الطبيعة هي عشق الإنسان الأول منذ الأزل. وتحتفظ الكهوف والجبال برسومات للحيوان والطير تعتبر على نحو ما اقدم سجل فني للبشرية، وقد تكون تلك الرسومات بمنظور اليوم بدائية وبسيطة، لكنها على كل حال تختصر رؤية الإنسان القديم للطبيعة وتصور علاقته الحميمة بعناصرها وتفاصيلها المختلفة.
وقد تطورت علاقة الإنسان بالطبيعة على مر العصور، وبرزت العديد من المدارس الفنية التي تجسد عناصر الجمال في الطبيعة من بحار واشجار وجبال وانهار وغيرها من العناصر التي يوفر النظر إليها وتأملها حالة من الشفافية وراحة البال وسمو المشاعر.
ومؤخرا حظي فنان شاب باحتفاء خاص من قبل أوساط الثقافة والفن التشكيلي في الولايات المتحدة والغرب بعد سلسلة الرسومات الجميلة التي أبدعها من وحي حبه الجارف والاستثنائي للطبيعة وعنصر الماء فيها بشكل خاص.
هذا الفنان هو لي موثيس الذي أبدع لوحات رائعة تنبض بالحيوية الممزوجة بشيء من سحر الأحلام ووهج الرومانسية.
هذا الذوبان الحميم مع الطبيعة والذي تشي به لوحات موثيس ليس بالمستغرب، فهو عاش طفولته في أحضان المحيط وحفظت ذاكرته صور البحيرات والشواطئ والمروج الخضراء التي لم تبرح مخيلته.
بعض هذه اللوحات هي من نسج عالم متخيل، والبعض الآخر مستوحى من عالم الطبيعة الحي الذي يزخر بكل عوامل الصفاء والجمال والسكينة.
الفنان يتعامل مع تفاصيل الطبيعة وكأنها جزء من بيته الخاص، فالشرفات مشرعة على الموج والشطآن، والأزهار جزء لا يتجزأ من سمفونية العناق الأبدي بين الشمس والبحر، وكأن الفنان يريد أن يقول انه كلما امتزجنا بالطبيعة اكثر واستشعرنا مواطن الحسن فيها كلما أصبحت عناصرها اكثر فاكثر جزءا صميميا من واقعنا الحياتي الحميم.
إن كل لوحة من لوحات لـي موثيـس هي عالم قائم بذاته، لكنها تلتقي جميعها في كونها تعبيرا صادقا وشفافا عن حب مبدعها للطبيعة وافتتانه بها وإحساسه الفائق بمكامن الجمال فيها.
:تنويه
تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .