:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الخميس، يونيو 09، 2005

يوميات ماليزية - 8

عند وصولنا إلى مطار كوالالمبور قادمين من لنكاوي، تقدّم نحونا شاب صغير في حوالي السادسة عشرة من عمره بدا من ملامحه انه من أهل الملايو.
سألنا: انتم من أين؟
قلنا: من السعودية.
ثم قال بلغة عربية مكسّرة: اسمي ذو الكفل. هذا اسم شائع كثيرا في ماليزيا. أنا مسلم والحمد لله، وأطمع في زيارة مكة والمدينة، وأامنية حياتي هي أن أتعلم تجويد وتلاوة المصحف الشريف على يد الشيخ عبدالرحمن السديس.
قلت: أنعم وأكرم. لكن لماذا لا تتعلم قراءة القرآن هنا في بلدكم، فأنا اعلم أن عندكم من المقرئين والمشايخ الكثر ما يجعلكم تزهون بهم على كافّة مقرئي ومشايخ العالم الإسلامي تفقّها وعلما وتسامحا وسعة أفق.
كنت أريد أن اشرح له كيف أن ثقافتهم تتّسم بالتنوّع والتسامح والتعدّدية الدينية والعرقية، بما يجعلهم اكثر الناس حرصا على ألا يخالط أجواء التسامح تلك شئ من الأفكار التكفيرية والمتطرّفة التي ابتلي بها غيرهم من المسلمين. لكني خشيت ألا يفهمني، وفي اسوأ الأحوال أن يسئ فهمي، ففضّلت الصمت.
وصلت الأمتعة أخيرا فقام بإنزالها وحمّلها في العربة ودفعها أمامنا. وعند البوابة الخارجية شكرته وأعطيته المقسوم. ودفعت إليه ببطاقتي ورجوته أن يتصل بي متى يسّرت له الظروف زيارة الأماكن المقدّسة.
والحقيقة أن التطرّف الديني اصبح موضوعا مطروحا للنقاش بكثرة هذه الأيام في ماليزيا.
فبالأمس قرأت خبرا عن جماعة إسلامية أعلنت أنها ستباشر حملة في أرجاء البلاد "لرصد كافة مظاهر الفساد والانحلال" وإبلاغ السلطات المعنية بها لاتخاذ ما يلزم حيالها.
وقالت الجماعة إن دورها سيقتصر على مهمة "الرصد والإبلاغ" وأنها ستترك للسلطات حرّية اتخاذ ما تراه حيال "المخالفات".
بيان الجماعة أثار ردود أفعال ساخطة في العديد من الأوساط، خاصة الإسلامية. وقال بعض الكتاب إن ما تنوي الجماعة فعله يتناقض مع مضمون برنامج الإسلام الحضاري الذي يتبناه رئيس الوزراء، بينما لم يتردّد كتّاب آخرون في وصف بيان الجماعة بالسخيف والمثير للسخرية.
رئيس الكنيسة الكاثوليكية في كوالالمبور (وهو من ذوي الأصول الصينية) علق هو الآخر على البيان بقوله: يجب على الجميع احترام التنوّع الديني والثقافي في البلاد والابتعاد عن التحريض والتمسك بسلطة القانون. واضاف: كلّ ما ينسجم مع رؤية الإسلام الحضاري نحن نحترمه ونرحّب به، وكل ما يصادم تلك الرؤية ويتعارض معها من حقنا أن نرفضه ونستنكره.
وما يزال السجال مستمراً..