:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الأربعاء، مارس 05، 2025

خواطر في الأدب والفن


  • يقول الكاتب الأفغاني خالد حسيني مؤلّف رواية "عدّاء الطائرة الورقية": برغم كلّ الصعوبات التي نتصوّر أنه لا يمكن التغلّب عليها، إلا أننا جميعا، وعلى الرغم من كلّ شيء، ننتظر أن يحدث لنا شيء غير عاديّ".
    وهناك قول قديم مفاده أن الأشياء العظيمة تحدث لمن ينتظرون. والمعنى يتضمّن الحثّ على التحلّي بالصبر والمثابرة عندما لا تسير الأمور كما نريد، ومن ثمّ ترك كلّ شيء لمشيئة الله.
    ورغم أن هذه النصيحة مفيدة في بعض المواقف، إلا أنها سلاح ذو حدّين. فهي من ناحية تدعو إلى الصبر، ولكنها أيضاً تبني شعوراً بالرضا عن الذات. فهي تشجّعنا على المثابرة، ولكنها تحثّنا أيضاً على الانتظار بجعلنا نعتقد أن شيئا غير عادي قد يحدث لنا إذا انتظرنا بصبر كافٍ.
    لكن عندما يتعلّق الأمر بتحقيق ما نريده فإن لدينا خيارين: إمّا أن ننتظر حدوث شيء جيّد لنا أو أن نسعى لتحقيقه بأنفسنا. وإذا سعينا وراء ما نريده لأنفسنا، فإن فرصتنا في الحصول عليه تكون أكبر.
    المشكلة في الانتظار هي أننا نضع مصيرنا بأيدي الآخرين ونسمح لهم بتحديد ما يحدث لنا. لكن إذا سعينا لتحقيق ما نريده لأنفسنا، فإن فرصتنا في الحصول عليه تكون أكبر كثيراً.
    إننا كثيرا ما نعتمد على الحظ. فنحن نعتقد أن الشيء الوحيد الذي يفصلنا عن أولئك الذين نجحوا هو الحظ. ورغم أن الحظّ يلعب دورا في حياتنا، إلا أنه لا يمكننا الاعتماد عليه للحصول على ما نريد. وأفضل ما يمكننا فعله هو العمل الجادّ ومحاولة خلق واقع جيّد لأنفسنا.
  • ❉ ❉ ❉

  • هذه الصورة توفّر مثالا على لوحات ماتيس في مرحلة ما بعد الوحشية. فبعد عدّة رحلات الى خارج فرنسا، أصبح الرسّام مهتمّا بالفنّ الإسلامي في شمال إفريقيا وزار المغرب في عامي 1912 و1913. ومن وحي رحلتيه الى المغرب رسم عدّة لوحات منها "زورا على الشرفة" وتصوّر امرأة شابّة من طنجة تجلس متربّعة على سجّادة في ظلّ جدار محيط بشرفة، وإلى جوارها وعاء أسماك ذهبية.
    كما رسم أيضا اللوحة التي فوق واسمها "نافذة في طنجة"، وهي لوحة ذات ألوان جريئة ومنظور مسطّح. كانت اللوحتان ضمن مجموعة جامع التحف الروسي إيفان موروزوف بعد أن اشتراهما من ماتيس في باريس. وبعد الثورة الروسية، صودرت مجموعة موروزوف. وفي عام 1948، تبرّعت الدولة باللوحتين ضمن اعمال فنيّة أخرى الى متحفي بوشكين للفنون الجميلة في موسكو والإرميتاج في سانت بطرسبيرغ.
  • ❉ ❉ ❉


    ❉ ❉ ❉

  • كثيرا ما يقابل سائقو التاكسي العديد من الركّاب المثيرين للاهتمام، بعضهم متغطرسون وبعضهم غريبو الأطوار. وهم ـ أي السائقين - يروون قصصا، بعضها هادئ وخفيف ولكنه عميق، وبعضها الآخر معقّد للغاية لدرجة أنه يجعلك تتساءل في دهشة عمّا إذا كانت قيادة سيّارة أجرة هي التي تسمح لك بمقابلة مثل هؤلاء الأشخاص المثيرين للاهتمام.
    سائق التاكسي الأكثر شهرة في العالم، ربّما، هو شخصية خيالية يُدعى تراڤيس من فيلم "سائق التاكسي". وتراڤيس هو أحد المحاربين القدامى في حرب فيتنام، وهو يقود سيّارة أجرة لكسب لقمة عيشه وتهدئة روحه التي تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة. وعلى الرغم من تنقّله عبر شوارع مدينة نيويورك الصاخبة والحيوية كلّ يوم، إلا أنه يجد المدينة مبهرجة أكثر من اللازم ولا يتأقلم معها. الأجواء الباردة والكئيبة التي يخلقها الفيلم، فضلاً عن مشاعر الغربة بين الإنسان والمجتمع، تترك أثرها عميقاً على المشاهد.
    في اليابان، التقى سائق سيّارة أجرة ذات يوم براكب في منتصف العمر. وبعد أن استقلّ الراكب السيّارة، أشار إلى سيّارة پورش التي أمامه وسأله: هل تعتقد أن هذه السيّارة جميلة؟". فردّ سائق التاكسي: لا لزوم لسماع رأيي، فسيّارات پورش جميلة بكلّ تأكيد!".
    ثم قال الراكب بسعادة: هذه سيّارتي!" فقال السائق بارتباك: إذا كانت سيّارتك فلماذا لا تقودها؟ ردّ الراكب: أنت غبيّ أم ماذا؟! لو كنت أقودها كيف سأتمكّن من تقدير جمالها؟!
    وكان هذا الراكب في الواقع ممثّلا مشهورا يُدعى تاكيشي. وكما اتضح، فقد اشترى تاكيشي، بكلّ شهرته وثروته، أحدث طراز من پورش، لكنه شعر بالحزن لعدم قدرته على رؤية نفسه يقود السيارة بفخر. وحينها فقط فكّر في أن يقود سيّارته أحد أصدقائه، بينما يستقلّ هو سيّارة أجرة، وبهذه الطريقة يمكنه رؤية سيّارته البورش الأنيقة.
  • ❉ ❉ ❉

  • أنت فريد من نوعك، وربّما تعتقد أن العالم لا يحتاجك، لكنه يحتاجك فعلا. فأنت نسيج وحدك من الناس، ولا تشبه أحدا سبقك ولا أحدا سيأتي بعدك.
    فلا أحد يستطيع التحدّث بصوتك ولا أحد له نفس رأيك ولا أحد له نفس ابتسامتك أو إشعاع نورك. ولا أحد يستطيع أن يأخذ مكانك، لأنه ملكك، وأنت وحدك الذي تملؤه.
    وإذا لم تكن هناك لتشعّ بنورك، فمن يدري كم من المسافرين سيضلّون طريقهم وهم يحاولون المرور من مكانك الفارغ في الظلام؟!
  • ❉ ❉ ❉

  • البذرة والشجرة والزهرة والثمرة هي النظام الرباعي للكون. ومن حالة قلب الإنسان تنشأ ظروف حياته وتزدهر أفكاره وتتطوّر إلى أفعال. إن الحياة تتكشّف دائما من الداخل وتكشف عن نفسها للنور. والأفكار التي تولد في القلب تكشف عن نفسها أخيرا في الكلمات والأفعال والأشياء التي تُنجز.
    وكما تأتي الحياة من نبع خفي، فإن حياة الإنسان تنبع من أعماق قلبه. فكلّ ما هو عليه وما يفعله يتولّد هناك. وكلّ ما سيكون عليه وما سيفعله سينبع هناك. الحزن والفرح، المعاناة والمتعة، الأمل والخوف، الكراهية والحب، الجهل والتنوير، ليست في أيّ مكان سوى في القلب.
    الإنسان هو حارس قلبه، ومراقب عقله، والحارس الوحيد لقلعة حياته. وعاجلاً أم آجلاً، سيهزم كل الشرور والمعاناة، لأنه من المستحيل على الإنسان أن يفشل في تحقيق التحرّر والتنوير والسلام، وهو الذي يحرس بجهد لا يعرف الكلل بوّابة قلبه.

  • Credits
    art-matisse.com
    suite101.com