خواطر في الأدب والفن
أيّهما أهمّ: مونيه أم رينوار؟ لنبدأ أوّلا بمونيه. عالمه الصامت من الأضواء والتموّجات المائية وشغفه بالألوان هو علامته الفارقة. وأيضا هناك ضربات فرشاته الوصفية التي تمسك بشخصية الأشياء. لكن أعظم إنجازاته هو فهمه العميق للعلاقة بين الضوء واللون والظل. فكرة الماء كما جسّدها مونيه في صوره بما تثيره من مشاعر وذكريات، استلهمها موسيقيّون وشعراء. ومناظره التي تعكس حبّه للطبيعة واحتفاءه بالحياة، والتي تذوب فيها الأشياء وتنمحي الهويات، تُشبّه أحيانا بموسيقى ديبوسيه أو شوبان التي تمتلئ بالتدرّجات الصوتية والانفعالية. تنظر إلى لوحة من لوحاته فيصعب عليك أن تعرف إلى أين يتّجه الغيم أو متى تهبّ الرياح أو ينزل المطر. ومونيه بهذا المعنى شاعر طبيعة غنائية. أما رينوار فهو رسّام متع الحياة البسيطة، كالصحبة الطيّبة والطعام الجيّد والطبيعة الرائعة، كما تعكسها لوحاته عن حفلات القوارب فوق مياه السين. عالمه جميل ومغسول بالشمس وباعث على السرور وأحيانا مثير للملل. ومناظره متفائلة ومليئة بالضوء والموسيقى والوجوه النضرة. كان رينوار يحتفي بالجمال في البشر والطبيعة. وموضوعه المفضّل هو العيش في اللحظة ا...