رافال اولبينسكي فنان بولندي ذو شهرة عالمية، رسوماته تذكّرنا إلى حدّ كبير بلوحات الفنان البلجيكي رينيه فرانسوا ماغريت.
غير أن أعمال اولبينسكي تتسّم بكونها اكثر عصرية واقل ميلا للسوداوية والاكتئاب.. واكثر جمالا.
يعمل اولبينسكي أستاذا للفنون الجميلة بنيويوروك منذ خمسة عشر عاما، وقد ظهرت رسوماته السوريالية على أغلفة العديد من المجلات مثل التايم والنيوزويك والنيويوركر والنيويورك تايمز "المجلة" والبلاي بوي ودير شبيغل الألمانية. وقام بتصميم الكثير من البوسترات الدعائية للعديد من المسرحيات والأعمال السينمائية والاوبرالية، كما اشترت أعماله مؤسّسات ثقافية مرموقة مثل مكتبة الكونغرس ومؤسّسة كارنيغي والنادي الوطني للفنون بنيويورك.
في لوحاته التي صمّمها توظيف بارع للخدع البصرية على نحو ما يفعله السورياليون، كما أنها تحفل بعنصر المفاجأة ولا تخلو من اللمسات الحسّية والشاعرية.
وفي رسوماته التي أبدعها لاوبرا موزارت وفيردي وسواهما من كبار الموسيقيين، يبرهن اولبينسكي على فهمه العميق لجوهر تلك الأعمال وللإشارات المجازية والمضامين الإنسانية التي تنطوي عليها، وهذا هو السبب في أن رسوماته تضجّ بالحياة وسعة الخيال.
حب اولبينسكي الأول كان الاوبرا التي احترفها قبل هجرته إلى الولايات المتحدة، وسبب ما أصابه الفنان من شهرة عالمية ربما يعود بالدرجة الأولى إلى ملصقاته التي صممها للاوبرا بشكل خاص، بما تتسّم به من انفعالات قوية وصور وشخصيات مشهدية حاول أن يعكسها في لوحاته بمهارة.
في ملصق "مدام بترفلاي Madame Butterfly"، مثلا، نرى بينكيرتون أحد شخوص المسرحية بقوامه الصغير وهو يصعد على أطراف مروحة تمسك بها إحدى فتيات الغيشا اليابانيات.
وفي ملصق اوبرا "البوهيمي La Boheme لبوتشيني"، تظهر ميمي المرأة الضعيفة وهي تنظر بطريقة حالمة إلى شمعة محترقة، وعبر الدخان الرفيع المتصاعد من الشمعة تتشكّل صورة الرجل الذي تحبّه.
وفي ملصق "قل لا للمخدرات Say No To Drugs"، تظهر حمامة بيضاء ميّتة، وقد ذبل جناحاها وانطويا على بعضهما متّخذين شكل يدين مرتفعتين بالدعاء.
التمثيل الحسّي الذي يقدّمه اولبينسكي في لوحاته للنساء يتماشى مع الصورة المألوفة عن نساء الاوبرا اللاتي يتّسمن عادة بالجمال والجاذبية ويرتدين غالبا ملابس شفافة تكشف عن مفاتنهن. لكن بعض النقاد يأخذون على الفنان إصراره على تصوير الرجال في لوحاته بطريقة تفتقد إلى البريق والجاذبية. إذ يقدّم شخوص لوحاته من الرجال في هيئة رثّة ويكتفي بإلباسهم إما أزياء تاريخية باهتة في الغالب، أو حديثة لكنها مملة على أي حال.
نال رافال اولبينسكي اكثر من مائة جائزة فنية عالمية اعترافا بموهبته وتقديرا لاعماله الفنية المتميّزة.
:تنويه
تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .