لابن الفارض:
شـربنا عـلى ذكـر الحـبيب مدامـة
سـكرنا بهـا مـن قبل أن ُيخلق الكرْمُ
لهـا البـدر كـأس وهي شمس يديرها
هـلال وكـم يبـدو إذا ُمزجـت نجـمُ
ولـولا شـذاها مـا اهتـديتُ لحانهـا
ولـولا سـناها مـا تصوّرهـا الـوهمُ
فـإن ُذكـرتْ فـي الحـي أصبح أهله
نشــاوى ولا عـار عليهـم ولا إثـمُ
وإن خـطرتْ يومـا على خاطر امـرئ
أقـامت بـه الأفـراح وارتحـل الهـمُ
وللمعتمد بن عباد:
أباح لطيفي طيفها الخدّ والنهـدا
فعضّ به تفاحـة واجتـنى وردا
وألثمني ثغـرا شممـتُ نسيمـهُ
فخُيّل لـي أني شممـتُ به نـدّا
ولو قدرتْ زارتْ على حال يقظة
ولكنْ حجاب البين ما بيننا ُمـدّا
ولأبي نواس:
لا تبك ليلـى ولا تطـرب إلـى هنـدِ
واشرب على الورد من حمراء كالوردِ
كأساً إذا انحـدرت من حلـق شاربها
رأيـت حمـرتها في الكـأس والخـدِّ
فالخمـر ياقوتـة والكـأس لـؤلـؤة
من كـفّ لؤلـؤة ممشـوقـة القـدِّ
تسقيك من عينها سحـراً ومن يـدها
خمـراً فمـالك من ُسكْريـنِ من ُبـدِّ
لـي نشـوتان وللنُـدمـان واحـدة
شيء خصصـت به من بينهم وحدي!
:تنويه
تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .