في بدايات القرن العشرين، تزوّجت ماري تريبكي من الرسّام الدانمركي الأكثر شهرة آنذاك بيدير كْروْيَر. وأصبح هذا الثنائيّ أشهر زوجين في الدانمرك. كان المشاهير في ذلك الوقت من ساسة ورجال أعمال ونبلاء وعلماء وكتّاب يتطلّعون لأن يرسمهم كروير وبأيّ ثمن. وكانت البورتريهات التي يرسمها تخلع على أصحابها أهمّية ومكانة.
ماري التي تظهر في العديد من اللوحات التي رسمها كروير كانت تُعتبر وقتها أجمل امرأة في أوروبّا. وقد حظي الاثنان، مع ابنتهما فيبكي، بأفضل ما يمكن أن توفّره الحياة: الكثير من الأسفار والحفلات والرفاهية.
ومع ذلك، كان هذا هو ما يظهر على السطح فقط. إذ كانت ماري تعيش حياة أشبه ما تكون بالجحيم. فقد كان كروير يعاني من الهوس والاكتئاب والخرف الناجم عن مرض الزهري الذي يمكن أن يحوّل الإنسان، في لحظات، من كونه إنسانا مبتهجا ومتفائلا إلى وحش شيطاني لا يأبه ولا يكترث بمن حوله.
كان كروير يعرف ماري قبل ذلك بزمن عندما قدّمها له صديق مشترك. وكانت هي نفسها رسّامة مبتدئة ومن عائلة محترمة. وقد تعرّف إليها بعد وقت قصير من وصوله إلى باريس في احد أيّام ديسمبر من عام 1888 في مقهى يرتاده فنّانو الشمال. وعندما رآها بُهر بشخصيّتها المتميّزة وجمالها الطاغي، ثمّ لم يلبث الاثنان أن تزوّجا في يوليو من العام التالي في منزل عائلة تريبكي في أوغسبورغ بـ ألمانيا، بلد العائلة الأصلي.
وكان كروير قبل ذلك قد سافر كثيرا في أنحاء عديدة من أوروبّا محاولا تطوير مهاراته في الرسم. وفي باريس، درس في أكاديمية ليون بونا وتأثر بأشهر رموز العصر الانطباعي، مثل سيسلي ورينوار ومانيه وديغا ومونيه.
غير أنه كان متأثّرا أيضا بالرسّامين الإسبان الكبار، خاصّة يواكين سورويا الذي كان يعرفه شخصيّا. ويمكن ملاحظة هذا بوضوح في مناظره عن الحدائق والشواطئ المتوسّطية التي كان يرسمها خلال أسفاره عبر بلدان البحر المتوسّط.
ماري التي تظهر في العديد من اللوحات التي رسمها كروير كانت تُعتبر وقتها أجمل امرأة في أوروبّا. وقد حظي الاثنان، مع ابنتهما فيبكي، بأفضل ما يمكن أن توفّره الحياة: الكثير من الأسفار والحفلات والرفاهية.
ومع ذلك، كان هذا هو ما يظهر على السطح فقط. إذ كانت ماري تعيش حياة أشبه ما تكون بالجحيم. فقد كان كروير يعاني من الهوس والاكتئاب والخرف الناجم عن مرض الزهري الذي يمكن أن يحوّل الإنسان، في لحظات، من كونه إنسانا مبتهجا ومتفائلا إلى وحش شيطاني لا يأبه ولا يكترث بمن حوله.
كان كروير يعرف ماري قبل ذلك بزمن عندما قدّمها له صديق مشترك. وكانت هي نفسها رسّامة مبتدئة ومن عائلة محترمة. وقد تعرّف إليها بعد وقت قصير من وصوله إلى باريس في احد أيّام ديسمبر من عام 1888 في مقهى يرتاده فنّانو الشمال. وعندما رآها بُهر بشخصيّتها المتميّزة وجمالها الطاغي، ثمّ لم يلبث الاثنان أن تزوّجا في يوليو من العام التالي في منزل عائلة تريبكي في أوغسبورغ بـ ألمانيا، بلد العائلة الأصلي.
وكان كروير قبل ذلك قد سافر كثيرا في أنحاء عديدة من أوروبّا محاولا تطوير مهاراته في الرسم. وفي باريس، درس في أكاديمية ليون بونا وتأثر بأشهر رموز العصر الانطباعي، مثل سيسلي ورينوار ومانيه وديغا ومونيه.
غير أنه كان متأثّرا أيضا بالرسّامين الإسبان الكبار، خاصّة يواكين سورويا الذي كان يعرفه شخصيّا. ويمكن ملاحظة هذا بوضوح في مناظره عن الحدائق والشواطئ المتوسّطية التي كان يرسمها خلال أسفاره عبر بلدان البحر المتوسّط.
عاد كروير إلى الدانمرك عام 1882 وذهب للعيش في كوبنهاغن كما يعيش الأثرياء. وكان له مرسمه الخاصّ وزبائنه الكثر.
كان من عادته قضاء الصيف في إسْكيين، وهي شبه جزيرة تقع في أقصى شمال الدانمرك. وبسبب ارتفاع المكان وتأثيرات الضوء التي تدوم طويلا، أمكن للفنّان إنتاج لوحات انطباعية ضخمة. وكان يمضي الشتاء في قرية الصيّادين حيث كان يضيف اللمسات الأخيرة على لوحاته الجميلة التي تصوّر شواطئ مهجورة تحت أضواء زرقاء زاهية.
وفي ذلك الوقت، أصبح كروير احد أعظم ثلاثة رسّامين دانمركيين. والاثنان الآخران كانا ميشيل آنكر وكريستيان كروغ.
كانت إسْكيين قد بدأت تستقطب أعدادا أخرى من الرسّامين الذين كوّنوا دائرة حول كروير، وأصبح هذا المكان في ما بعد جزءا من الثقافة الدانمركية.
تأثير سورويا على كروير لا يقتصر فقط على مناظر السيّدات الجميلات اللاتي يرتدين الملابس البيضاء ويمشين على الشواطئ، بل شمل أيضا مناظر الصيّادين والبورتريهات التي كان يرسمها بنفس طريقة سورويا تقريبا. ومن وقت لآخر، كان كروير يعود لرسم ماري الجميلة. كانت في ذلك الوقت حاملا بابنتهما. وكانت ما تزال تمارس الرسم وتعمل على ديكور منزلهما.
مع مرور الوقت، كان كروير يفقد وزنه. وأصبح يطيل الجلوس على الشاطئ. وعندما كان يعود إلى البيت كان يسلم نفسه لنوبات غضب متكرّرة أسهمت في توتير علاقته بزوجته. وفي احد الأوقات، غادرت ماري البيت ورحلت إلى خارج البلاد. ثم بدأت دائرة أصدقائه تضيق عندما ظهرت عليه أوّل بوادر المرض العقلي.
كان من عادته قضاء الصيف في إسْكيين، وهي شبه جزيرة تقع في أقصى شمال الدانمرك. وبسبب ارتفاع المكان وتأثيرات الضوء التي تدوم طويلا، أمكن للفنّان إنتاج لوحات انطباعية ضخمة. وكان يمضي الشتاء في قرية الصيّادين حيث كان يضيف اللمسات الأخيرة على لوحاته الجميلة التي تصوّر شواطئ مهجورة تحت أضواء زرقاء زاهية.
وفي ذلك الوقت، أصبح كروير احد أعظم ثلاثة رسّامين دانمركيين. والاثنان الآخران كانا ميشيل آنكر وكريستيان كروغ.
كانت إسْكيين قد بدأت تستقطب أعدادا أخرى من الرسّامين الذين كوّنوا دائرة حول كروير، وأصبح هذا المكان في ما بعد جزءا من الثقافة الدانمركية.
تأثير سورويا على كروير لا يقتصر فقط على مناظر السيّدات الجميلات اللاتي يرتدين الملابس البيضاء ويمشين على الشواطئ، بل شمل أيضا مناظر الصيّادين والبورتريهات التي كان يرسمها بنفس طريقة سورويا تقريبا. ومن وقت لآخر، كان كروير يعود لرسم ماري الجميلة. كانت في ذلك الوقت حاملا بابنتهما. وكانت ما تزال تمارس الرسم وتعمل على ديكور منزلهما.
مع مرور الوقت، كان كروير يفقد وزنه. وأصبح يطيل الجلوس على الشاطئ. وعندما كان يعود إلى البيت كان يسلم نفسه لنوبات غضب متكرّرة أسهمت في توتير علاقته بزوجته. وفي احد الأوقات، غادرت ماري البيت ورحلت إلى خارج البلاد. ثم بدأت دائرة أصدقائه تضيق عندما ظهرت عليه أوّل بوادر المرض العقلي.
كانت قائمة أصدقاء كروير من كبار المثقّفين في ذلك الوقت تشمل الموسيقيّ كارل نيلسن والرسّام مايكل آنكر وزوجته آنّا والرسّام كريستيان كروغ وكاتب قصص الأطفال المشهور هانز كريستيان اندرسن والموسيقيّ هوغو آلفين وغيرهم.
ابتداءً من عام 1900، ازدادت حالة كروير سوءا عندما شخّص الأطبّاء مرضه على انه الزهري. ولم تكن إصابته بهذا المرض تعني بالضرورة انه لم يكن مخلصا لزوجته، بالنظر إلى أن المرض يمكن أن ينتقل بوسائل أخرى غير الاتصال الجنسيّ.
وقد تدهورت صحّته بشكل كبير في ما بعد. وكان يمضي معظم الوقت في المستشفيات، بينما استمرّت ماري في ممارسة حياتها كفنّانة وأمّ.
كانت السنوات الخمس الأولى من القرن العشرين سنوات صعبة لكلا الزوجين. إذ أصبح جنون كروير لا يُحتمل. لكنه رفض أن ينفصل عن ماري على الرغم من إلحاحها المستمرّ عليه بأن يطلّقها.
وفي عام 1902، سافرت ماري إلى جزيرة صقلّية للاستجمام بصحبة صديق زوجها الملحّن السويدي هوغو آلفين. وعاش الاثنان هناك قصّة حبّ، ثمّ عادا إلى الدانمارك ليعيشا في منزل كروير الذي كان ما يزال يرفض بإصرار تطليقها. غير انه رضخ لمشيئتها أخيرا وطلقها عام 1905 عندما علم أنها أصبحت حاملا بطفل من آلفين.
بيدير كروير توفّي عام 1909 عن 58 عاما. وكانت آخر خمسة أعوام من حياته عبارة عن عذاب لا يُحتمل. كان المرض قد اثّر على عقله وبصره، وانتهى به الأمر إلى أن أصبح أعمى تماما. وكان إلى جواره في لحظاته الأخيرة كلّ من ابنته فيبكي وممرّضته وصديقاه الوفيّان مايكل آنكر وزوجته.
بعد سنتين، تزوّجت ماري من آلفين رسميّا في كوبنهاغن. ثم انتقلت للعيش في منزل الزوج في السويد. غير أن زواجها الثاني لم يكن سعيدا هو الآخر. إذ ربطت آلفين علاقة بامرأة أخرى تصغر ماري بعشرين عاما، ما دفعها لطلب الطلاق. وقد توفّيت ماري كروير وحيدة منسيّة في شقّة بـ استوكهولم في احد أيّام شهر مايو من عام 1940.
ابتداءً من عام 1900، ازدادت حالة كروير سوءا عندما شخّص الأطبّاء مرضه على انه الزهري. ولم تكن إصابته بهذا المرض تعني بالضرورة انه لم يكن مخلصا لزوجته، بالنظر إلى أن المرض يمكن أن ينتقل بوسائل أخرى غير الاتصال الجنسيّ.
وقد تدهورت صحّته بشكل كبير في ما بعد. وكان يمضي معظم الوقت في المستشفيات، بينما استمرّت ماري في ممارسة حياتها كفنّانة وأمّ.
كانت السنوات الخمس الأولى من القرن العشرين سنوات صعبة لكلا الزوجين. إذ أصبح جنون كروير لا يُحتمل. لكنه رفض أن ينفصل عن ماري على الرغم من إلحاحها المستمرّ عليه بأن يطلّقها.
وفي عام 1902، سافرت ماري إلى جزيرة صقلّية للاستجمام بصحبة صديق زوجها الملحّن السويدي هوغو آلفين. وعاش الاثنان هناك قصّة حبّ، ثمّ عادا إلى الدانمارك ليعيشا في منزل كروير الذي كان ما يزال يرفض بإصرار تطليقها. غير انه رضخ لمشيئتها أخيرا وطلقها عام 1905 عندما علم أنها أصبحت حاملا بطفل من آلفين.
بيدير كروير توفّي عام 1909 عن 58 عاما. وكانت آخر خمسة أعوام من حياته عبارة عن عذاب لا يُحتمل. كان المرض قد اثّر على عقله وبصره، وانتهى به الأمر إلى أن أصبح أعمى تماما. وكان إلى جواره في لحظاته الأخيرة كلّ من ابنته فيبكي وممرّضته وصديقاه الوفيّان مايكل آنكر وزوجته.
بعد سنتين، تزوّجت ماري من آلفين رسميّا في كوبنهاغن. ثم انتقلت للعيش في منزل الزوج في السويد. غير أن زواجها الثاني لم يكن سعيدا هو الآخر. إذ ربطت آلفين علاقة بامرأة أخرى تصغر ماري بعشرين عاما، ما دفعها لطلب الطلاق. وقد توفّيت ماري كروير وحيدة منسيّة في شقّة بـ استوكهولم في احد أيّام شهر مايو من عام 1940.