا أو كوبا أو البرازيل ليست صحراء قاحلة تنوء تحت ثقل المطر الإشعاعي. لكن الرحلة ستوفّر فرصة للإجابة على سؤال كبير كان الإغريق القدماء يطرحونه دائما: هل نحن لوحدنا في الكون؟!
والبديل الأسلم لمثل هذه الرحلة غير الآمنة هو أن تُرسل بعثة إلى هناك مع نيّة العودة إلى الأرض. الاستيطان الدائم منذ المحاولة الأولى محض جنون. لا يمكن تأسيس حياة مستقرّة هناك إلا بعد عدّة رحلات وبعد أن توضع البنية التحتية اللازمة.
وأكثر المشاكل التي يتوقّع البعض حصولها يُحتمل أن تحدث لو افترضنا أن المستعمرة التي سيقيمها طاقم الرحلة لن تتطوّر بعد أن يصلوا. ولكي يظلّوا على قيد الحياة، يجب شحن أطنان من الموادّ والمؤن إليهم كلّ عام. ولا يجب أن ننسى أن تكاليف الإطلاق من وإلى المريخ مكلّفة للغاية.
لكي يعيش بشر في المرّيخ، يجب حفر مستوطنات تحت أرضه لأن الحياة على سطحه شبه مستحيلة. فهناك مذنّبات وإشعاع وعواصف غبار قويّة. والعيش تحت أرض الكوكب سيمنع كثيرا من تلك المشاكل. لذا يتعيّن أوّلا إرسال معدّات حفر ثمّ بناء أحياء تحت الأرض. وهذا سيستغرق عشرات السنين، لكنّه سينجح في النهاية.
وهناك اعتقاد بأن المرّيخ يمكن أن يعاد إلى وضعه الطبيعي من خلال تعديل تضاريسه. لكن هذه ستكون عملية طويلة ومعقّدة ومصحوبة بمشاكل عديدة. غير أنها ستتحقّق في النهاية.
وآخر الاكتشافات تقول بوجود ماء في معظم تربة الكوكب وأن استخراج الماء هناك ضروري. أما بالنسبة للطعام فيمكن زراعته في بيوت زجاجية. وأشعّة الشمس هناك قويّة بما يكفي لتحقيق هذا الغرض. كما يمكن الاستعانة بالألواح الشمسية لتوليد طاقة كهربائية.
Credits
community.mars-one.com
universetoday.com