من الناحية الثقافية والجغرافية، تبدو مدينة قرطاجنّة الكولومبية أشبه بهافانا أو سان خوان أكثر من كونها مدينة أمريكية أنديزية. في عهد الإمبراطورية، كانت المدينة نقطة انطلاق رئيسية للكنوز الذهبية التي كانت تُشحن إلى إسبانيا. واليوم، يحدّ البحر الكاريبي الطريق الرئيسي، وتقع المنطقة السياحية على شريط ضيّق طويل يكتسي باللون الأزرق.
وفي الليل، يرى المرء أناسا من جميع الأعمار، يعزفون موسيقى السالسا أو يتابعون إيقاع الفرق اللاتينية التي تضفي حيوية على المقاهي. وكما هي الحال في معظم أنحاء منطقة الكاريبي الأخرى، فإن حرف السين الأخير في أيّ كلمة يكاد يختفي من اللغة المنطوقة.
بدأ غابرييل غارسيا ماركيز حياته المهنية في قرطاجنّة. في عام 1948، درس القانون ثم تولّى وظيفته الأولى كمراسل لجريدة "إل يونيفرسال"، وهي صحيفة يومية محلية تتخذ مقرّا لها في مبنى أبيض اللون ومتهالك إلى حدّ ما في وسط المدينة القديم والساحر. وعلى الرغم من أن ماركيز عاش هنا لمدّة عامين فقط، إلا أن قرطاجنّة ظلّت معه دائما واستخدمها بعد عقود كنموذج للمدينة في رواية "خريف البطريرك."
وفي كثير من الأحيان، يقف البطريرك "في الرواية" على شرفته المطلّة على البحر، حيث يستطيع أن يستنشق "رائحة المحار الفاسد"، ويتطلّع الى قلعة الميناء و"البيت المرتفع الذي يشبه سفينة ركّاب عابرة للمحيطات"، وهو وصف دقيق لدير "لا بوبا" في قرطاجنّة الذي سُمّي بهذا الاسم لأنه يشبه مؤخّرة سفينة كبيرة. وكما هو الحال في رواية غارسيا ماركيز هذه، فإن الحياة في شوارع هذه المدينة الساحلية عادية ومكثّفة في الوقت نفسه.
في قرطاجنّة رأيت صيدلية ومبنى سكنيّا يحملان اسم "ماكوندو"، على اسم القرية المذكورة في رواية "مائة عام من العزلة". وفي بارانكويلا لاحظت متجرا يحمل نفس الاسم. وغارسيا ماركيز له حضور في مختلف أنحاء كولومبيا. وكثيرا ما تذكره الصحافة والناس العاديون باسمه المحبّب "غابو".
خلال النصف الأوّل من الرحلة التي استغرقت ساعتين، كان البحر الكاريبي على يسارنا، ثم مررنا بمستوطنات ساحلية صغيرة من النوع الذي صوّره ماركيز في قصص مثل "بحر الزمن الضائع". وسرعان ما مررنا على المستنقعات والجبال التي عبرها أفراد عائلة "بوينديا" في بحثهم عن أرض الميعاد. وعلى صدع طويل، كان المحيط على يسارنا، ومستنقع واسع على يميننا. وتذكّرت تعجّب خوسيه بوينديا في الرواية: "يا إلهي! ماكوندو محاطة بالماء من جميع الجهات!".
وعندما توقّفنا في بلدة سييناغا، أشار لي البائع ذو البشرة البرونزية إلى النصب التذكاري المهيب لعمّال شركة "يونايتد فروت" الذين قُتِلوا: هناك، في الساحة الرئيسية، يوجد تمثال بنّي ضخم يبلغ ارتفاعه خمسين قدما على الأقل لرجل أسود ضخم يلوّح بمنجل في يده اليمنى".
تُعرف شعوب منطقة البحر الكاريبي في كولومبيا باسم "الساحليين". وغارسيا ماركيز ينتمي إلى هذه الفئة، وقد نجح بشكل رائع في منح هؤلاء القاطنين في منطقة الكاريبي صورة أدبية ومكانة في الثقافة العالمية، تماماً كما فعل فوكنر مع الجنوب الأمريكي العميق. والأجانب يميلون إلى التفكير في كولومبيا باعتبارها منطقة أنديزية وهندية، ولكن هذه الصورة غير مكتملة. فالساحليون يرون أنفسهم مختلفين عرقياً وثقافياً ومزاجياً عن شعب بوغوتا، الذي يطلقون عليه اسم "الكاتشاكوس" أو "سكّان المرتفعات".
قال ماركيز ذات مرّة: أشعر براحة أكبر في منطقة الكاريبي اللاتينية، في كولومبيا الساحلية وليس في المرتفعات. المرتفعات ظلّت جزءاً من ثقافة استعمارية إسبانية، مهيبة ورمادية وباردة للغاية، ولطالما شعرت أنها بلد آخر. هذان عالمان متعارضان، المرتفعات حيث يعيش الناس في صمت وانطواء، ومنطقة الكاريبي حيث الوفرة الحسّية والضوء والحرارة والأحاديث السريعة. في هذه المنطقة، يُنظَر إلى الحقيقة باعتبارها وهماً آخر، مجرّد نسخة أخرى من وجهات نظر متعدّدة ومحتملة، ويغيّر الناس واقعهم بتغيير تصوّرهم لها".
وفي الليل، يرى المرء أناسا من جميع الأعمار، يعزفون موسيقى السالسا أو يتابعون إيقاع الفرق اللاتينية التي تضفي حيوية على المقاهي. وكما هي الحال في معظم أنحاء منطقة الكاريبي الأخرى، فإن حرف السين الأخير في أيّ كلمة يكاد يختفي من اللغة المنطوقة.
بدأ غابرييل غارسيا ماركيز حياته المهنية في قرطاجنّة. في عام 1948، درس القانون ثم تولّى وظيفته الأولى كمراسل لجريدة "إل يونيفرسال"، وهي صحيفة يومية محلية تتخذ مقرّا لها في مبنى أبيض اللون ومتهالك إلى حدّ ما في وسط المدينة القديم والساحر. وعلى الرغم من أن ماركيز عاش هنا لمدّة عامين فقط، إلا أن قرطاجنّة ظلّت معه دائما واستخدمها بعد عقود كنموذج للمدينة في رواية "خريف البطريرك."
وفي كثير من الأحيان، يقف البطريرك "في الرواية" على شرفته المطلّة على البحر، حيث يستطيع أن يستنشق "رائحة المحار الفاسد"، ويتطلّع الى قلعة الميناء و"البيت المرتفع الذي يشبه سفينة ركّاب عابرة للمحيطات"، وهو وصف دقيق لدير "لا بوبا" في قرطاجنّة الذي سُمّي بهذا الاسم لأنه يشبه مؤخّرة سفينة كبيرة. وكما هو الحال في رواية غارسيا ماركيز هذه، فإن الحياة في شوارع هذه المدينة الساحلية عادية ومكثّفة في الوقت نفسه.
في قرطاجنّة رأيت صيدلية ومبنى سكنيّا يحملان اسم "ماكوندو"، على اسم القرية المذكورة في رواية "مائة عام من العزلة". وفي بارانكويلا لاحظت متجرا يحمل نفس الاسم. وغارسيا ماركيز له حضور في مختلف أنحاء كولومبيا. وكثيرا ما تذكره الصحافة والناس العاديون باسمه المحبّب "غابو".
خلال النصف الأوّل من الرحلة التي استغرقت ساعتين، كان البحر الكاريبي على يسارنا، ثم مررنا بمستوطنات ساحلية صغيرة من النوع الذي صوّره ماركيز في قصص مثل "بحر الزمن الضائع". وسرعان ما مررنا على المستنقعات والجبال التي عبرها أفراد عائلة "بوينديا" في بحثهم عن أرض الميعاد. وعلى صدع طويل، كان المحيط على يسارنا، ومستنقع واسع على يميننا. وتذكّرت تعجّب خوسيه بوينديا في الرواية: "يا إلهي! ماكوندو محاطة بالماء من جميع الجهات!".
وعندما توقّفنا في بلدة سييناغا، أشار لي البائع ذو البشرة البرونزية إلى النصب التذكاري المهيب لعمّال شركة "يونايتد فروت" الذين قُتِلوا: هناك، في الساحة الرئيسية، يوجد تمثال بنّي ضخم يبلغ ارتفاعه خمسين قدما على الأقل لرجل أسود ضخم يلوّح بمنجل في يده اليمنى".
تُعرف شعوب منطقة البحر الكاريبي في كولومبيا باسم "الساحليين". وغارسيا ماركيز ينتمي إلى هذه الفئة، وقد نجح بشكل رائع في منح هؤلاء القاطنين في منطقة الكاريبي صورة أدبية ومكانة في الثقافة العالمية، تماماً كما فعل فوكنر مع الجنوب الأمريكي العميق. والأجانب يميلون إلى التفكير في كولومبيا باعتبارها منطقة أنديزية وهندية، ولكن هذه الصورة غير مكتملة. فالساحليون يرون أنفسهم مختلفين عرقياً وثقافياً ومزاجياً عن شعب بوغوتا، الذي يطلقون عليه اسم "الكاتشاكوس" أو "سكّان المرتفعات".
قال ماركيز ذات مرّة: أشعر براحة أكبر في منطقة الكاريبي اللاتينية، في كولومبيا الساحلية وليس في المرتفعات. المرتفعات ظلّت جزءاً من ثقافة استعمارية إسبانية، مهيبة ورمادية وباردة للغاية، ولطالما شعرت أنها بلد آخر. هذان عالمان متعارضان، المرتفعات حيث يعيش الناس في صمت وانطواء، ومنطقة الكاريبي حيث الوفرة الحسّية والضوء والحرارة والأحاديث السريعة. في هذه المنطقة، يُنظَر إلى الحقيقة باعتبارها وهماً آخر، مجرّد نسخة أخرى من وجهات نظر متعدّدة ومحتملة، ويغيّر الناس واقعهم بتغيير تصوّرهم لها".
وقال ماركيز واصفا "الوضع النفسي الكاريبي": الناس هنا يشعرون بوجود ظواهر أو كائنات أخرى، حتى لو لم تكن موجودة. ولابدّ أن تكون هذه الكائنات متأثّرة بالأديان القديمة وبالهنود والسود. إن هذا العالم مليء بالأرواح التي تجدها في كلّ مكان، في بورتوريكو وفي كوبا وفي البرازيل وفي سانتو دومينغو وفي فيرا كروز".
وصلنا إلى أراكاتاكا، مسقط رأس ماركيز، والتي يبلغ عدد سكانها 17 ألف نسمة. تبدو البلدة أصغر كثيرا، ولكن بعد نزهة قصيرة نكتشف أنها ممتدّة. لا توجد طرق معبّدة، والهواء الكثيف مليء بالغبار، ومن بين تلك الطرق الترابية شارع الأتراك. والعديد من المساكن عبارة عن أكواخ خشبية تصطفّ جنبا إلى جنب مع منازل خرسانية. ويسود هدوء استوائي غريب، ومعظم السيّارات متوقّفة في صمت، والنسائم الساحلية لا تجلب الراحة.
ومع حرارة الظهيرة، يستخدم العديد من سكّان البلدة المظلات أو يتردّدون على المقاهي. ودار السينما المفتوحة التي صوّرها غابو في فيلم "ساعة الشرّ" تحوّلت الآن إلى شركة تأمين. الخنازير الصغيرة تمرح والصبية الصغار يلعبون كرة القدم على طول المسارات المؤدّية إلى محطّة السكّة الحديدية المهجورة.
ولا يزال مكتب التلغراف الذي عمل فيه والد غابو يعمل في ساحة البلدة، كما توجد هناك الكنيسة المصفرّة، حيث دارت بعض المشاهد الأكثر إثارة في حياة ماركيز. وبينهما الطريق المؤدّي إلى المقبرة، الذي سارت عليه الأمّ الشجاعة في قصّة ماركيز "قيلولة الثلاثاء".
أثناء زيارتي لمبنى البلدية، قال لي العمدة الحالي الذي عرف غابو شخصيا أنه كان طويلاً عريض المنكبين، يرتدي نظارة شمسية ويركب دراجات نارية. كما ذكر لي بعض الأمثلة على الشهرة العالمية المفاجئة التي اكتسبتها أراكاتاكا. فقد زارت فرق التلفزيون الفرنسية المدينة مرّتين لتصوير لقطات. كما كانت تأتي من حين لآخر حافلات سياحية مليئة بالأوروبيين أو الأميركيين، يخرجون ويلتقطون الصور ثم يغادرون، لأنهم نادراً ما يعرفون الإسبانية".
ذهبت في نزهة مع العمدة وسألته عمّا إذا كانت أراكاتاكا قد اعترفت بابنها الأصلي فقال: توجد في المدرسة الثانوية غرفة أدبية تحمل اسمه، ولكن هناك بعض الاستياء منه. فمنذ أن أصبح مشهوراً عاد مرّة واحدة فقط، وكانت لحضور مهرجان موسيقي. كنت أعتقد أن الحكومة ستعترف بنا، على الأقل من خلال رصف بضعة طرق".
وقدّم لي العمدة أحد كبار السن، وهو شخص متذمّر عمل ذات يوم كحارس في شركة "يونايتد فروت". وتذكّر قائلاً: كانت تلك أوقاتاً طيّبة، كان لدينا الكثير من المال في ذلك الوقت. كما عمل العديد من إخوتي في الشركة. هل تتذكّرون تلك المقاطع من الرواية التي تصوّر أشخاصاً يرقصون وهم يحملون أوراق البيزو المحترقة في أيديهم؟ حسناً، هكذا كان الحال".
ولمّا سألت الرجل عن شعوره تجاه المضربين بدا عليه نفاد الصبر، ثم قال: لقد تسبّب هؤلاء الناس في إحداث الفوضى في كلّ شيء. واسمحوا لي أن أخبركم بأن كلّ ما قيل عن مذابح العمّال غير حقيقي. لم يحدث ذلك قط. وأكثر ما سمعته على الإطلاق هو مقتل رجلين بالرصاص. انظروا، إذا كان هناك حقاً كلّ هؤلاء القتلى "الذين تحدّث عنهم ماركيز"، فأين ألقوا بجثثهم؟".
كان ماركيز قد سُئل ذات مرّة عن مشاهد الاضراب والقتل المذكورة في "مائة عام من العزلة" وما إذا كان قد بالغ في تقدير أعداد القتلى فقال: هذا التسلسل يرتبط بشكل وثيق بوقائع إضراب شركة "يونايتد فروت" في عام 1928، والتي تعود إلى طفولتي، حيث وُلدت في ذلك العام. والمبالغة الوحيدة هي في عدد القتلى. لذا بدلاً من مئات القتلى، رفعت العدد إلى آلاف. ولكن من الغريب أن صحافيا كولومبياً أشار في أحد الأيّام إلى "الآلاف الذين ماتوا في إضراب عام 1928". وكما يقول بطريركنا: لا يهمّ إذا كان شيء ما غير صحيح، لأنه في النهاية سيكون صحيحاً"!
وصلنا إلى أراكاتاكا، مسقط رأس ماركيز، والتي يبلغ عدد سكانها 17 ألف نسمة. تبدو البلدة أصغر كثيرا، ولكن بعد نزهة قصيرة نكتشف أنها ممتدّة. لا توجد طرق معبّدة، والهواء الكثيف مليء بالغبار، ومن بين تلك الطرق الترابية شارع الأتراك. والعديد من المساكن عبارة عن أكواخ خشبية تصطفّ جنبا إلى جنب مع منازل خرسانية. ويسود هدوء استوائي غريب، ومعظم السيّارات متوقّفة في صمت، والنسائم الساحلية لا تجلب الراحة.
ومع حرارة الظهيرة، يستخدم العديد من سكّان البلدة المظلات أو يتردّدون على المقاهي. ودار السينما المفتوحة التي صوّرها غابو في فيلم "ساعة الشرّ" تحوّلت الآن إلى شركة تأمين. الخنازير الصغيرة تمرح والصبية الصغار يلعبون كرة القدم على طول المسارات المؤدّية إلى محطّة السكّة الحديدية المهجورة.
ولا يزال مكتب التلغراف الذي عمل فيه والد غابو يعمل في ساحة البلدة، كما توجد هناك الكنيسة المصفرّة، حيث دارت بعض المشاهد الأكثر إثارة في حياة ماركيز. وبينهما الطريق المؤدّي إلى المقبرة، الذي سارت عليه الأمّ الشجاعة في قصّة ماركيز "قيلولة الثلاثاء".
أثناء زيارتي لمبنى البلدية، قال لي العمدة الحالي الذي عرف غابو شخصيا أنه كان طويلاً عريض المنكبين، يرتدي نظارة شمسية ويركب دراجات نارية. كما ذكر لي بعض الأمثلة على الشهرة العالمية المفاجئة التي اكتسبتها أراكاتاكا. فقد زارت فرق التلفزيون الفرنسية المدينة مرّتين لتصوير لقطات. كما كانت تأتي من حين لآخر حافلات سياحية مليئة بالأوروبيين أو الأميركيين، يخرجون ويلتقطون الصور ثم يغادرون، لأنهم نادراً ما يعرفون الإسبانية".
ذهبت في نزهة مع العمدة وسألته عمّا إذا كانت أراكاتاكا قد اعترفت بابنها الأصلي فقال: توجد في المدرسة الثانوية غرفة أدبية تحمل اسمه، ولكن هناك بعض الاستياء منه. فمنذ أن أصبح مشهوراً عاد مرّة واحدة فقط، وكانت لحضور مهرجان موسيقي. كنت أعتقد أن الحكومة ستعترف بنا، على الأقل من خلال رصف بضعة طرق".
وقدّم لي العمدة أحد كبار السن، وهو شخص متذمّر عمل ذات يوم كحارس في شركة "يونايتد فروت". وتذكّر قائلاً: كانت تلك أوقاتاً طيّبة، كان لدينا الكثير من المال في ذلك الوقت. كما عمل العديد من إخوتي في الشركة. هل تتذكّرون تلك المقاطع من الرواية التي تصوّر أشخاصاً يرقصون وهم يحملون أوراق البيزو المحترقة في أيديهم؟ حسناً، هكذا كان الحال".
ولمّا سألت الرجل عن شعوره تجاه المضربين بدا عليه نفاد الصبر، ثم قال: لقد تسبّب هؤلاء الناس في إحداث الفوضى في كلّ شيء. واسمحوا لي أن أخبركم بأن كلّ ما قيل عن مذابح العمّال غير حقيقي. لم يحدث ذلك قط. وأكثر ما سمعته على الإطلاق هو مقتل رجلين بالرصاص. انظروا، إذا كان هناك حقاً كلّ هؤلاء القتلى "الذين تحدّث عنهم ماركيز"، فأين ألقوا بجثثهم؟".
كان ماركيز قد سُئل ذات مرّة عن مشاهد الاضراب والقتل المذكورة في "مائة عام من العزلة" وما إذا كان قد بالغ في تقدير أعداد القتلى فقال: هذا التسلسل يرتبط بشكل وثيق بوقائع إضراب شركة "يونايتد فروت" في عام 1928، والتي تعود إلى طفولتي، حيث وُلدت في ذلك العام. والمبالغة الوحيدة هي في عدد القتلى. لذا بدلاً من مئات القتلى، رفعت العدد إلى آلاف. ولكن من الغريب أن صحافيا كولومبياً أشار في أحد الأيّام إلى "الآلاف الذين ماتوا في إضراب عام 1928". وكما يقول بطريركنا: لا يهمّ إذا كان شيء ما غير صحيح، لأنه في النهاية سيكون صحيحاً"!
Credits
gale.com
gale.com