يُستخدم مصطلح سياحة الموت، أو السياحة المظلمة كما تُسمّى أحيانا، لوصف السفر إلى الأماكن المرتبطة تاريخيّا بالموت والمآسي والحروب وبمعاناة الإنسانية بشكل عام. وأوّل ظهور للمصطلح كان في عام 1996 على يد كلّ من جون لينون ومالكولم فولي الاستاذين في جامعة غلاسغو الاسكتلندية.
والسياحة المظلمة ليست ظاهرة جديدة. فمنذ زمن قديم انجذب البشر إلى المواقع والأحداث المرتبطة بالموت والكوارث والمعاناة والعنف والقتل. ودائما كان للموت جاذبية منذ أن كان الناس يحضرون معارك المصارعة الدامية في روما القديمة وعمليات الإعدام في لندن وغيرها من مدن العالم الكبيرة خلال القرون الوسطى.
وفي السنوات الأخيرة اكتسبت السياحة المظلمة شعبية متزايدة بين المسافرين حول العالم الذين يبحثون عن مناطق الجذب والأماكن المرتبطة بالموت والمأساة والغرابة والرعب.
قد يبدو الأمر مؤلما أن يزور الناس مثل هذه الأماكن، لكن الحقيقة هي أنها تمثّل جزءا مهمّا من تاريخ الإنسانية، وبعض فصول هذا التاريخ مظلمة ومجلّلة بالفظائع والأحداث الجسام وأعمال الإبادة الجماعية وبالكوارث الطبيعية والمآسي الهائلة. لذلك من المنطقي أن يكون للعديد من المواقع التاريخية التي يزورها السيّاح ماضٍ مظلم مرتبط بالأحداث التي جرت فيها.
وتتضمّن سياحة الموت زيارة مواقع القتل والاغتيالات وميادين المعارك والمقابر وحتى مستودعات وصناديق عظام الموتى، بالإضافة الى السجون سيّئة السمعة في العالم والتي حُوّل بعضها الآن الى متاحف.
كما تشمل زيارة منازل كبار القتلة والمجرمين في التاريخ والمواقع التي اكتُشفت فيها جثث ضحاياهم، ومعسكرات الاعتقال والأراضي التاريخية للمعارك المشهورة والأماكن المرتبطة بالفظائع الجماعية. وتتضمّن أيضا زيارة المواقع المحيطة بالثورات البركانية وزيارة المواقع ذات الصلة بالأحداث الخارقة للطبيعة، من قبيل الأجسام الطائرة والأشباح والأرواح الشرّيرة والمخلوقات الغريبة وما في حكمها.
ومثل هذه المواقع تُعتبر اليوم "مناطق جذب سياحي" وتُنظّم لها زيارات مصحوبة بأدلّاء ومرشدين. والتعرّف على بعض المواقع المنكوبة وعلى الأحداث المتّصلة بها، كما روتها المجتمعات التي عانت منها، يمكن أن يكون أمرا تعليميّا ومحفّزا للتفكير الإيجابي وباعثا على التامّل المفيد.
وقائمة الأماكن المظلمة طويلة. لكن أهمّها النصب التذكاري لضحايا مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، وغابة أوكيغاهارا اليابانية والمعروفة باسم "غابة الانتحار"، وجدار برلين، وسجن "هوا لو" سيّئ السمعة والمتحف العسكري في هانوي بفيتنام، ومتحف لاس مومياس في المكسيك والذي يوصف بالمتحف الأكثر رعبا في العالم، والكولوسيوم الروماني الذي شهد ألعاب المصارعة العنيفة في روما، وقلعة بويناري في رومانيا التي كانت موطنا لدراكيولا او مصّاص الدماء، وحديقة السموم في إنغلترا التي يقال إنها تحتوي على أكثر من مائة نوع من النباتات السامّة والخطيرة.
والسياحة المظلمة ليست ظاهرة جديدة. فمنذ زمن قديم انجذب البشر إلى المواقع والأحداث المرتبطة بالموت والكوارث والمعاناة والعنف والقتل. ودائما كان للموت جاذبية منذ أن كان الناس يحضرون معارك المصارعة الدامية في روما القديمة وعمليات الإعدام في لندن وغيرها من مدن العالم الكبيرة خلال القرون الوسطى.
وفي السنوات الأخيرة اكتسبت السياحة المظلمة شعبية متزايدة بين المسافرين حول العالم الذين يبحثون عن مناطق الجذب والأماكن المرتبطة بالموت والمأساة والغرابة والرعب.
قد يبدو الأمر مؤلما أن يزور الناس مثل هذه الأماكن، لكن الحقيقة هي أنها تمثّل جزءا مهمّا من تاريخ الإنسانية، وبعض فصول هذا التاريخ مظلمة ومجلّلة بالفظائع والأحداث الجسام وأعمال الإبادة الجماعية وبالكوارث الطبيعية والمآسي الهائلة. لذلك من المنطقي أن يكون للعديد من المواقع التاريخية التي يزورها السيّاح ماضٍ مظلم مرتبط بالأحداث التي جرت فيها.
وتتضمّن سياحة الموت زيارة مواقع القتل والاغتيالات وميادين المعارك والمقابر وحتى مستودعات وصناديق عظام الموتى، بالإضافة الى السجون سيّئة السمعة في العالم والتي حُوّل بعضها الآن الى متاحف.
كما تشمل زيارة منازل كبار القتلة والمجرمين في التاريخ والمواقع التي اكتُشفت فيها جثث ضحاياهم، ومعسكرات الاعتقال والأراضي التاريخية للمعارك المشهورة والأماكن المرتبطة بالفظائع الجماعية. وتتضمّن أيضا زيارة المواقع المحيطة بالثورات البركانية وزيارة المواقع ذات الصلة بالأحداث الخارقة للطبيعة، من قبيل الأجسام الطائرة والأشباح والأرواح الشرّيرة والمخلوقات الغريبة وما في حكمها.
ومثل هذه المواقع تُعتبر اليوم "مناطق جذب سياحي" وتُنظّم لها زيارات مصحوبة بأدلّاء ومرشدين. والتعرّف على بعض المواقع المنكوبة وعلى الأحداث المتّصلة بها، كما روتها المجتمعات التي عانت منها، يمكن أن يكون أمرا تعليميّا ومحفّزا للتفكير الإيجابي وباعثا على التامّل المفيد.
وقائمة الأماكن المظلمة طويلة. لكن أهمّها النصب التذكاري لضحايا مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، وغابة أوكيغاهارا اليابانية والمعروفة باسم "غابة الانتحار"، وجدار برلين، وسجن "هوا لو" سيّئ السمعة والمتحف العسكري في هانوي بفيتنام، ومتحف لاس مومياس في المكسيك والذي يوصف بالمتحف الأكثر رعبا في العالم، والكولوسيوم الروماني الذي شهد ألعاب المصارعة العنيفة في روما، وقلعة بويناري في رومانيا التي كانت موطنا لدراكيولا او مصّاص الدماء، وحديقة السموم في إنغلترا التي يقال إنها تحتوي على أكثر من مائة نوع من النباتات السامّة والخطيرة.
❉ ❉ ❉
❉ ❉ ❉
كما تتضمّن القائمة قاعة مذبحة نانجينغ التذكارية في الصين، ومواقع حقول القتل المرتبطة بنظام الخمير الحمر في "بنوم بن" بكمبوديا، ومتحف مخلّفات الحرب في مدينة "هو تشي مين" بفيتنام، ومعسكر أوشفيتز النازي في بولندا، وموقع غراوند زيرو في نيويورك، وسراديب الموتى في باريس، وأطلال بومبي الإيطالية التي دُفنت بفعل ثوران بركان فيزوف عام 79 م.
ويمكن أن يضاف الى هذه الأماكن موقع كارثة تشيرنوبيل النووية في أوكرانيا، ومتحف ومنزل بابلو إسكوبار تاجر المخدّرات الكولومبي المشهور، وبرج لندن الذي شهد عمليات الإعدام الشهيرة بما فيها إعدام ملكتين سابقتين هما آن بولين وكاثرين هاوارد، بالإضافة الى العديد من مواقع الصلب والدفن وأماكن الإعدامات العامّة في أوربّا في العصور الوسطى.
وعادة ما يُنصح الأشخاص الذي ينوون زيارة أماكن الأحداث المؤلمة أن يفكّروا أوّلا في سبب الرغبة في زيارة هذا المكان او ذاك، وكيف يمكن أن تؤثّر الزيارة عليهم عاطفيا. كما يُنصحون بأن يقرؤوا عن العادات والأعراف المحلية حتى يتعلّموا إظهار الاحترام، وأن يكونوا حذرين عند التقاط الصور ويتجنّبوا أيّ تصرّف قد يبدو استغلاليا أو يتسبّب في أيّ شكل من اشكال الإثارة.
هل السياحة المظلمة أخلاقية؟ سيّئة؟ أم أنها مفيدة وممّا يُنصح به؟
بالنسبة للبعض قد تبدو غير مناسبة، لأنها تنطوي على نوع من الاستغلال للمعاناة الإنسانية. فهي تستغل افتتاننا بالغرائبية، فتقدّم لنا الموتى على أنهم مذهلون في مجتمع صار معتادا على إضفاء الطابع التجاري على كلّ شيء بتغليفه ومن ثم بيعه، بما في ذلك حتى الموت المفجع أو المأساوي، وهو ما يثير قضايا أخلاقية ومعنوية معقّدة حول سلوكنا كبشر.
وعلى مستوى أعم، قد لا تكون هذه السياحة مناسبة للجميع، لذا تأكّد من أنك سترتاح في المكان الذي ستذهب إليه، وفكّر متى ستذهب ومع من تذهب، وكيف تتصرّف عندما تصل إلى وجهتك.
لكن آخرين يرون أن السياحة المظلمة يمكن أن تعمل على تعزيز فهمنا لأحداث الماضي وتعميق قدرتنا على التعاطف مع الآخر ومحاولة فهم الشرّ الذي يمكن أن يرتكبه الانسان. كما يمكن أن تُصالحنا مع حقيقتنا الفانية من خلال موت الآخرين وتحذيرنا من تاريخنا الدامي وعواقب معاركنا وحماقاتنا ومصائبنا. وبشكل عام، فإن السياحة المظلمة تصلنا بالماضي على أكثر من مستوى ويمكن أن تكون أداة للتعلّم وفرصة للتعامل مع التاريخ والتأمّل في مآسيه.
من جهة أخرى، يمكن أن تعلّمنا السياحة المظلمة أو سياحة الموت أن البشر جميعا متّحدون في الذاكرة وأن الأحياء والأموات يمكن أن يجتمعوا معا بروح السلام والمصالحة. كما يمكن أن توفّر هذه السياحة فهما أعمق للعالم من خلال السير عبر دهاليز الماضي المظلم للإنسانية واستنباط الدروس والعِبَر من أحداث ذلك الماضي وآلامه.
ويمكن أن يضاف الى هذه الأماكن موقع كارثة تشيرنوبيل النووية في أوكرانيا، ومتحف ومنزل بابلو إسكوبار تاجر المخدّرات الكولومبي المشهور، وبرج لندن الذي شهد عمليات الإعدام الشهيرة بما فيها إعدام ملكتين سابقتين هما آن بولين وكاثرين هاوارد، بالإضافة الى العديد من مواقع الصلب والدفن وأماكن الإعدامات العامّة في أوربّا في العصور الوسطى.
وعادة ما يُنصح الأشخاص الذي ينوون زيارة أماكن الأحداث المؤلمة أن يفكّروا أوّلا في سبب الرغبة في زيارة هذا المكان او ذاك، وكيف يمكن أن تؤثّر الزيارة عليهم عاطفيا. كما يُنصحون بأن يقرؤوا عن العادات والأعراف المحلية حتى يتعلّموا إظهار الاحترام، وأن يكونوا حذرين عند التقاط الصور ويتجنّبوا أيّ تصرّف قد يبدو استغلاليا أو يتسبّب في أيّ شكل من اشكال الإثارة.
هل السياحة المظلمة أخلاقية؟ سيّئة؟ أم أنها مفيدة وممّا يُنصح به؟
بالنسبة للبعض قد تبدو غير مناسبة، لأنها تنطوي على نوع من الاستغلال للمعاناة الإنسانية. فهي تستغل افتتاننا بالغرائبية، فتقدّم لنا الموتى على أنهم مذهلون في مجتمع صار معتادا على إضفاء الطابع التجاري على كلّ شيء بتغليفه ومن ثم بيعه، بما في ذلك حتى الموت المفجع أو المأساوي، وهو ما يثير قضايا أخلاقية ومعنوية معقّدة حول سلوكنا كبشر.
وعلى مستوى أعم، قد لا تكون هذه السياحة مناسبة للجميع، لذا تأكّد من أنك سترتاح في المكان الذي ستذهب إليه، وفكّر متى ستذهب ومع من تذهب، وكيف تتصرّف عندما تصل إلى وجهتك.
لكن آخرين يرون أن السياحة المظلمة يمكن أن تعمل على تعزيز فهمنا لأحداث الماضي وتعميق قدرتنا على التعاطف مع الآخر ومحاولة فهم الشرّ الذي يمكن أن يرتكبه الانسان. كما يمكن أن تُصالحنا مع حقيقتنا الفانية من خلال موت الآخرين وتحذيرنا من تاريخنا الدامي وعواقب معاركنا وحماقاتنا ومصائبنا. وبشكل عام، فإن السياحة المظلمة تصلنا بالماضي على أكثر من مستوى ويمكن أن تكون أداة للتعلّم وفرصة للتعامل مع التاريخ والتأمّل في مآسيه.
من جهة أخرى، يمكن أن تعلّمنا السياحة المظلمة أو سياحة الموت أن البشر جميعا متّحدون في الذاكرة وأن الأحياء والأموات يمكن أن يجتمعوا معا بروح السلام والمصالحة. كما يمكن أن توفّر هذه السياحة فهما أعمق للعالم من خلال السير عبر دهاليز الماضي المظلم للإنسانية واستنباط الدروس والعِبَر من أحداث ذلك الماضي وآلامه.
Credits
dark-tourism.com
dark-tourism.com