:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الأحد، أبريل 20، 2008

الحالة الإنسانية والموسيقى

ما هي أكثر المعزوفات الكلاسيكية إثارةً للحزن؟
الحقيقة انه لم يخطر بذهني مثل هذا السؤال إلى أن أثارته الأخت العزيزة الشاعرة أحلام خالد، وهي بالمناسبة من عشّاق الفنّ التشكيلي كما أنها تتمتّع بثقافة عالية وإلمام كبير بكلّ ما له علاقة بالموسيقى، خاصّة الكلاسيكية منها.
وانصرف ذهني إلى نماذج موسيقية معيّنة بعضها لبيتهوفن وبعضها الآخر لموزارت. كما تذكّرت موسيقى Rhapsody In Blue لعازف الجاز الأمريكي المشهور جورج غيرشوين George Gershwin. وكلّ هذه المعزوفات ممّا يمكن أن يندرج في خانة الموسيقى التي تترك في نفس سامعها إحساسا بالحزن، قد يزيد أو ينقص حسب الحالة المزاجية والانفعالية للشخص .
لكنْ وحسب كلام الزميلة العزيزة، فإن المقطوعة الكلاسيكية الأكثر حزنا في العالم ليست لموزارت ولا لبيتهوفن، بل هي للأمريكي سامويل باربر Samuel Barber وعنوانها Adagio For Strings أو "موسيقى بطيئة على الآلات الوترية".
ولأنني لم أكن قد سمعت من قبل باسم باربر ولا بمقطوعته رغم أن معلوماتي في الموسيقى الكلاسيكية لا بأس بها، فقد ذهبت إلى محرّك غوغل رغبة في معرفة المزيد عن الموسيقي وعن أعماله. وقد أحالني غوغل بدوره إلى موسوعة ويكيبيديا. واكتشفت أن كلام الزميلة العزيزة صحيح، فقد اختار مستمعو هيئة الإذاعة البريطانية عام 2004 عن طريق التصويت موسيقى باربر تلك كأكثر المعزوفات حزنا في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية. بينما احتلت إحدى مقطوعات الفرنسي هنري بورسيل المركز الثاني، وحلّت السيمفونية الخامسة للموسيقي الألماني غوستاف ماهلر ثالثاً.
مقطوعة باربر التي عزفتها فيما بعد اوركسترا لندن السيمفوني كانت في احد الأوقات أكثر القطع الموسيقية مبيعا على بعض أشهر مواقع بيع الموسيقى بالانترنت، طبقا لمقال الويكيبيديا .
وحسب الموقع نفسه، فإن هذه الموسيقى ُعزفت في جنازة فرانكلين روزفلت ووظّفت في الكثير من الأفلام السينمائية. كما ُعزفت في حفل تأبين ضحايا الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة.
السؤال عن الموسيقى الأكثر حزنا دفعني في ما بعد للبحث عن الموسيقى الكلاسيكية الأكثر إثارة للفرح. واكتشفت أن الكثيرين مجمعون على أن معزوفة بيتهوفن المسمّاة قصيدة للفرح Ode To Joy والمستوحاة من قصيدة للشاعر فريدريش شيللر هي القطعة الأكثر استحقاقا لهذا اللقب.
لكن هل مقطوعة بيتهوفن مثيرة للفرح فعلا؟ وهل تثير معزوفة باربر الحزن كما قيل؟ رأيي الشخصي انه يغلب على المقطوعتين الطابع الوجداني والتأمّلي العميق مع مسحة خفيفة من الحزن.
طبعا المسألة في النهاية تتعلق كما أسلفت بمزاج الشخص وفهمه ونظرته لطبيعة الحزن أو الفرح.
يمكن سماع معزوفة باربر على هذا الرابط ، ومعزوفة بيتهوفن هنا أو هنا ..