الذين يتطلّعون للعب دور "الرسّام الشاعر" كثيرون. وجورجيو موراندي كان احد القلائل الذين ينطبق عليهم هذا الوصف بجدارة.
وكلّ من تربطه بالرسم وشاعريّته الخاصّة علاقة حبّ، لا بدّ وأن يقع في هوى لوحات هذا الرسّام.
فلوحاته ذات الطبيعة الصامتة جميلة. لكنّه ذلك النوع الخاصّ من الجمال الخفيّ والغامض، جمال الجذور والأشياء القديمة، جمال الأشياء التي ضاعت ثم استُعيدت لكي تضيع مرّة أخرى.
تنظر إلى لوحات موراندي فتتذكّر غموض شخصيّته أو أسطورته، اعتمادا على ما تراه أو تسمعه. إنها حكاية رسّام ايطالي عاش حياته كلّها منعزلا في شقّة وحيدة. لم يكن يسافر كثيرا وبالكاد كان يعرف شيئا عن الناس والفنّ في محيطه. كان يرسم بعيدا عن الأنظار في محترف بيته الصغير في إحدى ضواحي بولونيا.
موراندي هو أشهر رسّام ايطالي تخصّص في رسم الحياة الساكنة في القرن العشرين. وقد عاش في الفترة ما بين عامي 1890 و 1964م. واشتهر بمجموعته الكبيرة من رسومات الحياة الساكنة أو "الطبيعة الميّتة" كما تُسمّى في ايطاليا. والقصص المتوفّرة عن حياته تشير إلى انه درس الرسم في مدينته وزاول التدريس في إحدى مدارسها وكان يعيش في شقّة صغيرة مع شقيقاته الثلاث.
ولوحات موراندي من النوع الذي يسهل التعرّف عليه بألوانها الصامتة وموضوعاتها البسيطة والهادئة.
لكن ما الذي يجعل لوحاته خاصّة ومتميّزة؟ للإجابة عن هذا السؤال، يحسن بنا أوّلا أن نلقي نظرة سريعة على الأشياء التي كان يرسمها وعلى أسلوب استخدامه للألوان. ثم سنرى كيف أن كلّ هذه العوامل مجتمعة أسهمت في خلق لوحات تنطق بالإحساس الخالد بالتأمّل الهادئ والصامت.
مواضيع لوحات موراندي مستمدّة من الأشياء اليومية التي يمكن العثور عليها في أيّ مطبخ منزلي، مثل الجِرار والزجاجات والأباريق والأطباق والكؤوس والأواني الخزفية.
هذه الأشياء مألوفة كثيرا. لكن في لوحات موراندي يتمّ تجريدها عمدا من أيّ علامات يمكن أن تحدد هويّتها أو زمنها، ما يضفي عليها شعورا بالمجهولية والعالمية. وما يحدث هو أن الرسّام يعمد إلى وضعها فوق طاولة بسيطة ثم يقوم بتجميعها معا وفق ترتيب معيّن.
وكلّ من تربطه بالرسم وشاعريّته الخاصّة علاقة حبّ، لا بدّ وأن يقع في هوى لوحات هذا الرسّام.
فلوحاته ذات الطبيعة الصامتة جميلة. لكنّه ذلك النوع الخاصّ من الجمال الخفيّ والغامض، جمال الجذور والأشياء القديمة، جمال الأشياء التي ضاعت ثم استُعيدت لكي تضيع مرّة أخرى.
تنظر إلى لوحات موراندي فتتذكّر غموض شخصيّته أو أسطورته، اعتمادا على ما تراه أو تسمعه. إنها حكاية رسّام ايطالي عاش حياته كلّها منعزلا في شقّة وحيدة. لم يكن يسافر كثيرا وبالكاد كان يعرف شيئا عن الناس والفنّ في محيطه. كان يرسم بعيدا عن الأنظار في محترف بيته الصغير في إحدى ضواحي بولونيا.
موراندي هو أشهر رسّام ايطالي تخصّص في رسم الحياة الساكنة في القرن العشرين. وقد عاش في الفترة ما بين عامي 1890 و 1964م. واشتهر بمجموعته الكبيرة من رسومات الحياة الساكنة أو "الطبيعة الميّتة" كما تُسمّى في ايطاليا. والقصص المتوفّرة عن حياته تشير إلى انه درس الرسم في مدينته وزاول التدريس في إحدى مدارسها وكان يعيش في شقّة صغيرة مع شقيقاته الثلاث.
ولوحات موراندي من النوع الذي يسهل التعرّف عليه بألوانها الصامتة وموضوعاتها البسيطة والهادئة.
لكن ما الذي يجعل لوحاته خاصّة ومتميّزة؟ للإجابة عن هذا السؤال، يحسن بنا أوّلا أن نلقي نظرة سريعة على الأشياء التي كان يرسمها وعلى أسلوب استخدامه للألوان. ثم سنرى كيف أن كلّ هذه العوامل مجتمعة أسهمت في خلق لوحات تنطق بالإحساس الخالد بالتأمّل الهادئ والصامت.
مواضيع لوحات موراندي مستمدّة من الأشياء اليومية التي يمكن العثور عليها في أيّ مطبخ منزلي، مثل الجِرار والزجاجات والأباريق والأطباق والكؤوس والأواني الخزفية.
هذه الأشياء مألوفة كثيرا. لكن في لوحات موراندي يتمّ تجريدها عمدا من أيّ علامات يمكن أن تحدد هويّتها أو زمنها، ما يضفي عليها شعورا بالمجهولية والعالمية. وما يحدث هو أن الرسّام يعمد إلى وضعها فوق طاولة بسيطة ثم يقوم بتجميعها معا وفق ترتيب معيّن.
العامل الأساسي هو أن هذه المستلزمات المنزلية لا تحمل سمة محدّدة، أي أنها ليست للتفاخر أو المباهاة مثلا. كما أنها لا تتطلّب منا اهتماما خاصّا. وهي بالتأكيد ليست من تلك النوعية من الأشياء التي يمكن أن توجد في بيوت الأثرياء والمشاهير.
إنها أشياء متواضعة بصمت. وهي تمثّل الواقع الذي لا يعطي انطباعا معيّنا. الرسّام يسلّط الضوء على الأشياء الوظيفية والشائعة التي نستخدمها كلّ يوم. لكنّنا كثيرا ما نغفل عنها أو نتعامل معها كمسلّمات أو أشياء مفروغ منها.
وموراندي يرسم لوحاته عن الحياة الساكنة ليعطيها مظهرا ثقيلا ومكتنزا. فهي تبدو صلبة ومتينة. وأحيانا تبدو ذات شكل معماري. هذا النمط ينسجم مع وظيفة هذه الأشياء التي صُمّمت في الغالب كي تُستخدم، لا أن يُعجب بها الإنسان.
هذه الأشياء تبدو في لوحات الرسّام ذات مظهر مسطّح ومملّ تقريبا. كما أنها تفتقر إلى انعكاسات أو أيّ درجة من اللمعان. والعديد منها مرسومة بأقلّ قدر من الظلال أو الضوء.
وفي لوحاته يأخذ موراندي التدرّجات الرمادية إلى مستويات جديدة. وكثيرا ما يلمّح إلى خاصّية البعد الثلاثي في الأشياء التي يرسمها، وكأنه يريد أن يحفظ لها حضورها الكبير في حياتنا اليومية.
صحيح أن جورجيو موراندي عُرف بصفاته الأسلوبية المميّزة من حيث استخدام الألوان الخفيفة والصامتة. لكن ليس كلّ لوحاته بمثل هذا الصمت. ففي بعضها يمكنك رؤية مصدر للضوء وبعض الظلال الثقيلة.
ورغم أن تشكيلاته تبدو بسيطة بشكل مضلّل، إلا انه كان يُمضي أسابيع يفكّر خلالها في تحريك الأشياء وتغيير أماكنها كي يحصل على أفضل طريقة لوضعها في مكانها المناسب.
ويبدو انه لم يكن يهتمّ كثيرا بإخفاء ضربات فرشاته بحيث يخلق مظهرا ذا أسطح ناعمة. بل كان يتعامل مع الطلاء من حيث أن له أهمّية تأمّلية لا تقلّ عن تلك التي للأشياء التي كان يرسمها.
كان موراندي في بداياته متأثّرا بالتكعيبية والمستقبلية. لكنّه مع مرور الوقت اوجد لنفسه أسلوبا خاصّا لا تخطئه العين. وقد أنتج عددا كبيرا من اللوحات الخالدة التي تتجاوز حدود الزمان والمكان.
كانت لوحات موراندي تُستقبل بحفاوة خلال حياته. وقد فاز بالعديد من جوائز التقدير. وتقديرا لموهبته، كرّمه المخرج السينمائي الايطالي الكبير فيديريكو فيلليني بإظهار عدد من لوحاته في ديكورات فيلمه الشهير "لا دولتشي فيتا" أو الحياة اللذيذة.
لوحات جورجيو موراندي عن الحياة الصامتة هي من عمل إنسان مفكّر ومتفان. ومن الواضح انه كان يكرّس كلّ جهده ووقته لفنّه.
واليوم يُنظر إليه كأحد كبار الرسّامين الأوائل في ايطاليا. لكنه يُعتبر بنفس الوقت رسّاما حديثا. ولوحاته تتميّز بالبساطة والرصانة. كما أنها تتطلّب قدرا عاليا من التركيز والحساسية لفهمها وتقديرها. "مترجم".