من الشخصيّات التاريخية الملوّنة والمثيرة للاهتمام شخصية السلطان الهنديّ المغوليّ أكبر. كان هذا الرجل ثالث أباطرة المغول الذين حكموا الهند. وقد سُمّي بأكبر العظيم بسبب انجازاته الكبيرة وحملاته العسكرية التي دعّمت حكم المغول للهند.
ولد السلطان أكبر عام 1542 ونُصّب إمبراطورا عام 1556 وهو في سنّ الثالثة عشرة. ورغم انه كان وعائلته من السنّة الأحناف، إلا انه نشأ في بيئة تمقت التعصّب الديني والغلوّ. كان شخصا متسامحا، كريما وحكيما. وقد عمل على تعزيز روح التوافق والوئام بين المسلمين والهندوس.
ولا بدّ وأن أكبر تأثّر بأفكار وتعاليم المتصوّفة، مثل كبير والمعلّم ناناك وحافظ الشيرازي الذي تتحدّث قصائده عن التعاطف والتراحم بين البشر. وبعض من علّموا أكبر في القصر وهو صغير كانوا من الشيعة الذين يبدو أنهم كانوا فوق المشاعر المذهبية.
كان اكبر محاربا وفنّانا وامبراطورا وقائدا عسكريّا ومروّض خيول ومدرّب حيوانات. وكان يحتفظ بمئات من نمور الصيد في قصره. ومع ذلك، انتهى به الأمر بأن اعتنق فلسفة اللاعنف وأصبح نباتيّا ينفر من جميع أنواع اللحوم.
دعا أكبر لفكرة السلام العام، أي عدم التمييز ضدّ أيّ دين والتركيز على أفكار التعايش والإخاء بين الناس. وقد منع النزاع بين السنّة والشيعة. وظلّت الإمبراطورية في عهده محايدة في مسائل الصراعات الطائفية الداخلية.
وذات مرّة، أمر السلطان ببناء دار أطلق عليها "عبادة خانة" أي بيت العبادة، ودعا إليها رجال الدين والعلماء والمفكّرين. في بداية الأمر، كانت الدار مقتصرة على المسلمين. لكن عندما دبّ الخلاف بين هؤلاء وتحوّلت نقاشاتهم إلى سباب وشتائم، قام أكبر بتحويل الدار إلى مجلس للناس من كافّة الأديان، بل وحتى الملحدين سمح لهم بالمشاركة. فتوسّعت النقاشات وأصبحت تشمل قضايا فلسفية ودينية حسّاسة.
بعض رجال الدين الإسلامي لم يعجبهم ما حدث، فأضمروا الحقد على السلطان، ثم نشروا شائعات كاذبة تقول إن أكبر قرّر الارتداد عن الإسلام! وصدرت فتاوى من قبل بعض المشايخ والقضاة تصف السلطان بالزنديق! وبتحريض من هؤلاء الغلاة اندلع تمرّد في شرق البلاد ضدّ نظام الحكم. لكن أكبر تصرّف بحسم وقام بقمع وإخماد ذلك التمرّد على الفور.
ولد السلطان أكبر عام 1542 ونُصّب إمبراطورا عام 1556 وهو في سنّ الثالثة عشرة. ورغم انه كان وعائلته من السنّة الأحناف، إلا انه نشأ في بيئة تمقت التعصّب الديني والغلوّ. كان شخصا متسامحا، كريما وحكيما. وقد عمل على تعزيز روح التوافق والوئام بين المسلمين والهندوس.
ولا بدّ وأن أكبر تأثّر بأفكار وتعاليم المتصوّفة، مثل كبير والمعلّم ناناك وحافظ الشيرازي الذي تتحدّث قصائده عن التعاطف والتراحم بين البشر. وبعض من علّموا أكبر في القصر وهو صغير كانوا من الشيعة الذين يبدو أنهم كانوا فوق المشاعر المذهبية.
كان اكبر محاربا وفنّانا وامبراطورا وقائدا عسكريّا ومروّض خيول ومدرّب حيوانات. وكان يحتفظ بمئات من نمور الصيد في قصره. ومع ذلك، انتهى به الأمر بأن اعتنق فلسفة اللاعنف وأصبح نباتيّا ينفر من جميع أنواع اللحوم.
دعا أكبر لفكرة السلام العام، أي عدم التمييز ضدّ أيّ دين والتركيز على أفكار التعايش والإخاء بين الناس. وقد منع النزاع بين السنّة والشيعة. وظلّت الإمبراطورية في عهده محايدة في مسائل الصراعات الطائفية الداخلية.
وذات مرّة، أمر السلطان ببناء دار أطلق عليها "عبادة خانة" أي بيت العبادة، ودعا إليها رجال الدين والعلماء والمفكّرين. في بداية الأمر، كانت الدار مقتصرة على المسلمين. لكن عندما دبّ الخلاف بين هؤلاء وتحوّلت نقاشاتهم إلى سباب وشتائم، قام أكبر بتحويل الدار إلى مجلس للناس من كافّة الأديان، بل وحتى الملحدين سمح لهم بالمشاركة. فتوسّعت النقاشات وأصبحت تشمل قضايا فلسفية ودينية حسّاسة.
بعض رجال الدين الإسلامي لم يعجبهم ما حدث، فأضمروا الحقد على السلطان، ثم نشروا شائعات كاذبة تقول إن أكبر قرّر الارتداد عن الإسلام! وصدرت فتاوى من قبل بعض المشايخ والقضاة تصف السلطان بالزنديق! وبتحريض من هؤلاء الغلاة اندلع تمرّد في شرق البلاد ضدّ نظام الحكم. لكن أكبر تصرّف بحسم وقام بقمع وإخماد ذلك التمرّد على الفور.
كان السلطان أكبر يؤمن بأنه ليس من حقّ احد أن يزعم أن دينه متفوّق على أديان الآخرين كي يبيح لنفسه إقصاء أتباع الأديان الأخرى.
وانسجاما مع هذه السياسة المتسامحة، أصدر قرارا يعطي للهندوس الذين سبق وأن اُجبروا على اعتناق الإسلام الحقّ في العودة إلى ديانتهم الأصلية دون مشاكل. ولهذا أحبّه الهندوس وذكروه كثيرا في أغانيهم وصلواتهم.
وفي ما بعد تزوّج أكبر من أميرة هندوسية تُدعى مريم الزمان. ومرّة أخرى، احتجّ رجال الدين المسلمون على قراره، فأقنعهم أنه لم يرتكب خطأ وأن تصرّفه يتّفق مع صحيح الإسلام. وقد اقتنع هؤلاء بحججه ما عدا اثنين. فحكم عليهما بالنفي عامين إلى مكّة كي يتفقّها هناك في دينهما ويعرفا الحلال من الحرام.
زوجته الهندوسية كانت ثالث زوجاته بعد رقيّة وسليمة. وكان زواجه منها نوعا من الحلف السياسي. إذ كان من عادة حكّام الولايات من الهندوس أن يعرضوا بناتهم للزواج من حكّام مسلمين. وكان هذا أمرا شائعا منذ عدّة قرون.
وخلافا لعادة بعض السلاطين، سمح أكبر لمريم بأن تظلّ على دينها وشيّد لها معبدا صغيرا في طرف القصر كي تمارس فيه شعائرها. وزيّن المعبد بصور وجداريات تصوّر كبير الآلهة الهندوسية كريشنا.
وقد عملت مريم في تجارة التوابل والحرير ونقلت الحجّاج إلى مكّة على سفنها. وأنجبت لأكبر ابنهما جهانجير الذي أصبح في ما بعد سلطانا. وظلّت الزوجة الأقرب إلى قلب أكبر حتى وفاتها عام 1623. كما كانت الوحيدة التي دُفنت إلى جواره إنفاذا لوصيّتها.
توفّي السلطان أكبر في أكتوبر من عام 1605م. ومن مفارقات التاريخ أنه بعد 76 سنة من وفاته، قامت جماعة من النُسّاك الهندوس الحانقين على المغول بالإغارة على ضريحه، فدنّسوا القبر ونهبوا كلّ ما كان يحتويه من ذهب وفضّة وسجّاد.
وانسجاما مع هذه السياسة المتسامحة، أصدر قرارا يعطي للهندوس الذين سبق وأن اُجبروا على اعتناق الإسلام الحقّ في العودة إلى ديانتهم الأصلية دون مشاكل. ولهذا أحبّه الهندوس وذكروه كثيرا في أغانيهم وصلواتهم.
وفي ما بعد تزوّج أكبر من أميرة هندوسية تُدعى مريم الزمان. ومرّة أخرى، احتجّ رجال الدين المسلمون على قراره، فأقنعهم أنه لم يرتكب خطأ وأن تصرّفه يتّفق مع صحيح الإسلام. وقد اقتنع هؤلاء بحججه ما عدا اثنين. فحكم عليهما بالنفي عامين إلى مكّة كي يتفقّها هناك في دينهما ويعرفا الحلال من الحرام.
زوجته الهندوسية كانت ثالث زوجاته بعد رقيّة وسليمة. وكان زواجه منها نوعا من الحلف السياسي. إذ كان من عادة حكّام الولايات من الهندوس أن يعرضوا بناتهم للزواج من حكّام مسلمين. وكان هذا أمرا شائعا منذ عدّة قرون.
وخلافا لعادة بعض السلاطين، سمح أكبر لمريم بأن تظلّ على دينها وشيّد لها معبدا صغيرا في طرف القصر كي تمارس فيه شعائرها. وزيّن المعبد بصور وجداريات تصوّر كبير الآلهة الهندوسية كريشنا.
وقد عملت مريم في تجارة التوابل والحرير ونقلت الحجّاج إلى مكّة على سفنها. وأنجبت لأكبر ابنهما جهانجير الذي أصبح في ما بعد سلطانا. وظلّت الزوجة الأقرب إلى قلب أكبر حتى وفاتها عام 1623. كما كانت الوحيدة التي دُفنت إلى جواره إنفاذا لوصيّتها.
توفّي السلطان أكبر في أكتوبر من عام 1605م. ومن مفارقات التاريخ أنه بعد 76 سنة من وفاته، قامت جماعة من النُسّاك الهندوس الحانقين على المغول بالإغارة على ضريحه، فدنّسوا القبر ونهبوا كلّ ما كان يحتويه من ذهب وفضّة وسجّاد.