"أنا هنا مسجون في بولدينو وممنوع من دخول سانت بطرسبورغ. بحقّ السماء يا ناتاليا نيكوليفنا اكتبي إليّ حتى لو لم تكوني تحبّين ذلك. اخبريني أين أنت؟ هل غادرتِ موسكو؟ هل من طريق يقودني إلى قدميك؟! أشعر بالإحباط، وأنا حقّا لا أعرف ما أفعل. من الواضح أن زواجنا لن يتمّ في هذه السنة الملعونة. لـ بولدينو هواء الجزر الصخرية. لا جيران هنا ولا كتب. الطقس مخيف. أقضي وقتي في التدخين والخربشة".
من رسالة الكسندر بوشكين إلى ناتاليا غونتشاروفا، 11 أكتوبر 1830م
بعد تردّد طويل، قبلت ناتاليا غونتشاروفا عرض بوشكين بالزواج منها في ابريل عام 1830. وخُطب الاثنان إلى بعضهما رسميا في السادس من مايو من ذلك العام. وأرسلت دعوات الزفاف إلى الأصدقاء والمعارف. ونظرا لتفشّي الكوليرا وظروف أخرى، تمّ تأجيل حفل الزفاف لمدّة عام. وأقيم الاحتفال أخيرا في الثامن عشر من فبراير 1831 في كنيسة الصعود الكبير في موسكو.
داخل الكنيسة، كانت هناك مجموعة كبيرة من الناس المحتشدين في الصحن. الباب الذي ستدخل منه العروس إلى الكهف المذهّب كان مليئا بالأضواء المرتعشة وبالبخور. الجوقة كانت تغنّي بنشوة. خطَت ناتاليا نيكوليفنا على السجّاد بخفّة. كانت بيضاء وجميلة جدّا لدرجة أنها حرّكت مشاعر بوشكين بعمق. ابتسم ابتسامة واسعة وسحَب جسده إلى أعلى بأقصى ما يستطيع لأن ناتاليا كانت أطول منه. ووُضع التاجان الاحتفاليان فوق رأسي العروسين.
الكاهن الوقور كان يرتّل صلوات تدعو لأن يتوحّد العروسان مدى الحياة. وكان الضيوف يدردشون في كلام خفيض وهم يقدّرون تكلفة الثياب والعواقب المحتملة لهذا العرض الباذخ. وأثناء تبادل الخواتم، سقط احد الخاتمين على الأرض. وانحنى بوشكين لالتقاطه فضرب المنبر، ما أدّى إلى سقوط الصليب والإنجيل عن مكانهما. وفجأة هبّت عاصفة قويّة مرّت من خلال شقوق المبنى وأطفأت شمعة الزفاف. ووقف الشاعر وهو مرتبك وشاحب الوجه، ثم غمغم قائلا: كلّ النُذر سيّئة". كان بوشكين يرى في تلك الحوادث الغامضة علامة شؤم ونذير شرّ.
في اليوم السابق للزفاف، كان الشاعر قد دعا عددا من أصدقائه "لدفن العزوبية معه"، كما كان يقول. وتجمّع عشرات الضيوف في بيته حول طاولة، وكانوا مستعدّين لتبادل النكات والدعابات كما جرت العادة في مثل هذا النوع من المناسبات.
لكنّ مضيفهم كان حزينا جدّا لدرجة أنهم لم يجرؤوا على فتح أفواههم. وقد قرأ عليهم أسطرا يودّع فيها شبابه. وبدا كما لو أنه يريد اخذ إجازة من الحياة نفسها أو كما لو انه على وشك الموت وليس الحصول على زوجة. كان بوشكين يقرأ وصيّته الأخيرة وينطق كلمته النهائية. الحضور كانوا يحدّقون في بعضهم باستياء ويهزّون رؤوسهم بدهشة. ثمّ، وبعقل غائم وصوت منقبض، غادرهم متوجّها إلى بيت خطيبته.
بعد مغامرات عاطفية لا تُعدّ ولا تُحصى، تزوّج الكسندر بوشكين أخيرا من ناتاليا غونتشاروفا، حبيبته الثالثة عشر بعد المائة، كما كان يصفها.
وبدا أن الزواج كان سعيدا لولا غيرة بوشكين الشديدة. وخلال سنوات زواجهما الستّ، أنجبت ناتاليا أربعة أطفال. وبينما كانت الأسرة تقيم لفترة طويلة في الريف، كان بوشكين يتردّد على العاصمة من حين لآخر، وكانت تلك مناسبة لتبادل الرسائل بين الزوجين. وهناك ثمان وسبعون رسالة كتبها بوشكين لزوجته بأسلوب أرعن مع لمسات من الفُحش. ولا يوجد بين هذه الرسائل ما يمكن أن يُسمّى رسائل حبّ. ويُعتقد أنه أهداها عدّة قصائد بما في ذلك قصيدته المشهورة "مادونا". أما بالنسبة لرسائلها هي إلى بوشكين فقد فُقدت جميعها باستثناء واحدة كتبتها بحضور أمّها ناتاليا ايفانوفا.
في روسيا القيصرية، كانت الرقابة مشدّدة، وكان قلم بوشكين حادّا وقاطعا. وكلّ ما كان يفعله كان يراقَب عن كثب، بما في ذلك قصيدته المشهورة "تحيّة للحرّية" والعديد من القصائد القصيرة التي كان يتمّ تداولها في الأوساط التحرّرية المعادية للقيصر.
في عام 1820، مُنع بوشكين من دخول مدينة سانت بطرسبورغ، وكان ذلك المنع سببا في إنقاذ حياته، لأنه حال بينه وبين المشاركة في مؤامرة عام 1825. وأثناء وجوده في المنفى الريفي، كتب بوشكين جزءا رئيسيا من رائعته يوجين اونيغين التي تُعتبر اليوم القصيدة الأشهر في الأدب الروسي.
في عام 1826، ألغى القيصر نيكولا الأوّل قراره بنفي بوشكين، ولكن وفق شروط صارمة للغاية. وعاد الشاعر إلى مدينة سانت بطرسبورغ، لكنه كان، تقريبا، بمثابة "سجين" لدى القيصر.
في عام 1835، التقت ناتاليا غونتشاروفا الضابط والدبلوماسي الفرنسي جورج شارل دانتيس . وقد ظهرت شائعات عن علاقة غرامية بينها وبين دانتيس الذي كان متزوّجا من شقيقتها. وكان ذلك سببا في المبارزة القاتلة التي جرت في 27 يناير 1837م بين بوشكين والسياسيّ الفرنسي. وفي تلك المبارزة أصيب بوشكين بجروح خطيرة توفّي على إثرها بعد يومين، أي في التاسع والعشرين من يناير.
كان سلوك ناتاليا غونتشاروفا وقتها محلّ جدل بين المعلّقين. فبعضهم، ومن بينهم الشاعرتان الكبيرتان آنا أخماتوفا ومارينا سفيتاييفا ، حمّلوها المسئولية عن مقتل بوشكين لأنها لم تفهم عظمته وفشلت في أن تمنح فنّه الاهتمام المناسب.
ومع ذلك، تشير بعض الدراسات الأرشيفية والمذكّرات التي تعود إلى تلك الحقبة إلى أن ناتاليا كثيرا ما كانت تُذكر بالكثير من الدفء والاحترام. ويمكن القول إن الفضل يعود إليها في أنها حافظت على رسائل بوشكين، كما أنها سمحت في ما بعد بنشر هذه الرسائل للعامّة.
وبعد مقتل بوشكين، قيل الكثير عن علاقة نشأت بين ناتاليا والقيصر نيكولا الأوّل وأشيع أنها أصبحت عشيقته. وفي عام 1843، التقت أرملة بوشكين بيتر لانسكوي الذي كان يخدم في فوج شقيقها بالجيش. وبعد مباركة القيصر، تمّ عقد زواجهما في يوليو عام 1844. كان لانسكوي يتمتّع بالسيادة ويشغل وظيفة مرموقة قبل زواجه من ناتاليا. وقد أنجبت له ثلاث بنات قبل أن تتوفّى في نوفمبر عام 1863م.
اليوم ما يزال بوشكين يُكرّم ويُقرأ في جميع أنحاء العالم، داخل روسيا وخارجها. ومنذ سنّ مبكّرة جدّا، يتعرّف الأطفال على شعره في الحكايات الروسية الخرافية. وفي وقت لاحق يقرءون أعماله الأخرى لسلاستها ولغتها النغمية وإيقاعاتها الرائعة.
ولد الكسندر بوشكين في موسكو لعائلة نبيلة ولكن فقيرة. جدّه لامّه كان عبدا أفريقيّا تعلّم في باريس ومُنح للقيصر بطرس كهديّة. ويقال إن مزاج بوشكين العاطفي وشعره الحسّي يعود إلى نسبه الأسمر.
في طفولته، تلقّى بوشكين تربية فرنسية وأثبت أن لديه ذاكرة هائلة. وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره، كان يعرف الأدب الفرنسيّ كاملا تقريبا ويحفظ الكثير منه عن ظهر قلب. وقد علّمته مربيّته اللغة الروسية من خلال الحكايات والأساطير الشعبية التي كانت تقصّها عليه. وفي ما بعد، استلهم من إحدى تلك الحكايات تحفته روسلان ولودميلا التي جعلته مشهورا في كافّة أرجاء البلاد وتحوّلت في ما بعد إلى عمل اوبرالي من تأليف الموسيقيّ ميخائيل غلينكا.
في عام 1811، بدأ بوشكين دراسته في قاعة النخبة التي أنشأها القيصر قرب مدينة سانت بطرسبورغ. وقد لوحظت آنذاك موهبته الاستثنائية كشاعر. وبعد ستّ سنوات، اثبت نفسه في الأوساط الفكرية للشباب. ولم تمنعه حياته العاطفية المضطربة من تكريس نفسه لإنتاج المزيد من الشعر.
إلى جانب الشعر الغنائي والعديد من قصائد الحبّ والأشعار الأخرى مثل "أنا أحبّك" و"الليل" و"أمسيات الخريف والشتاء"، ترك بوشكين العديد من الأعمال النثرية المهمّة مثل "ابنة القبطان" و"ملكة البستوني" و"تاريخ بوغاتشيف" وغيرها.
في شارع أربات القديم وأمام الدار التي عاش فيها بوشكين وناتاليا غونتشاروفا، يقوم اليوم نصب تذكاريّ ضخم للشاعر وزوجته. وقد صَمّم النصب النحّات الروسي المشهور الكسندر بورغانوف في الذكرى الخامسة والسبعين بعد المائة لزواج الشاعر الكبير.
بعد تردّد طويل، قبلت ناتاليا غونتشاروفا عرض بوشكين بالزواج منها في ابريل عام 1830. وخُطب الاثنان إلى بعضهما رسميا في السادس من مايو من ذلك العام. وأرسلت دعوات الزفاف إلى الأصدقاء والمعارف. ونظرا لتفشّي الكوليرا وظروف أخرى، تمّ تأجيل حفل الزفاف لمدّة عام. وأقيم الاحتفال أخيرا في الثامن عشر من فبراير 1831 في كنيسة الصعود الكبير في موسكو.
داخل الكنيسة، كانت هناك مجموعة كبيرة من الناس المحتشدين في الصحن. الباب الذي ستدخل منه العروس إلى الكهف المذهّب كان مليئا بالأضواء المرتعشة وبالبخور. الجوقة كانت تغنّي بنشوة. خطَت ناتاليا نيكوليفنا على السجّاد بخفّة. كانت بيضاء وجميلة جدّا لدرجة أنها حرّكت مشاعر بوشكين بعمق. ابتسم ابتسامة واسعة وسحَب جسده إلى أعلى بأقصى ما يستطيع لأن ناتاليا كانت أطول منه. ووُضع التاجان الاحتفاليان فوق رأسي العروسين.
الكاهن الوقور كان يرتّل صلوات تدعو لأن يتوحّد العروسان مدى الحياة. وكان الضيوف يدردشون في كلام خفيض وهم يقدّرون تكلفة الثياب والعواقب المحتملة لهذا العرض الباذخ. وأثناء تبادل الخواتم، سقط احد الخاتمين على الأرض. وانحنى بوشكين لالتقاطه فضرب المنبر، ما أدّى إلى سقوط الصليب والإنجيل عن مكانهما. وفجأة هبّت عاصفة قويّة مرّت من خلال شقوق المبنى وأطفأت شمعة الزفاف. ووقف الشاعر وهو مرتبك وشاحب الوجه، ثم غمغم قائلا: كلّ النُذر سيّئة". كان بوشكين يرى في تلك الحوادث الغامضة علامة شؤم ونذير شرّ.
في اليوم السابق للزفاف، كان الشاعر قد دعا عددا من أصدقائه "لدفن العزوبية معه"، كما كان يقول. وتجمّع عشرات الضيوف في بيته حول طاولة، وكانوا مستعدّين لتبادل النكات والدعابات كما جرت العادة في مثل هذا النوع من المناسبات.
لكنّ مضيفهم كان حزينا جدّا لدرجة أنهم لم يجرؤوا على فتح أفواههم. وقد قرأ عليهم أسطرا يودّع فيها شبابه. وبدا كما لو أنه يريد اخذ إجازة من الحياة نفسها أو كما لو انه على وشك الموت وليس الحصول على زوجة. كان بوشكين يقرأ وصيّته الأخيرة وينطق كلمته النهائية. الحضور كانوا يحدّقون في بعضهم باستياء ويهزّون رؤوسهم بدهشة. ثمّ، وبعقل غائم وصوت منقبض، غادرهم متوجّها إلى بيت خطيبته.
بعد مغامرات عاطفية لا تُعدّ ولا تُحصى، تزوّج الكسندر بوشكين أخيرا من ناتاليا غونتشاروفا، حبيبته الثالثة عشر بعد المائة، كما كان يصفها.
وبدا أن الزواج كان سعيدا لولا غيرة بوشكين الشديدة. وخلال سنوات زواجهما الستّ، أنجبت ناتاليا أربعة أطفال. وبينما كانت الأسرة تقيم لفترة طويلة في الريف، كان بوشكين يتردّد على العاصمة من حين لآخر، وكانت تلك مناسبة لتبادل الرسائل بين الزوجين. وهناك ثمان وسبعون رسالة كتبها بوشكين لزوجته بأسلوب أرعن مع لمسات من الفُحش. ولا يوجد بين هذه الرسائل ما يمكن أن يُسمّى رسائل حبّ. ويُعتقد أنه أهداها عدّة قصائد بما في ذلك قصيدته المشهورة "مادونا". أما بالنسبة لرسائلها هي إلى بوشكين فقد فُقدت جميعها باستثناء واحدة كتبتها بحضور أمّها ناتاليا ايفانوفا.
في روسيا القيصرية، كانت الرقابة مشدّدة، وكان قلم بوشكين حادّا وقاطعا. وكلّ ما كان يفعله كان يراقَب عن كثب، بما في ذلك قصيدته المشهورة "تحيّة للحرّية" والعديد من القصائد القصيرة التي كان يتمّ تداولها في الأوساط التحرّرية المعادية للقيصر.
في عام 1820، مُنع بوشكين من دخول مدينة سانت بطرسبورغ، وكان ذلك المنع سببا في إنقاذ حياته، لأنه حال بينه وبين المشاركة في مؤامرة عام 1825. وأثناء وجوده في المنفى الريفي، كتب بوشكين جزءا رئيسيا من رائعته يوجين اونيغين التي تُعتبر اليوم القصيدة الأشهر في الأدب الروسي.
في عام 1826، ألغى القيصر نيكولا الأوّل قراره بنفي بوشكين، ولكن وفق شروط صارمة للغاية. وعاد الشاعر إلى مدينة سانت بطرسبورغ، لكنه كان، تقريبا، بمثابة "سجين" لدى القيصر.
في عام 1835، التقت ناتاليا غونتشاروفا الضابط والدبلوماسي الفرنسي جورج شارل دانتيس . وقد ظهرت شائعات عن علاقة غرامية بينها وبين دانتيس الذي كان متزوّجا من شقيقتها. وكان ذلك سببا في المبارزة القاتلة التي جرت في 27 يناير 1837م بين بوشكين والسياسيّ الفرنسي. وفي تلك المبارزة أصيب بوشكين بجروح خطيرة توفّي على إثرها بعد يومين، أي في التاسع والعشرين من يناير.
كان سلوك ناتاليا غونتشاروفا وقتها محلّ جدل بين المعلّقين. فبعضهم، ومن بينهم الشاعرتان الكبيرتان آنا أخماتوفا ومارينا سفيتاييفا ، حمّلوها المسئولية عن مقتل بوشكين لأنها لم تفهم عظمته وفشلت في أن تمنح فنّه الاهتمام المناسب.
ومع ذلك، تشير بعض الدراسات الأرشيفية والمذكّرات التي تعود إلى تلك الحقبة إلى أن ناتاليا كثيرا ما كانت تُذكر بالكثير من الدفء والاحترام. ويمكن القول إن الفضل يعود إليها في أنها حافظت على رسائل بوشكين، كما أنها سمحت في ما بعد بنشر هذه الرسائل للعامّة.
وبعد مقتل بوشكين، قيل الكثير عن علاقة نشأت بين ناتاليا والقيصر نيكولا الأوّل وأشيع أنها أصبحت عشيقته. وفي عام 1843، التقت أرملة بوشكين بيتر لانسكوي الذي كان يخدم في فوج شقيقها بالجيش. وبعد مباركة القيصر، تمّ عقد زواجهما في يوليو عام 1844. كان لانسكوي يتمتّع بالسيادة ويشغل وظيفة مرموقة قبل زواجه من ناتاليا. وقد أنجبت له ثلاث بنات قبل أن تتوفّى في نوفمبر عام 1863م.
اليوم ما يزال بوشكين يُكرّم ويُقرأ في جميع أنحاء العالم، داخل روسيا وخارجها. ومنذ سنّ مبكّرة جدّا، يتعرّف الأطفال على شعره في الحكايات الروسية الخرافية. وفي وقت لاحق يقرءون أعماله الأخرى لسلاستها ولغتها النغمية وإيقاعاتها الرائعة.
ولد الكسندر بوشكين في موسكو لعائلة نبيلة ولكن فقيرة. جدّه لامّه كان عبدا أفريقيّا تعلّم في باريس ومُنح للقيصر بطرس كهديّة. ويقال إن مزاج بوشكين العاطفي وشعره الحسّي يعود إلى نسبه الأسمر.
في طفولته، تلقّى بوشكين تربية فرنسية وأثبت أن لديه ذاكرة هائلة. وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره، كان يعرف الأدب الفرنسيّ كاملا تقريبا ويحفظ الكثير منه عن ظهر قلب. وقد علّمته مربيّته اللغة الروسية من خلال الحكايات والأساطير الشعبية التي كانت تقصّها عليه. وفي ما بعد، استلهم من إحدى تلك الحكايات تحفته روسلان ولودميلا التي جعلته مشهورا في كافّة أرجاء البلاد وتحوّلت في ما بعد إلى عمل اوبرالي من تأليف الموسيقيّ ميخائيل غلينكا.
في عام 1811، بدأ بوشكين دراسته في قاعة النخبة التي أنشأها القيصر قرب مدينة سانت بطرسبورغ. وقد لوحظت آنذاك موهبته الاستثنائية كشاعر. وبعد ستّ سنوات، اثبت نفسه في الأوساط الفكرية للشباب. ولم تمنعه حياته العاطفية المضطربة من تكريس نفسه لإنتاج المزيد من الشعر.
إلى جانب الشعر الغنائي والعديد من قصائد الحبّ والأشعار الأخرى مثل "أنا أحبّك" و"الليل" و"أمسيات الخريف والشتاء"، ترك بوشكين العديد من الأعمال النثرية المهمّة مثل "ابنة القبطان" و"ملكة البستوني" و"تاريخ بوغاتشيف" وغيرها.
في شارع أربات القديم وأمام الدار التي عاش فيها بوشكين وناتاليا غونتشاروفا، يقوم اليوم نصب تذكاريّ ضخم للشاعر وزوجته. وقد صَمّم النصب النحّات الروسي المشهور الكسندر بورغانوف في الذكرى الخامسة والسبعين بعد المائة لزواج الشاعر الكبير.
Credits
newsweek.com
newsweek.com