لا أعوّل كثيرا على ما يقوله المنجّمون. ومع ذلك، لم يمنعني من مشاهدة توقّعات ميشيل حايك البارحة وصف شيخ متشنّج له بأنه يسجد للشيطان وأنه كافر مخلّد في النار وو، إلى غير ذلك من الأوصاف الساذجة والعبيطة!
وبداية، لا أؤمن على الإطلاق بمسألة أن هناك بشرا يمكن أن يطّلعوا على الغيب ويكشفوا ما الذي سيقع غدا أو بعد شهر أو سنة من اليوم. هذا كلّه في علم الغيب، والإنسان لا يستطيع بقدراته العقلية المحدودة أن يتطلّع إلى ما هو ابعد من وجوده المادّي المباشر.
ورغم هذا وجدت نفسي استمع إلى توقّعات ميشيل حايك للعام الجديد من باب الفضول ولزوم التسلية. هذا الرجل لاحظت انه يتمتّع أكثر من غيره من المنجّمين بشعبية كبيرة في أوساط العامّة. والبعض يعلق أهمّية على تنبّؤاته لأنه، حسب ما قيل، سبق وأن تنبّأ باغتيال رفيق الحريري وموت الليدي دايانا وانفجار مكوك الفضاء الأمريكي تشالنجر.
واليوم نشرت وكالة الأنباء الفرنسية مقابلة مع حايك ذكرت فيها انه يعيش في ما يشبه العزلة ونادرا ما يعطي مقابلات أو لقاءات. وحايك، الذي كثيرا ما يشاهَد بصحبة طائر ببغاء، يعمل كمستثمر في تجارة العقار ويحتفظ بصداقات مع عدد من زعماء المنطقة والعالم الذين يطلبون مشورته.
وبحسب الوكالة، أشار حايك إلى انه عاد للتوّ من رحلة إلى المملكة العربية السعودية. غير انه التزم الصمت عند سؤاله عن الأشخاص الذين التقاهم هناك. وتتضمّن قائمة زبائنه كلا من الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان والأميرة البريطانية دايانا.
في ظهوره البارحة، توقّع حايك حصول الكثير من الأحداث والمتغيّرات في منطقتنا وفي العالم خلال العام الجديد. وأهمّ ملاحظة خرجت بها من المقابلة معه أن حايك ملمّ كثيرا ومتابع بحرص لما يجري في المنطقة من أحداث. وهو يبني تنبّؤاته لما سيحدث على قراءة التطوّرات السياسية ومحاولة رصد مسار الأحداث، تماما كما يفعل قارئ نشرة الأحوال الجوّية. أي أن الأمر في النهاية لا يعدو كونه مجرّد حدس وتحليل ولا يتعلّق بأيّ قدرات ميتافيزيقية أو رؤى خارقة للعادة.
خذ مثلا بعض ما قاله أمس. فقد توقّع أن يُلقي احد رؤساء لبنان الثلاثة كلمة يتأثّر منها المشاهدون. والذي يستمع إلى هذه "النبوءة" لا يساوره شكّ في أن الرئيس المقصود هو سعد الحريري. وبشيء من التخمين والحدس يمكن للمرء أن يربط الكلمة المتنبّأ بها بتطوّرات المحكمة الدولية. وأحد السيناريوهات المتصوّرة والتي لم تعد سرّا يقول إن الحريري سيبادر في إحدى المراحل وبعيد صدور القرار الظنّي إلى الإعلان عن تنازله وعفوه عن المشتبه بهم حرصا على السلم الأهلي واتقاءً لنار الفتنة.
حايك أيضا توقّع ظهور خلايا إرهابية في السعودية. وليس هذا بالاكتشاف الجديد أو المفاجئ. فبين فترة وأخرى يتمّ الإعلان فعلا عن اكتشاف خليّة أو خلايا إرهابية هنا أو هناك.
كما تنبّأ حايك بعدم استمرار تركيبة الحكومة العراقية الحالية، وبأن ويكيليكس ستركّز في العام الجديد على كشف فضائح المصارف والبنوك. السؤال: هل يدخل هذا في باب النبوءات؟ العراق ما يزال بلدا هشّا وكلّ شيء فيه محتمل الحدوث. وصاحب ويكيليكس أعلن على الجزيرة منذ أيّام انه سينشر عددا من الوثائق التي ستتناول أسرار بعض المصارف الأمريكية والغربية. إذن لا نبوءة ولا من يحزنون!
ومن بين توقّعاته الأخرى أن علَما مستحدثا، كما قال، سيرفرف فوق إحدى الدول، وأن زعامة عادل إمام في مصر برسم التهديد!
بالنسبة للتوقّع الثاني أقول: ومن يهتمّ أصلا؟ ثم أيّ زعامة لعادل إمام يحكي عنها الرجل؟ أما بالنسبة للتنبّؤ الأوّل فلا بد وأن حايك يتابع أخبار السودان والاستفتاء الذي سيجري هناك قريبا. والكثيرون يميلون إلى أن يؤدّي الاستفتاء إلى انفصال الجنوب وتأسيس دولة مستقلة بحكومة وعلم جديدين.
وبالتالي، أين هي النبوءة في ما قاله؟
لكنّ احد أهمّ توقّعات حايك اللبنانية هو ذلك الذي قال فيه إن اسم عماد مغنية سيعود مجدّدا إلى الواجهة مترافقا مع جدل سينتهي بنتائج بالغة الحساسية. هذا التوقّع مهمّ فعلا وهو يثبت مرّة أخرى أن ميشيل حايك لا يعلم الغيب ولا يجالس الجان أو يتعاطى السحر، وإنما هو قارئ ذكيّ للأحداث. وقد يكون على علم بما يقال ويتردّد في دهاليز وأروقة السياسة المظلمة ممّا له علاقة بالمحكمة الدولية وأسرار اغتيال الحريري.
وبداية، لا أؤمن على الإطلاق بمسألة أن هناك بشرا يمكن أن يطّلعوا على الغيب ويكشفوا ما الذي سيقع غدا أو بعد شهر أو سنة من اليوم. هذا كلّه في علم الغيب، والإنسان لا يستطيع بقدراته العقلية المحدودة أن يتطلّع إلى ما هو ابعد من وجوده المادّي المباشر.
ورغم هذا وجدت نفسي استمع إلى توقّعات ميشيل حايك للعام الجديد من باب الفضول ولزوم التسلية. هذا الرجل لاحظت انه يتمتّع أكثر من غيره من المنجّمين بشعبية كبيرة في أوساط العامّة. والبعض يعلق أهمّية على تنبّؤاته لأنه، حسب ما قيل، سبق وأن تنبّأ باغتيال رفيق الحريري وموت الليدي دايانا وانفجار مكوك الفضاء الأمريكي تشالنجر.
واليوم نشرت وكالة الأنباء الفرنسية مقابلة مع حايك ذكرت فيها انه يعيش في ما يشبه العزلة ونادرا ما يعطي مقابلات أو لقاءات. وحايك، الذي كثيرا ما يشاهَد بصحبة طائر ببغاء، يعمل كمستثمر في تجارة العقار ويحتفظ بصداقات مع عدد من زعماء المنطقة والعالم الذين يطلبون مشورته.
وبحسب الوكالة، أشار حايك إلى انه عاد للتوّ من رحلة إلى المملكة العربية السعودية. غير انه التزم الصمت عند سؤاله عن الأشخاص الذين التقاهم هناك. وتتضمّن قائمة زبائنه كلا من الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان والأميرة البريطانية دايانا.
في ظهوره البارحة، توقّع حايك حصول الكثير من الأحداث والمتغيّرات في منطقتنا وفي العالم خلال العام الجديد. وأهمّ ملاحظة خرجت بها من المقابلة معه أن حايك ملمّ كثيرا ومتابع بحرص لما يجري في المنطقة من أحداث. وهو يبني تنبّؤاته لما سيحدث على قراءة التطوّرات السياسية ومحاولة رصد مسار الأحداث، تماما كما يفعل قارئ نشرة الأحوال الجوّية. أي أن الأمر في النهاية لا يعدو كونه مجرّد حدس وتحليل ولا يتعلّق بأيّ قدرات ميتافيزيقية أو رؤى خارقة للعادة.
خذ مثلا بعض ما قاله أمس. فقد توقّع أن يُلقي احد رؤساء لبنان الثلاثة كلمة يتأثّر منها المشاهدون. والذي يستمع إلى هذه "النبوءة" لا يساوره شكّ في أن الرئيس المقصود هو سعد الحريري. وبشيء من التخمين والحدس يمكن للمرء أن يربط الكلمة المتنبّأ بها بتطوّرات المحكمة الدولية. وأحد السيناريوهات المتصوّرة والتي لم تعد سرّا يقول إن الحريري سيبادر في إحدى المراحل وبعيد صدور القرار الظنّي إلى الإعلان عن تنازله وعفوه عن المشتبه بهم حرصا على السلم الأهلي واتقاءً لنار الفتنة.
حايك أيضا توقّع ظهور خلايا إرهابية في السعودية. وليس هذا بالاكتشاف الجديد أو المفاجئ. فبين فترة وأخرى يتمّ الإعلان فعلا عن اكتشاف خليّة أو خلايا إرهابية هنا أو هناك.
كما تنبّأ حايك بعدم استمرار تركيبة الحكومة العراقية الحالية، وبأن ويكيليكس ستركّز في العام الجديد على كشف فضائح المصارف والبنوك. السؤال: هل يدخل هذا في باب النبوءات؟ العراق ما يزال بلدا هشّا وكلّ شيء فيه محتمل الحدوث. وصاحب ويكيليكس أعلن على الجزيرة منذ أيّام انه سينشر عددا من الوثائق التي ستتناول أسرار بعض المصارف الأمريكية والغربية. إذن لا نبوءة ولا من يحزنون!
ومن بين توقّعاته الأخرى أن علَما مستحدثا، كما قال، سيرفرف فوق إحدى الدول، وأن زعامة عادل إمام في مصر برسم التهديد!
بالنسبة للتوقّع الثاني أقول: ومن يهتمّ أصلا؟ ثم أيّ زعامة لعادل إمام يحكي عنها الرجل؟ أما بالنسبة للتنبّؤ الأوّل فلا بد وأن حايك يتابع أخبار السودان والاستفتاء الذي سيجري هناك قريبا. والكثيرون يميلون إلى أن يؤدّي الاستفتاء إلى انفصال الجنوب وتأسيس دولة مستقلة بحكومة وعلم جديدين.
وبالتالي، أين هي النبوءة في ما قاله؟
لكنّ احد أهمّ توقّعات حايك اللبنانية هو ذلك الذي قال فيه إن اسم عماد مغنية سيعود مجدّدا إلى الواجهة مترافقا مع جدل سينتهي بنتائج بالغة الحساسية. هذا التوقّع مهمّ فعلا وهو يثبت مرّة أخرى أن ميشيل حايك لا يعلم الغيب ولا يجالس الجان أو يتعاطى السحر، وإنما هو قارئ ذكيّ للأحداث. وقد يكون على علم بما يقال ويتردّد في دهاليز وأروقة السياسة المظلمة ممّا له علاقة بالمحكمة الدولية وأسرار اغتيال الحريري.