في التاريخ الروماني، لا تعرف أحيانا متى تنتهي الأسطورة وأين يبدأ الواقع. كما تستوقفك الأدوار البالغة الأهمية التي تلعبها النساء في الكثير من أحداث تاريخ روما القديمة. ومن أشهر القصص التي يمتزج فيها الواقع بالخيال قصّة اغتصاب نساء سابينا التي وقعت حوالي عام 753 قبل الميلاد وورد ذكرها في الكثير من المصادر وفي كلام العديد من المؤرّخين. والحادثة ترتبط بالتاريخ المبكّر لروما وبحكم رومولوس، المؤسّس الأسطوري للمدينة والذي سُميت روما على اسمه.
ومع أن القصّة غارقة في الأسطَرَة، إلا أنها تعكس الحقائق التاريخية لروما القديمة، حيث كانت التحالفات وصراعات القوّة أمورا شائعة. وقد تكون القصّة أيضا بمثابة تفسير أسطوريّ لاستيعاب القبائل المجاورة في مجتمع روما.
المؤرّخ الروماني المشهور تايتوس ليڤي يروي أن سكّان روما كانت غالبيتهم من الذكور. وقد أدرك رومولوس أنه لكي تزدهر المدينة وتنمو، فإنها بحاجة إلى نساء لإنجاب الأطفال. كما قَدّر بأن مستوطنته الجديدة مهدّدة بألا تستمرّ سوى لجيل واحد فقط بسبب قلّة أعداد النساء لأنه لم يكن يحقّ للرومان الزواج من جيرانهم.
وخوفاً من أن يصبح الرومان أمّة منقرضة، أرسل رومولوس مبعوثيه إلى القبائل المجاورة متوسّلا إليهم أن يمنحوا الرومان حقّ الزواج من نسائهم. لكن تلك القبائل رفضت عرض رومولوس. وكان من بين القبائل الرافضة "سابينا"، وهي قبيلة قديمة من منطقة جبلية في وسط إيطاليا سبق أن خاضت حروبا متكرّرة مع الرومان الأوائل.
وعندما ووجه رومولوس برفض تلك القبيلة، وهي أقرب جيرانه، أخفى استياءه منها. ثم خطرت له فكرة، فدعا قبيلة سابينا لحضور مهرجان كبير يقام عادة تكريما لإله النصائح الروماني كونسوس. وخلال ذلك المهرجان، أعطى رومولوس إشارة متّفقا عليها لبعض رجاله، وقام هؤلاء على إثرها باختطاف عدد كبير من نساء سابينا ليتّخذوا منهنّ زوجات. قيل إن عددهن 500 أو 600 امرأة، وبعضهنّ كنّ متحدّرات من أصول نبيلة.
فوجئ رجال سابينا بما حدث لنسائهم وبالإهانة التي لحقت بهم، وانتظروا أشهرا طويلة ليتجهّزوا لمحاربة الرومان للانتقام منهم واسترداد بناتهم وأخواتهم. لكن كان الرومان قد نجحوا في إقناع النساء بالزواج القانوني منهم.
وقيل إن رومولوس عرض على نساء سابينا المخطوفات حرّية اختيار الأزواج المناسبين ومنَحهنّ الحقوق المدنية وحقوق التملّك والعيش "ضمن رباط زواج مشرّف يؤهّلهن ليكنّ أمّهات لرجال أحرار". وقد تحدّث رومولوس إلى كلّ امرأة شخصيّا وأشار بأسف الى أن ما حدث من اختطاف كان بسبب تفاخر عائلاتهن بحرمان جيرانهم من حقّ الزواج المختلط.
وكانت بعض نساء سابينا قد أنجبن أطفالا من أزواجهنّ عندما بدأت قبيلتهنّ شنّ حرب دامية على الرومان. وقد بادرت النساء بإلقاء أنفسهن وأطفالهنّ بين الجيشين المتواجهين، وأدّت خطبتهنّ العاطفية إلى هدنة، وبالتالي تمكنّ من منع القتال.
ويصف المؤرّخ ليڤي تدخّل النساء وصفا دقيقا بقوله:
بشعور متطايرة وثياب ممزّقة، تحدّت نساء سابينا الرماح المتطايرة وشققن طريقهنّ بشجاعة في صفّ واحد بين الجيشين المتقاتلين، وفرّقن بين المقاتلين الغاضبين وتوسّلن إلى آبائهن وأزواجهنّ أن يجنّبوا أنفسهم لعنة سفك دماء الأقارب. وصِحن: نحن أمّهات الآن وأطفالنا أبناؤكم وأحفادكم، فلا تلطّخوهم بوصمة قتل الأبوين. وإذا كان زواجنا بغيضا بالنسبة لكم، فاجعلوا غضبكم علينا. فنحن سبب الصراع وبسببنا يرقد أزواجنا وآباؤنا جرحى أو قتلى، ونحن نفضّل أن نموت على أن نعيش أرامل أو أيتاما".
في الخطاب الذي تخيّل ليڤي أن نساء سابينا ألقينه في خضمّ المعركة، تُناشد النساء الآباء والأزواج والأبناء بإنهاء إراقة الدماء. ويُقدّم ليڤي الأسرة باعتبارها أداة للسلام واستعادة الحرّية. وبدلاً من العيش في ظلّ إهانة قتل الأب أو الأمّ أو الترمّل أو اليُتم، تؤكّد نساء سابينا على ولائهنّ لأزواجهن الرومان وآبائهنّ السابينيين واستعدادهنّ للتضحية من أجل الصالح العام للجميع.
ومع أن القصّة غارقة في الأسطَرَة، إلا أنها تعكس الحقائق التاريخية لروما القديمة، حيث كانت التحالفات وصراعات القوّة أمورا شائعة. وقد تكون القصّة أيضا بمثابة تفسير أسطوريّ لاستيعاب القبائل المجاورة في مجتمع روما.
المؤرّخ الروماني المشهور تايتوس ليڤي يروي أن سكّان روما كانت غالبيتهم من الذكور. وقد أدرك رومولوس أنه لكي تزدهر المدينة وتنمو، فإنها بحاجة إلى نساء لإنجاب الأطفال. كما قَدّر بأن مستوطنته الجديدة مهدّدة بألا تستمرّ سوى لجيل واحد فقط بسبب قلّة أعداد النساء لأنه لم يكن يحقّ للرومان الزواج من جيرانهم.
وخوفاً من أن يصبح الرومان أمّة منقرضة، أرسل رومولوس مبعوثيه إلى القبائل المجاورة متوسّلا إليهم أن يمنحوا الرومان حقّ الزواج من نسائهم. لكن تلك القبائل رفضت عرض رومولوس. وكان من بين القبائل الرافضة "سابينا"، وهي قبيلة قديمة من منطقة جبلية في وسط إيطاليا سبق أن خاضت حروبا متكرّرة مع الرومان الأوائل.
وعندما ووجه رومولوس برفض تلك القبيلة، وهي أقرب جيرانه، أخفى استياءه منها. ثم خطرت له فكرة، فدعا قبيلة سابينا لحضور مهرجان كبير يقام عادة تكريما لإله النصائح الروماني كونسوس. وخلال ذلك المهرجان، أعطى رومولوس إشارة متّفقا عليها لبعض رجاله، وقام هؤلاء على إثرها باختطاف عدد كبير من نساء سابينا ليتّخذوا منهنّ زوجات. قيل إن عددهن 500 أو 600 امرأة، وبعضهنّ كنّ متحدّرات من أصول نبيلة.
فوجئ رجال سابينا بما حدث لنسائهم وبالإهانة التي لحقت بهم، وانتظروا أشهرا طويلة ليتجهّزوا لمحاربة الرومان للانتقام منهم واسترداد بناتهم وأخواتهم. لكن كان الرومان قد نجحوا في إقناع النساء بالزواج القانوني منهم.
وقيل إن رومولوس عرض على نساء سابينا المخطوفات حرّية اختيار الأزواج المناسبين ومنَحهنّ الحقوق المدنية وحقوق التملّك والعيش "ضمن رباط زواج مشرّف يؤهّلهن ليكنّ أمّهات لرجال أحرار". وقد تحدّث رومولوس إلى كلّ امرأة شخصيّا وأشار بأسف الى أن ما حدث من اختطاف كان بسبب تفاخر عائلاتهن بحرمان جيرانهم من حقّ الزواج المختلط.
وكانت بعض نساء سابينا قد أنجبن أطفالا من أزواجهنّ عندما بدأت قبيلتهنّ شنّ حرب دامية على الرومان. وقد بادرت النساء بإلقاء أنفسهن وأطفالهنّ بين الجيشين المتواجهين، وأدّت خطبتهنّ العاطفية إلى هدنة، وبالتالي تمكنّ من منع القتال.
ويصف المؤرّخ ليڤي تدخّل النساء وصفا دقيقا بقوله:
بشعور متطايرة وثياب ممزّقة، تحدّت نساء سابينا الرماح المتطايرة وشققن طريقهنّ بشجاعة في صفّ واحد بين الجيشين المتقاتلين، وفرّقن بين المقاتلين الغاضبين وتوسّلن إلى آبائهن وأزواجهنّ أن يجنّبوا أنفسهم لعنة سفك دماء الأقارب. وصِحن: نحن أمّهات الآن وأطفالنا أبناؤكم وأحفادكم، فلا تلطّخوهم بوصمة قتل الأبوين. وإذا كان زواجنا بغيضا بالنسبة لكم، فاجعلوا غضبكم علينا. فنحن سبب الصراع وبسببنا يرقد أزواجنا وآباؤنا جرحى أو قتلى، ونحن نفضّل أن نموت على أن نعيش أرامل أو أيتاما".
في الخطاب الذي تخيّل ليڤي أن نساء سابينا ألقينه في خضمّ المعركة، تُناشد النساء الآباء والأزواج والأبناء بإنهاء إراقة الدماء. ويُقدّم ليڤي الأسرة باعتبارها أداة للسلام واستعادة الحرّية. وبدلاً من العيش في ظلّ إهانة قتل الأب أو الأمّ أو الترمّل أو اليُتم، تؤكّد نساء سابينا على ولائهنّ لأزواجهن الرومان وآبائهنّ السابينيين واستعدادهنّ للتضحية من أجل الصالح العام للجميع.
وقد حاول ليڤي التخفيف من وحشية عملية الاختطاف بالإشارة إلى أن أفعال الرجال الرومان كانت مدفوعة بالحبّ والعاطفة وأن "العلاقات الطيّبة غالباً ما تبدأ بإساءة!".
كما رفع ليڤي من شأن رومولوس والرجال الرومان باعتبارهم قادةً ومحاربين، في حين أشاد بنساء سابينا "لخضوعهن وولائهن وتضحيتهن بأنفسهن". ويلاحظ ليڤي أنه عندما تدخّلت النساء لم يوقفن المعركة فحسب، بل أحضرن أيضا الطعام والماء والرعاية للمصابين، أي أنهن انتهزن الفرصة لتقديم أزواجهنّ لآبائهن. ويضيف: ومنذ ذلك الحين، لم يكن لدى نساء سابين أيّ واجب آخر سوى غزل الصوف لأزواجهن!".
الصراع بين الرومان وسابينا أسفر عن معاهدة سلام، ما أدّى إلى توحيد الشعبين. واتفق كلّ من رومولوس وتاتيوس ملك سابينا على أن يتشاركا الحكم وأن تتحوّل روما وسابينا إلى مجتمع واحد. وفي التاريخ الروماني، يُنظر إلى دمج سابينا في مجتمع روما باعتباره حدثا أساسيّا ورمزا لامتزاج الثقافات المختلفة.
في هذه القصّة تلعب النساء دورا مركزيّا. وهنّ لا يُصوّرن كضحايا سلبيات، ولكن كعاملات نشطات يتسبّبن في إنهاء الصراع. كما أن استعدادهنّ للفصل بين الطرفين المتحاربين يُبرز مهارتهنّ الدبلوماسية في مجتمع يهيمن عليه الذكور.
كان تدخّل نساء سابينا بين المقاتلين أحد أكثر الحوادث شهرةً في التاريخ الروماني. والمؤرّخ ليڤي لا يمتدح البراعة العسكرية للمحاربين، بل يُثني على التقوى والسلام والانسجام والحبّ الأبوي والاحترام الذي جلبته نساء سابينا بتدخّلهن الحكيم بين آبائهن وإخوتهن من جهة وأزواجهنّ الجدد من جهة أخرى.
قصّة نساء سابينا تتناول موضوعات الصراع والوحدة ودور المرأة في المجتمع القديم وتُقدّم رؤى قيّمة حول تعقيدات المجتمع الروماني القديم وديناميكيات التبادل الثقافي والقوّة الدائمة للأسطورة وتلقي الضوء على التجارب الإنسانية عبر الزمان والمكان. وقد فُسّر اختطاف النساء والمصالحة اللاحقة بين الرومان وسابينا على أنها رمز لتكامل القبائل والثقافات المختلفة في مدينة روما القديمة. كما أن الحادثة تسلّط الضوء على أهمية الوحدة والتعاون في تشكيل المجتمع المتماسك.
وقد تركت القصّة تأثيرا دائما على الثقافة الغربية، وحتى على التفسيرات الحديثة للدبلوماسية وللعلاقات بين الجنسين. ولا تزال القصّة تُدرّس ويعاد تصويرها في أشكال مختلفة كأسطورة مقنعة تستكشف موضوعات حلّ النزاعات والتحوّلات المجتمعية.
صُوّرت قصّة نساء سابينا كثيرا في الفنّ والأدب والأفلام على مرّ القرون، ما يوضّح أهميّتها الدائمة في الثقافة والأساطير الرومانية. ومن بين من جسّدوا القصّة في الفن كلّ من النحّات جيامبولونيا والرسّامين پوسان وروبنز.
كما رسمها الفرنسي جاك لوي داڤيد الذي اختار مشهد ما بعد الاختطاف "فوق"، أي عندما تتدخّل نساء سابينا "اللاتي أصبحن الآن متمسّكات بأزواجهن وأمّهات لأطفالهم"، ليتوسّلن إلى كلا الجانبين لإلقاء السلاح وإحلال السلام. وقد فُسّرت لوحة داڤيد وقتها، أي في نهاية ق ١٨، على أنها نداء الى الفرنسيين المنقسمين على أنفسهم آنذاك كي يتصالحوا ويتوحّدوا بعد الدماء الكثيرة التي سُفكت أثناء الثورة الفرنسية.
المؤرّخون كثيرا ما يشيرون إلى أن الاغتصاب في العصور القديمة كان يعني الاختطاف وليس الانتهاك الجنسي. ولكن من الناحية التاريخية، كان الانتهاك الجنسي يصاحِب الاختطاف في أغلب الأحيان. وقيل إن اختطاف نساء سابينا كان محاولة لعقد تحالف عشائري مع سابينا من خلال الزواج المختلط بين نساء ورجال الطرفين، إذ المعروف أن أيّ تحالف لا يكون أقوى من التحالف القائم على الروابط الأسرية.
المؤرّخ بلوتارك ذكر أنه لا يزال من العادات المتّبعة حتى يومنا هذا في إيطاليا أن العروس لا تَعبر العتبة إلى منزلها الجديد من نفسها، بل تُرفع وتُحمل على الأيدي إلى الداخل، لأن نساء سابينا حُملن بالقوّة ولم يدخلن البيوت من تلقاء أنفسهن".
وفي الخطاب المعاصر، كثيرا ما تُستدعى قصّة أو أسطورة اغتصاب نساء سابينا لتحليل موضوعات مثل تعقيدات العلاقات في السياقات التاريخية والحديثة والتفاوض على الهويّات وفحص ديناميكيات القوّة في بيئات ثقافية مختلفة.
كما رفع ليڤي من شأن رومولوس والرجال الرومان باعتبارهم قادةً ومحاربين، في حين أشاد بنساء سابينا "لخضوعهن وولائهن وتضحيتهن بأنفسهن". ويلاحظ ليڤي أنه عندما تدخّلت النساء لم يوقفن المعركة فحسب، بل أحضرن أيضا الطعام والماء والرعاية للمصابين، أي أنهن انتهزن الفرصة لتقديم أزواجهنّ لآبائهن. ويضيف: ومنذ ذلك الحين، لم يكن لدى نساء سابين أيّ واجب آخر سوى غزل الصوف لأزواجهن!".
الصراع بين الرومان وسابينا أسفر عن معاهدة سلام، ما أدّى إلى توحيد الشعبين. واتفق كلّ من رومولوس وتاتيوس ملك سابينا على أن يتشاركا الحكم وأن تتحوّل روما وسابينا إلى مجتمع واحد. وفي التاريخ الروماني، يُنظر إلى دمج سابينا في مجتمع روما باعتباره حدثا أساسيّا ورمزا لامتزاج الثقافات المختلفة.
في هذه القصّة تلعب النساء دورا مركزيّا. وهنّ لا يُصوّرن كضحايا سلبيات، ولكن كعاملات نشطات يتسبّبن في إنهاء الصراع. كما أن استعدادهنّ للفصل بين الطرفين المتحاربين يُبرز مهارتهنّ الدبلوماسية في مجتمع يهيمن عليه الذكور.
كان تدخّل نساء سابينا بين المقاتلين أحد أكثر الحوادث شهرةً في التاريخ الروماني. والمؤرّخ ليڤي لا يمتدح البراعة العسكرية للمحاربين، بل يُثني على التقوى والسلام والانسجام والحبّ الأبوي والاحترام الذي جلبته نساء سابينا بتدخّلهن الحكيم بين آبائهن وإخوتهن من جهة وأزواجهنّ الجدد من جهة أخرى.
قصّة نساء سابينا تتناول موضوعات الصراع والوحدة ودور المرأة في المجتمع القديم وتُقدّم رؤى قيّمة حول تعقيدات المجتمع الروماني القديم وديناميكيات التبادل الثقافي والقوّة الدائمة للأسطورة وتلقي الضوء على التجارب الإنسانية عبر الزمان والمكان. وقد فُسّر اختطاف النساء والمصالحة اللاحقة بين الرومان وسابينا على أنها رمز لتكامل القبائل والثقافات المختلفة في مدينة روما القديمة. كما أن الحادثة تسلّط الضوء على أهمية الوحدة والتعاون في تشكيل المجتمع المتماسك.
وقد تركت القصّة تأثيرا دائما على الثقافة الغربية، وحتى على التفسيرات الحديثة للدبلوماسية وللعلاقات بين الجنسين. ولا تزال القصّة تُدرّس ويعاد تصويرها في أشكال مختلفة كأسطورة مقنعة تستكشف موضوعات حلّ النزاعات والتحوّلات المجتمعية.
صُوّرت قصّة نساء سابينا كثيرا في الفنّ والأدب والأفلام على مرّ القرون، ما يوضّح أهميّتها الدائمة في الثقافة والأساطير الرومانية. ومن بين من جسّدوا القصّة في الفن كلّ من النحّات جيامبولونيا والرسّامين پوسان وروبنز.
كما رسمها الفرنسي جاك لوي داڤيد الذي اختار مشهد ما بعد الاختطاف "فوق"، أي عندما تتدخّل نساء سابينا "اللاتي أصبحن الآن متمسّكات بأزواجهن وأمّهات لأطفالهم"، ليتوسّلن إلى كلا الجانبين لإلقاء السلاح وإحلال السلام. وقد فُسّرت لوحة داڤيد وقتها، أي في نهاية ق ١٨، على أنها نداء الى الفرنسيين المنقسمين على أنفسهم آنذاك كي يتصالحوا ويتوحّدوا بعد الدماء الكثيرة التي سُفكت أثناء الثورة الفرنسية.
المؤرّخون كثيرا ما يشيرون إلى أن الاغتصاب في العصور القديمة كان يعني الاختطاف وليس الانتهاك الجنسي. ولكن من الناحية التاريخية، كان الانتهاك الجنسي يصاحِب الاختطاف في أغلب الأحيان. وقيل إن اختطاف نساء سابينا كان محاولة لعقد تحالف عشائري مع سابينا من خلال الزواج المختلط بين نساء ورجال الطرفين، إذ المعروف أن أيّ تحالف لا يكون أقوى من التحالف القائم على الروابط الأسرية.
المؤرّخ بلوتارك ذكر أنه لا يزال من العادات المتّبعة حتى يومنا هذا في إيطاليا أن العروس لا تَعبر العتبة إلى منزلها الجديد من نفسها، بل تُرفع وتُحمل على الأيدي إلى الداخل، لأن نساء سابينا حُملن بالقوّة ولم يدخلن البيوت من تلقاء أنفسهن".
وفي الخطاب المعاصر، كثيرا ما تُستدعى قصّة أو أسطورة اغتصاب نساء سابينا لتحليل موضوعات مثل تعقيدات العلاقات في السياقات التاريخية والحديثة والتفاوض على الهويّات وفحص ديناميكيات القوّة في بيئات ثقافية مختلفة.
Credits
artrkl.com
creativetime.org
artrkl.com
creativetime.org