وأنت تنظر إلى رسومات الرمزيين الفرنسيين، لا بدّ وأن يلفت انتباهك هذا الشبه الكبير بين الأفكار التي يعبّرون عنها في أعمالهم وبين تصوّرات وأفكار المتصوّفة عبر العصور.
فالرسّام الرمزي والشاعر أو الحكيم الصوفي كلاهما معنيان بالرموز والصور كوسيلة للتعبير عن الرؤى الداخلية للإنسان.
الفونس اوزبيرت قد لا يكون اسما مألوفا كثيرا في دنيا الرسم. ومع ذلك لا تملك إلا أن تُعجب بألوانه ومواضيع صوره الرمزية التي تنزع عن الأشكال والأشياء مادّيتها وتضفي عليها طابعا روحيا يمازجه بعض الغموض.
تتمعّن في لوحاته فتتذكّر صور دو شافان وغوستاف مورو واوديلون ريدون وغيرهم من الرسّامين الذين كانوا يشكّلون أضلاع الرمزية الفرنسية في الفنّ.
اوزبيرت تأثر في بداياته بواقعية الرسّامين الأسبان. ثم جرّب الأسلوب الانطباعي. وبنهاية ثمانينات القرن التاسع عشر تعرّف على عدد من الشعراء الرمزيين، ما دفعه إلى تبنّي الأفكار الجمالية التي كانوا ينادون بها وعلى رأسها التعبير عن الأفكار والرؤى الداخلية من خلال الرموز والصور.
كان اوزبيرت يُلقّب برسّام الأمسيات. والسبب انه في جميع لوحاته كان يرسم مناظر مسائية وليلية تغلب عليها الألوان الصفراء والبنفسجية والزرقاء والخضراء والفضية، وتستدعي مزاجا من الغموض والتذكّر الصامت.
كان يعمد إلى تبسيط أشكال وتفاصيل الطبيعة ويضعها كخلفية لأشخاص، نساء غالبا، وهم في حالة سكون وعزلة بينما تلفّهم هالة من الضوء الغامض.
تصوّف اوزبيرت واضح في لوحاته التأمّلية التي يشيّد طبقاتها غالبا من ظلال الأزرق. ومع ذلك لا يمكن اعتبار لوحاته دينية. بل هي اقرب ما تكون إلى محاولة تصوير الحالات الروحية التي تنشأ عن توحد الإنسان بالطبيعة.
في إحدى لوحاته بعنوان رؤيا يرسم الفنّان القدّيسة الفرنسية جانفييف في احد المروج ومعها خروف أو حمل، بينما تلفّ المكان غلالة من نور مقدّس. ولا يبدو اوزبيرت معنيّا بما تذكره كتب التاريخ عن هذه المرأة التي يقال إنها لعبت دورا مهمّا في الدفاع عن باريس بوجه هجوم قبائل الهون في منتصف القرن الخامس عشر. بل يرسمها في بيئة مسالمة وهادئة يغلب عليها المزاج المتأمّل.
هذه الصورة وغيرها من صور الرمزيين كان الكثيرون يرون فيها معادلا لقصائد الشعراء الرمزيين من أمثال فيرلين ومالارميه.
عندما تمعن النظر أكثر في صور اوزبيرت ستلاحظ افتتانه بتصوير ملهمات يقفن كالأشباح في طبيعة غامضة وسط هالات من الضوء الغامض لشمس أو قمر مع استخدام وفير للون الأزرق وتدرّجاته المختلفة.
فالرسّام الرمزي والشاعر أو الحكيم الصوفي كلاهما معنيان بالرموز والصور كوسيلة للتعبير عن الرؤى الداخلية للإنسان.
الفونس اوزبيرت قد لا يكون اسما مألوفا كثيرا في دنيا الرسم. ومع ذلك لا تملك إلا أن تُعجب بألوانه ومواضيع صوره الرمزية التي تنزع عن الأشكال والأشياء مادّيتها وتضفي عليها طابعا روحيا يمازجه بعض الغموض.
تتمعّن في لوحاته فتتذكّر صور دو شافان وغوستاف مورو واوديلون ريدون وغيرهم من الرسّامين الذين كانوا يشكّلون أضلاع الرمزية الفرنسية في الفنّ.
اوزبيرت تأثر في بداياته بواقعية الرسّامين الأسبان. ثم جرّب الأسلوب الانطباعي. وبنهاية ثمانينات القرن التاسع عشر تعرّف على عدد من الشعراء الرمزيين، ما دفعه إلى تبنّي الأفكار الجمالية التي كانوا ينادون بها وعلى رأسها التعبير عن الأفكار والرؤى الداخلية من خلال الرموز والصور.
كان اوزبيرت يُلقّب برسّام الأمسيات. والسبب انه في جميع لوحاته كان يرسم مناظر مسائية وليلية تغلب عليها الألوان الصفراء والبنفسجية والزرقاء والخضراء والفضية، وتستدعي مزاجا من الغموض والتذكّر الصامت.
كان يعمد إلى تبسيط أشكال وتفاصيل الطبيعة ويضعها كخلفية لأشخاص، نساء غالبا، وهم في حالة سكون وعزلة بينما تلفّهم هالة من الضوء الغامض.
تصوّف اوزبيرت واضح في لوحاته التأمّلية التي يشيّد طبقاتها غالبا من ظلال الأزرق. ومع ذلك لا يمكن اعتبار لوحاته دينية. بل هي اقرب ما تكون إلى محاولة تصوير الحالات الروحية التي تنشأ عن توحد الإنسان بالطبيعة.
في إحدى لوحاته بعنوان رؤيا يرسم الفنّان القدّيسة الفرنسية جانفييف في احد المروج ومعها خروف أو حمل، بينما تلفّ المكان غلالة من نور مقدّس. ولا يبدو اوزبيرت معنيّا بما تذكره كتب التاريخ عن هذه المرأة التي يقال إنها لعبت دورا مهمّا في الدفاع عن باريس بوجه هجوم قبائل الهون في منتصف القرن الخامس عشر. بل يرسمها في بيئة مسالمة وهادئة يغلب عليها المزاج المتأمّل.
هذه الصورة وغيرها من صور الرمزيين كان الكثيرون يرون فيها معادلا لقصائد الشعراء الرمزيين من أمثال فيرلين ومالارميه.
عندما تمعن النظر أكثر في صور اوزبيرت ستلاحظ افتتانه بتصوير ملهمات يقفن كالأشباح في طبيعة غامضة وسط هالات من الضوء الغامض لشمس أو قمر مع استخدام وفير للون الأزرق وتدرّجاته المختلفة.