تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .
الأربعاء، أكتوبر 01، 2025
نصوص مترجمة
الحلول التكنولوجية التي تبنّيناها لحلّ المشاكل خلقت مشاكل جديدة أكثر عمقا. والسؤال: كيف يمكننا خلق فترات زمنية صغيرة مختلفة في حياتنا اليومية؟
كلّ صباح، خصّص عشرين دقيقة فقط للجلوس. لا هاتف، لا عمل، فقط أنفاسك وحضورك وأيّ شيء يخطر ببالك. إبدأ أيضا بالمشي، ليس من أجل اللياقة البدنية، بل من أجل العمق الروحي. تجوّل في الشوارع التي حولك واتركها تتحدّث إليك: ورقة شجر ساقطة، ابتسامة من غريب، صدى خطواتك. هذه اللحظات الصغيرة تصبح مرايا.
البيئة مهمّة للغاية. المشي في البيئات الحضرية يوفّر لك رؤى قيّمة عند التعامل معهما بوعي ويمنحنك حكمة مختلفة. تواجهك المدينة بالإبداع البشري والهياكل الاجتماعية والخيارات الجماعية. تذكّرك بدورات أكبر، بزمن يتجاوز المقياس البشري، بمكانك الصغير، ولكن المهم في شبكة الحياة.
ومن وقت لآخر، أغلق الإشعارات والرسائل، أهْدِ نفسك هبة الصمت، أفسح المجال لكتابة يوميّات. وعندما يلحّ عليك شعور قديم، أتركه يتحدّث ولا تتجاهله. فكلّما استمعت إلى ذاتك، قلّت حاجتك للبحث عن إجابات في الخارج.
إن اعتمادنا المتزايد على التكنولوجيا هو جوهر انفصالنا عن ذواتنا. لم تعزّز أجهزتنا وشاشاتنا إنسانيتنا، بل شتّتت انتباهنا وسَلّعت علاقاتنا ووضعت حواجز لا نهاية لها بيننا وبين التجربة المباشرة.
كلّ إشعار، كلّ تمرير، كلّ جرعة دوبامين رقمية تُبعدنا أكثر عن الحكمة التي يقدّمها الصمت والتأمّل اللذين سلبتهما منّا الأجهزة. تذكُّر معنى أن تكون إنسانا دون وساطة رقمية. س. روز
❉ ❉ ❉
لا أحد أسوأ منّي في الخلط بين الكلمات، كما أفعل مع كلمتي lay وlie. وهناك كلمتان أخريان متشابهتان تزعجاني بشدّة عندما أراهما تُستخدمان بشكل خاطئ في الكتب والمجلات والنشرات الترويجية ولوحات الإعلانات، وهما compliment وcomplement.
عادةً يتوقّع القرّاء من الكتّاب أن يكونوا على دراية بما يفعلونه، وهذا لا ينطبق فقط على كتابتنا، بل أيضا على تهجئتنا وقواعدنا. لذا، يجب أن نكون ملمّين بتهجئة كلماتنا ومعانيها، بالإضافة إلى جوانب الكتابة الأخرى. ف. توليسون
❉ ❉ ❉
عندما تكون في أمريكا، ستشعر بالألم لما لأرضها من تأثير مؤرّق وقويّ على نفسية البيض الأوربيين. فهي مليئة بشياطين وأشباح السكّان الأصليين المبتسمين وغير المطمئنّين.
لم تكن الديمقراطية في أمريكا كالحرّية في أوروبّا. في أوروبّا، كانت الحرّية نبضا عظيما للحياة. أما في أمريكا، فكانت الديمقراطية دائما شيئا مضادّا للحياة. كانت شكلا من أشكال قتل الذات أو الآخر.
جوهر الروح الأمريكية قاسٍ ومنعزل وصارم وقاتل. وقوّة التلال ليست فينا لأنها لم تصبح بعد تلالنا، إلا من خلال خيال قانوني. إن أمريكا تجوب الأرض كعملاق وتبدو قويّة بلا حدود، إنها آخر قوّة عظمى. لكن قوّتها هي قوّة الحداثة والتجريد المتراجعة. وأخشى أن تنهار هذه القوّة في بوتقة الاختبار وأن تصبح هشّة.
أتساءل كيف تقارَن هذه القوّة بالخصوبة الخيالية لآداب أمريكا اللاتينية، حيث يتداخل الخيال والواقع. الأسطورة السائدة هناك هي أسطورة المزج والتوليف، بينما الأسطورة السائدة شمال ريو غراندي هي الاستبدال والمسح. د. هـ. لورنس
❉ ❉ ❉
أسمع أخبارا كلّ يوم وشائعات عن حروب وأوبئة وحرائق وفيضانات وسرقات وجرائم قتل ومجازر ونيازك ومذنّبات وأطياف ومعجزات وأشباح لمدن محتلّة ومدن محاصرة في فرنسا وألمانيا وتركيا وبلاد فارس وبولندا وغيرها.
وأسمع عن حشود واستعدادات يومية وما شابه ذلك مما ينتج عن مثل هذه الأوقات العاصفة من معارك تخاض وبشر يقتلون وحروب أحادية الهيمنة وحطام سفن وقراصنة ومعارك بحرية وسلام وتحالفات وحيل وتحذيرات. ووسط شجاعة العالم وبؤسه، أعيش حياتي الخاصّة والمنعزلة كما عشت وكما كنت قانعا منذ البداية. ر. بيرتون
❉ ❉ ❉
❉ ❉ ❉
في هذه اللوحة، تجلس امرأة شابّة على وسادة على الأرض، وهي مستغرقة في قراءة كتاب. كلّ التفاصيل في اللوحة واقعية، من الحرير والفراء في ملابس المرأة إلى الطريقة التي تركّز بها عيناها المغمضتان تقريبا على المخطوطة. للوهلة الأولى قد تظنّ أنها تقرأ في مقهى لأنها تضيق بالعالم الحديث الصاخب. لكن هذه اللوحة رُسمت منذ ما يقرب من ستّة قرون في أوروبّا زمن العصور الوسطى، أي عندما لم يكن هناك سوى القليل من العلوم والتكنولوجيا أو الجغرافيا. كانت المسيحية قد شكّلت أوروبّا آنذاك، وهذا هو جوهر هذه اللوحة.
بالطبع، المرأة تقرأ نصّا مقدّسا. وهي ليست مجرّد امرأة عاديّة، بل مريم المجدلية التي تصوّرها الناس في العصور الوسطى كامرأة بغيّ اتّبعت المسيح وكانت من الحزانى عليه. وإلى جوارها وعاء يتضمّن المرهم الذي قيل إنها دهنت به قدميه. في العصور الوسطى، ساعدت شخصية مريم المجدلية، الدنيوية والروحية، الكنيسة على جذب الناس العاديين، وخاصّة النساء، إلى الإيمان.
المهارة الفنّية التي كان فان دير وايدن يرسم بها العالم كانت غير مألوفة قبل بضع سنوات فقط من رسمه الصورة. وفجأة، في ثلاثينيات القرن الخامس عشر، بدأ الفنّانون الفلمنكيون في رسم لوحات زيتية تشبه المرآة لأشخاص حقيقيين وفي فضاء واقعي.
كانت قراءة النصوص الدينية وسيلة لتنمية التديّن الخاص في أوروبا في ذلك القرن. والرسّام هنا لا يستعرض براعته الفنيّة الفائقة فقط، بل يوظّفها أيضا للوصول إلى ما هو جُوّاني وغير مرئيّ. جوناثان جونز
❉ ❉ ❉
عندما يتأخّر الناس عن أعمالهم ويَعلقون في زحمة المرور، فإنهم يغضبون بشدّة. لكن إذا كان الطريق سالكا ووصلنا مبكّرا، فإننا لا نستجيب لذلك بنفس مستوى السعادة. وعندما يكون شخص ما مخلصا ومحترما، فنادرا ما نُظهر تجاهه أيّ تقدير، ولكن ندع شخصا آخر يغشّ وينصب ويسرق ثم نتعامل مع الوضع كما لو أن العالم على وشك الانهيار. وفي كل مرّة ذهبنا فيها إلى الأطبّاء وعدنا والأمور على خير ما يرام، فإننا لا نظهر أيّ قدر من الشكر والامتنان لله. لكن إن كانت النتائج سيّئة، فإننا سرعان ما نشعر بالخيبة والحزن. إن كنت تريد أن تكون سعيدا، فابدأ في إعطاء الأشياء الجيّدة في حياتك نفس القدر من الاهتمام. م. كيج
❉ ❉ ❉
من الصعب إنكار المكانة المرموقة للسجّاد. وسجّادة "روتشيلد مع ميدالية" هي تحفة فنّية من الحقبة الصفوية صُنعت في منتصف القرن السادس عشر. وهي تبدو زاهية وحيوية كما كانت عند صنعها أوّل مرّة، ويرجّح أنها لم تبقَ على الأرض إلا قليلا. لكنها تنافس بقوّة على صدارة قطع السجّاد الأخرى.
تُعرف هذه السجّادة بهذا الاسم نسبةً إلى مالكها السابق من عائلة روتشيلد المصرفية المرموقة. وهي مشهورة بزخرفتها الرائعة، إذ تحتوي على ميدالية مركزية لوزية الشكل على خلفية حمراء أرجوانية غنيّة، مع محاريب زهرية ملوّنة وخراطيش زرقاء ذات شرائط سحابية مشتعلة وأربع قطع زاوية كبيرة.
كما تتميّز حوافّها بزخرفة غير عادية من الكروم المزهرة مع أوردة تشبه الأنماط النموذجية للمنسوجات المعقّدة ذات الأشكال المعاصرة، مثل المخمل الدمشقي والديباج. ويرجّح أن هذه السجّادة الفاخرة صُنعت في مدينة كاشان وسط إيران حاليا حوالي منتصف القرن السادس عشر الميلادي. وتشير حالة الحفظ الممتازة ولوحة الألوان الزاهية لهذه السجّادة إلى أنها نادرا ما استُخدمت بعد اكتمالها، وأنها حُفظت بعناية فائقة ووصلت إلينا في ظروف مثالية.
الفنّان والمصمّم المجهولان اللذان أبدعا هذه السجّادة، المصنوعة من الحرير الخالص، استخدما ألوانا زاهية وأساسية في تركيبها. كما وظّفا فيها العديد من تأثيرات فنون الشرق الأقصى والصين والعصر التيموري والزخارف الإيرانية الشائعة في عصرها. ك. روبنسون
❉ ❉ ❉
قوّة الأرض لا تنتقل فقط كإشعاع يصعد عبر الساقين، بل أيضا من خلال تزامن الدورات. المشي حركة، القلب ينبض بقوّة أكبر وبنبضات أنشط، والدم يدور أسرع وأقوى مما هو عليه في حالة راحة الجسم. وهناك مصدر آخر للطاقة، بعد القلب والأرض، هو المناظر الطبيعية. إنها تستدعي السائر وتجعله يشعر وكأنه في بيته: التلال والألوان والأشجار. سحر الطريق المتعرّج بين التلال، جمال حقول الكروم في الخريف كأوشحة أرجوانية وذهبية، بريق أوراق الزيتون الفضّي على خلفية سماء صيفية مميّزة، وضخامة الأنهار الجليدية المقطوعة بدقة؛ كلّ هذه العناصر تدعمنا وتنقلنا وتغذّينا. فريدريك غروس
❉ ❉ ❉
الزمن قد يشفي الجروح. وقد لا يفعل. فهناك جروح لا تختفي تماما، بل تبقى إلى الأبد في أعمق زوايا القلب، حيث يُدفن كلّ ما يسبّب الألم ويرفض المرء أن يتذكّره. ومع ذلك، فإن الجروح تترك ندوبا. وعلى الرغم من أن العالم لا يرى هذه الندوب، إلا أنها لا تتلاشى أبدا. وهناك لحظات يحاول فيها الانسان دفن الألم والتظاهر بأن كلّ شيء على ما يرام، ويضع قناعا مبتسما ويمضي الى الأمام. لكن في أعماقه، يعلم أن بعض الجِراح لا تُشفى أبدا، ومع الوقت تصبح جزءا منّا، تقوّينا وتعلّمنا المرونة وتعمل على إعادة صياغتنا من جديد. م. يونغ
❉ ❉ ❉
في القصص التي نرويها لأنفسنا عن حياتنا، قد نكون ضحايا عاجزين لظروف قاهرة، أو قد نكون كائنات شجاعة تكافح ظرفا غير مواتٍ وشرّيرا أحيانا. وغالبا ما نملك سيطرة ضئيلة أو معدومة على الظروف التي نضطرّ لتحمّلها. ومع ذلك، يمكننا إيجاد أفق واسع من التحرّر وذلك باختيارنا إضفاءَ معنى على تجاربنا، ثم الاستفادة من هذا المعنى للحفاظ على الأفكار والعلاقات والبيئات والممارسات التي تجعل الحياة غنيّة وجديرة بأن تعاش. فيكتور فرانكل