ورثت حبّ الأصوات عن والدي رحمه الله. كان، كمعظم أبناء جيله، دائم الاستماع إلى الإذاعات، إمّا لمتابعة نشرات الأخبار أو لسماع آي من الذكر الحكيم بأصوات مشاهير المقرئين كمحمّد صدّيق المنشاوي وعبد الباسط عبدالصمد ومحمود خليل الحصري وغيرهم.
ومع مرور الأيّام، وبحكم التقليد والاتّباع، انتقلت هذه الصفة إليّ. وحتى الآن أحبّ أن استمع إلى راديو السيّارة؛ المكان الوحيد هذه الأيّام الذي يمكنك فيه سماع المذيعين والمقرئين والمغنّين الذين ألفنا سماع أصواتهم منذ الصغر.
وما أزال أحتفظ في ذاكرتي بالكثير من الأصوات الجميلة التي يصعب على المرء عادة أن ينساها. طبعا يستحيل على الإنسان نسيان صوت والده ووالدته وحتى بعض أقاربه مهما تقادم الزمن. لكن يصعب أيضا نسيان أصوات بعض المذيعين والمذيعات، خاصّة إن كان لها ارتباطات سيكولوجية أو ذهنية معيّنة.
وهذه الأيّام كثيرا ما نتكلّم عن حوّاس الإبصار والشمّ والذوق واللمس ونُغفل الحديث عن حاسّة لا تقلّ أهمّية كحاسّة السمع. والسبب هو أن ثقافتنا المعاصرة بصرية في الغالب، إذ الصورة هي المهيمنة على كلّ ما عداها من وسائط. وللأسف لا يبدو الصوت مهمّا أمام طغيان واكتساح الصورة.
الصوت الجميل هو، بمعنى ما، نافذة على روح صاحبه . وأحيانا ليس الصوت وحده هو ما يفتن ويطرب، وإنّما ما يوفّره بنفس الوقت للسامع من معرفة وحكمة وخبرة. وهذه الأشياء مجتمعة هي ما تعطي الصوت الكثير من العمق والجمال.
ومن الأصوات الإذاعية التي اعتدت سماعها في مرحلة مبكّرة من حياتي ما انطبع على صفحة العقل تاركة أثرا لا يُمحى. وعندما اسمع تلك الأصوات مجدّدا فإن فعلها في الذاكرة لا يختلف عن شذى الأزهار الذي تحمله الرياح في بدايات المساء.
ومع مرور الأيّام، وبحكم التقليد والاتّباع، انتقلت هذه الصفة إليّ. وحتى الآن أحبّ أن استمع إلى راديو السيّارة؛ المكان الوحيد هذه الأيّام الذي يمكنك فيه سماع المذيعين والمقرئين والمغنّين الذين ألفنا سماع أصواتهم منذ الصغر.
وما أزال أحتفظ في ذاكرتي بالكثير من الأصوات الجميلة التي يصعب على المرء عادة أن ينساها. طبعا يستحيل على الإنسان نسيان صوت والده ووالدته وحتى بعض أقاربه مهما تقادم الزمن. لكن يصعب أيضا نسيان أصوات بعض المذيعين والمذيعات، خاصّة إن كان لها ارتباطات سيكولوجية أو ذهنية معيّنة.
وهذه الأيّام كثيرا ما نتكلّم عن حوّاس الإبصار والشمّ والذوق واللمس ونُغفل الحديث عن حاسّة لا تقلّ أهمّية كحاسّة السمع. والسبب هو أن ثقافتنا المعاصرة بصرية في الغالب، إذ الصورة هي المهيمنة على كلّ ما عداها من وسائط. وللأسف لا يبدو الصوت مهمّا أمام طغيان واكتساح الصورة.
الصوت الجميل هو، بمعنى ما، نافذة على روح صاحبه . وأحيانا ليس الصوت وحده هو ما يفتن ويطرب، وإنّما ما يوفّره بنفس الوقت للسامع من معرفة وحكمة وخبرة. وهذه الأشياء مجتمعة هي ما تعطي الصوت الكثير من العمق والجمال.
ومن الأصوات الإذاعية التي اعتدت سماعها في مرحلة مبكّرة من حياتي ما انطبع على صفحة العقل تاركة أثرا لا يُمحى. وعندما اسمع تلك الأصوات مجدّدا فإن فعلها في الذاكرة لا يختلف عن شذى الأزهار الذي تحمله الرياح في بدايات المساء.
غير أن الصوت الإنساني، ومثل كلّ شيء آخر في هذه الحياة، يشيخ ويتقادم مع مرور الزمن. في السيّارة اسمع أحيانا بعض الأصوات الإذاعية التي خبرتها وأنا صغير، وكنت اعتبرها كالموسيقى الجميلة التي تفتن الأذن والمشاعر. لكنّي اندهش عندما ألاحظ كم أن تلك الأصوات تغيّرت وشاخت وفقدت بريقها بسبب تقدّم العمر وتغيّر الظروف.
أحيانا نُكثر من الحديث عن الحواسّ الخمس ونغفل عن حاسّة سادسة لا تقلّ أهمّية هي الخيال، أو بالأحرى القدرة على التخيّل. وسماع صوت شخص ما دون أن تكون قد رأيته أو عرفت ملامحه من قبل من شانه أن يوسّع دائرة مخيّلتك لتتصوّر ملامحه من خلال صوته، بل وربّما بعض سمات شخصيّته الأخرى. وهناك في الواقع تاريخ طويل من قراءة الشخصيّة اعتمادا على ملامح الصوت وحده.
بعض الأصوات التي نسمعها في حياتنا اليومية مليئة بالمعاني. وهناك من أصوات الرجال والنساء ما يدفعك للتساؤل ما إذا كانت تخبّئ بداخلها أوتار آلة موسيقية ما، بقدر ما أنها جميلة ومميّزة. في تلك الأصوات دائما، ثمّة شيء ما ينبّهك لأن تراه أو تسمعه أو تلمسه.
وأحيانا قد نحبّ ونألف صوتا ما ونعتبره جميلا برغم انه قد لا يخلو من عيوب في النطق أو لأن فيه بحّة أو "لثغة". لكن قد يكون هذا العيب بالذات هو سبب كون ذلك الصوت جميلا وعذبا ولأننا أيضا نجد فيه معرفة وخبرة وثقة.
وما من شكّ في أن إحدى خصائص الصوت المتحدّث الجميل هو انه يثير اهتمام السامع؛ ليس إلى الصوت فحسب وإنّما أيضا إلى الكلام الذي يقوله وإلى الطريقة التي يقوله بها.
الحديث عن الأصوات والسماع حديث طويل وممتع. وبالتأكيد سيكون للموضوع تتمّة في الأسابيع المقبلة.
أحيانا نُكثر من الحديث عن الحواسّ الخمس ونغفل عن حاسّة سادسة لا تقلّ أهمّية هي الخيال، أو بالأحرى القدرة على التخيّل. وسماع صوت شخص ما دون أن تكون قد رأيته أو عرفت ملامحه من قبل من شانه أن يوسّع دائرة مخيّلتك لتتصوّر ملامحه من خلال صوته، بل وربّما بعض سمات شخصيّته الأخرى. وهناك في الواقع تاريخ طويل من قراءة الشخصيّة اعتمادا على ملامح الصوت وحده.
بعض الأصوات التي نسمعها في حياتنا اليومية مليئة بالمعاني. وهناك من أصوات الرجال والنساء ما يدفعك للتساؤل ما إذا كانت تخبّئ بداخلها أوتار آلة موسيقية ما، بقدر ما أنها جميلة ومميّزة. في تلك الأصوات دائما، ثمّة شيء ما ينبّهك لأن تراه أو تسمعه أو تلمسه.
وأحيانا قد نحبّ ونألف صوتا ما ونعتبره جميلا برغم انه قد لا يخلو من عيوب في النطق أو لأن فيه بحّة أو "لثغة". لكن قد يكون هذا العيب بالذات هو سبب كون ذلك الصوت جميلا وعذبا ولأننا أيضا نجد فيه معرفة وخبرة وثقة.
وما من شكّ في أن إحدى خصائص الصوت المتحدّث الجميل هو انه يثير اهتمام السامع؛ ليس إلى الصوت فحسب وإنّما أيضا إلى الكلام الذي يقوله وإلى الطريقة التي يقوله بها.
الحديث عن الأصوات والسماع حديث طويل وممتع. وبالتأكيد سيكون للموضوع تتمّة في الأسابيع المقبلة.