تسمع موسيقى فانغيليس فتجذبك الفراغات المفتوحة والمساحات الواسعة فيها وكثرة أنغامها وألوانها وتأثيراتها الانفعالية (من إحساس موغل بالحزن إلى شعور غامر بالفرح إلى إحساس عميق بالعزلة أو الكآبة في بعض الأحيان)، بالإضافة إلى ثراء وتنوّع عناصرها الصوتية والسردية وحتى الفلسفية.
وتحتشد في موسيقى فانغيليس "الذي يعني اسمه باليونانية الملاك الطيّب" أصوات وأصداء وظلال وأضواء وقطرات مطر وهالات وعواصف وأجراس وكواكب وغابات.. إلى آخره.
وفي إحدى مقطوعاته التي استوحاها من رواية الطاعون لالبير كاميه نلمس شعورا عميقا بآلام الإنسان ومعاناته في صراعه مع القدر ومع الطبيعة.
وربّما كان من أهم ما يميّز موسيقى فانغيليس فخامتها وطابع بعضها الملحمي. لكنْ حتى المقطوعات التي تتسم بقوّتها وملحميّتها لا تخلو أحيانا من بعض المقاطع التي تبعث شعورا بالعاطفة والرّقة.
ومن الواضح انه يعتمد في موسيقاه إلى حدّ كبير على المؤثّرات الصوتية التي تنتجها الأجهزة الاليكترونية الحديثة. لكنه يتميّز عن غيره في كونه فنانا مثقفا وذا رؤية وعلى اطلاع واسع على الموسيقى الكلاسيكية وعلى موسيقى العالم بشكل عام.
وطوال الخمس عشرة سنة الأخيرة لا أظنّ أن مقطوعة واحدة بلغت في شهرتها وانتشارها ما بلغته موسيقى "فتح الجنّة" التي ألفها فانغيليس لتكون المقدّمة الموسيقية لفيلم كولومبوس الذي أنتج لمناسبة مرور 500 عام على اكتشاف أمريكا.
ومن الصعوبة أن نفهم سبب انتشار تلك المعزوفة والنجاح الساحق الذي حققته. هل هو موضوع الفيلم نفسه والذي أثار جدلا واسعا في حينه، أم الكلمات القليلة التي يردّدها الكورس في المقطوعة رغم أنها مبهمة وغير مفهومة وربّما لا تنتمي لأيّ من اللغات الحيّة المعروفة اليوم في العالم.
ومنذ ظهورها، استخدمت موسيقى غزو الجنّة في العديد من البرامج الوثائقية والأفلام التسجيلية والإعلانات التجارية.
:تنويه
تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .
الاثنين، مايو 05، 2008
فانغيليس: عرّاب موسيقى العصر الجديد
كما اجتذبت العديد من المغنّين الذين صاغوا على لحنها كلمات لأغان حقّقت هي الأخرى نجاحا معتبرا، ومن بين هؤلاء المطربة دانا وينر والسوبرانو الايطالية – الكندية جيورجيا فيومانتي .
وقبل فيلم كولومبوس وضع فانغيليس الموسيقى التصويرية لفيلم عربات النار، وهي الموسيقى التي عرّفته إلى العالم لأوّل مرّة وعزفت في ما بعد في حفل افتتاح دورة الألعاب الاوليمبية الشتوية في سراييفو عام 1974.
كما ألّف الموسيقى التصويرية لبرنامج وثائقي عن كوكب المريخ موّلته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
وفي السبعينات وضع موسيقى مسلسل تلفزيوني تسجيلي مأخوذ عن كتاب الكون للعالم والفيلسوف كارل ساغان. وقد أرسل إليه المؤلف تسجيلات لأصوات من الفضاء الخارجي رصدتها الأقمار الاصطناعية كي تعينه على إتمام مهمّته.
على المستوى الشخصي يعتبر فانغيليس (64 عاما) شخصا غامضا جدّا، إذ لا احد يعرف شيئا عن حياته الشخصية ولا أين يعيش نظرا لكثرة أسفاره وتنقلاته. كما انه لا يحبّ الأضواء وينفر من التلفزيون والصحافة.
وفي إحدى مقابلاته النادرة التي أجرتها معه صحيفة الديلي تلغراف البريطانية يقول: إن الموسيقى موجودة في هذا الكون من قبل أن يخلق الإنسان، وأنا فهمت العالم من خلال الأصوات. إن لغتي كانت الموسيقى ومعلّمي كان الطبيعة".
وفانغيليس لا يدخّن ولا يشرب كما انه لا يؤمن بجدوى الزواج أو إنجاب الأطفال.
وعن نظرته للاسكندر الذي وضع مؤخرا موسيقى فيلم عن حياته يقول: الاسكندر جزء من هوّيتي كيوناني. لقد كان ذكيّا جدّا وأراد أن يوحّد العالم كما كان تلميذا لأرسطو".
بعض النقاد يشبّهون فانغيليس بالراهب الروسي راسبوتين لغموضه وسحر شخصيّته. وقد زاره منذ سنوات صحفيان هولنديان في الاستديو الذي يملكه ووصفا ذلك المكان بأنه عبارة عن صالة ضخمة ُطلي فيها كل شيء باللون الأسود؛ الجدران والسقف والأرضية.
وعلى الجوانب اصطفّت تماثيل من عاج ومصابيح أثرية وثريّات ذهبية وساعة قديمة ومجسّم لسفينة بريطانية مشهورة. بينما ازدانت الأرضية بمجموعة من السجّاد الفارسي الفاخر وعلقت على احد الجدران لوحة للرسّام الهولندي كارل ابل.
إن إحدى سمات موسيقى فانغيليس هي أنها موسيقى تخاطب القلب والروح في المقام الأول. ولا يشغل بال الفنان، على ما يبدو، أن تحتلّ أعماله قائمة التسجيلات الأكثر مبيعا أو رواجا.
ومن بين أعماله خصّص فانغيليس البوما اسماه "إل غريكو" وقد أراد من خلاله أن يكرّم مواطنه الرسّام اليوناني - الاسباني الشهير. كما خصّص ريع الألبوم لإنشاء صندوق مهمّته البحث عن لوحات إل غريكو وشراؤها وإحضارها لليونان.
إن الثقافة اليوناينة غنيّة ومعطاءة، وقد منحت اليونان العالم العديد من الأسماء اللامعة في شتى ميادين الإبداع والعطاء.
وفانغيليس هو بلا شك احد هؤلاء.
وقد كافأه الاتحاد العالمي للفلكيين على اهتمامه بموسيقى الفضاء والعوالم الأخرى بأن أطلق اسمه على احد الكواكب الصغيرة التي تبعد عن الشمس حوالي 347 مليون ميل. ويقع "كوكب فانغيليس" على مقربة من ثلاثة كواكب أخرى تحمل أسماء بيتهوفن وموزارت وباخ.
يمكن سماع موسيقى فتح الجنّة هنا ، أو هنا بتوزيع مختلف. كما يمكن الاستماع إلى عربات النار هنا ..
وقبل فيلم كولومبوس وضع فانغيليس الموسيقى التصويرية لفيلم عربات النار، وهي الموسيقى التي عرّفته إلى العالم لأوّل مرّة وعزفت في ما بعد في حفل افتتاح دورة الألعاب الاوليمبية الشتوية في سراييفو عام 1974.
كما ألّف الموسيقى التصويرية لبرنامج وثائقي عن كوكب المريخ موّلته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
وفي السبعينات وضع موسيقى مسلسل تلفزيوني تسجيلي مأخوذ عن كتاب الكون للعالم والفيلسوف كارل ساغان. وقد أرسل إليه المؤلف تسجيلات لأصوات من الفضاء الخارجي رصدتها الأقمار الاصطناعية كي تعينه على إتمام مهمّته.
على المستوى الشخصي يعتبر فانغيليس (64 عاما) شخصا غامضا جدّا، إذ لا احد يعرف شيئا عن حياته الشخصية ولا أين يعيش نظرا لكثرة أسفاره وتنقلاته. كما انه لا يحبّ الأضواء وينفر من التلفزيون والصحافة.
وفي إحدى مقابلاته النادرة التي أجرتها معه صحيفة الديلي تلغراف البريطانية يقول: إن الموسيقى موجودة في هذا الكون من قبل أن يخلق الإنسان، وأنا فهمت العالم من خلال الأصوات. إن لغتي كانت الموسيقى ومعلّمي كان الطبيعة".
وفانغيليس لا يدخّن ولا يشرب كما انه لا يؤمن بجدوى الزواج أو إنجاب الأطفال.
وعن نظرته للاسكندر الذي وضع مؤخرا موسيقى فيلم عن حياته يقول: الاسكندر جزء من هوّيتي كيوناني. لقد كان ذكيّا جدّا وأراد أن يوحّد العالم كما كان تلميذا لأرسطو".
بعض النقاد يشبّهون فانغيليس بالراهب الروسي راسبوتين لغموضه وسحر شخصيّته. وقد زاره منذ سنوات صحفيان هولنديان في الاستديو الذي يملكه ووصفا ذلك المكان بأنه عبارة عن صالة ضخمة ُطلي فيها كل شيء باللون الأسود؛ الجدران والسقف والأرضية.
وعلى الجوانب اصطفّت تماثيل من عاج ومصابيح أثرية وثريّات ذهبية وساعة قديمة ومجسّم لسفينة بريطانية مشهورة. بينما ازدانت الأرضية بمجموعة من السجّاد الفارسي الفاخر وعلقت على احد الجدران لوحة للرسّام الهولندي كارل ابل.
إن إحدى سمات موسيقى فانغيليس هي أنها موسيقى تخاطب القلب والروح في المقام الأول. ولا يشغل بال الفنان، على ما يبدو، أن تحتلّ أعماله قائمة التسجيلات الأكثر مبيعا أو رواجا.
ومن بين أعماله خصّص فانغيليس البوما اسماه "إل غريكو" وقد أراد من خلاله أن يكرّم مواطنه الرسّام اليوناني - الاسباني الشهير. كما خصّص ريع الألبوم لإنشاء صندوق مهمّته البحث عن لوحات إل غريكو وشراؤها وإحضارها لليونان.
إن الثقافة اليوناينة غنيّة ومعطاءة، وقد منحت اليونان العالم العديد من الأسماء اللامعة في شتى ميادين الإبداع والعطاء.
وفانغيليس هو بلا شك احد هؤلاء.
وقد كافأه الاتحاد العالمي للفلكيين على اهتمامه بموسيقى الفضاء والعوالم الأخرى بأن أطلق اسمه على احد الكواكب الصغيرة التي تبعد عن الشمس حوالي 347 مليون ميل. ويقع "كوكب فانغيليس" على مقربة من ثلاثة كواكب أخرى تحمل أسماء بيتهوفن وموزارت وباخ.
يمكن سماع موسيقى فتح الجنّة هنا ، أو هنا بتوزيع مختلف. كما يمكن الاستماع إلى عربات النار هنا ..