المشاركات

عرض المشاركات من مارس 8, 2009

الإنترنت والإسلام

صورة
قد يكون العنوان أعلاه فضفاضا وواسعا بعض الشيء. وقد يلزم لتناوله بطريقة علمية ومنهجية تجزئته إلى مكوّنات وفروع ثانوية، وهي مهمّة قد لا تتوفّر لغير الباحثين والمتخصّصين في الإعلام ونحوه من العلوم ذات الصلة. لكنّي أردت من وراء الموضوع أن أنتهز مناسبة مرور عشرين عاما على اختراع الانترنت كي أطرح سؤالا محدّدا يمكن صياغته على الشكل التالي: الانترنت .. هل أفادت الإسلام أم أضرّت به؟ هذا السؤال كثيرا ما خطر بذهني كلّما قرأت خبرا أو تحليلا أو تعليقا في هذا الموقع أو ذاك يكون الإسلام عنصرا فيه. وكلّنا يعرف أن الانترنت وضعت كلّ الأفكار والقيم والممارسات تحت مجهر التحليل والتقييم والنقد. ولا شكّ أن لعنصر التفاعلية الذي تتّسم به الانترنت وتتفوّق به على ما عداها من أدوات الاتصال دورا كبيرا في دفع المتلقي، أيّا كان بلده أو دينه أو ثقافته، لأن يمحّص أفكاره ويعيد النظر في بعض المسلّمات والقناعات التي كان يؤمن بها قبل ظهور هذا الاختراع المدهش والعجيب. وتصوّري الخاصّ، وقد أكون مخطئا، هو أن الانترنت أضرّت بالإسلام أكثر مما نفعته. أضرّت به من حيث أنها أظهرت إلى العلن كم أن أتباعه منقسمون ومتحاربون ومتباغضون ...

تحفة فان غوخ الحقيقية

صورة
لا بدّ وأنك تعرف على الأقلّ واحدة من هاتين اللوحتين. الأولى، إلى اليمين، هي "ليلة مرصّعة بالنجوم" التي رسمها فان غوخ في العام 1889 عندما كان يقيم في مصحّة سان ريمي في باريس. والكثيرون يعتبرون هذه اللوحة المزعجة تحفة فان غوخ الحقيقية. وهي بالتأكيد أفضل صورة معروفة له. وقد لا تبتعد كثيرا عن موناليزا دافنشي التي يقال إنها أشهر لوحة في العالم. لكنْ بصراحة، هذه اللوحة، أي ليلة مرصّعة بالنجوم ، لا تروق لي كثيرا. وعندما مررتُ بجوارها في متحف الفنّ الحديث بـ نيويورك لم تثر في نفسي أيّ شعور بالإعجاب أو الانجذاب. مع أن اللوحة كانت ملهمة لعشرات القصائد الشعرية والأغاني، لعلّ أشهرها أغنية فنسنت لـ دون ماكلين (يمكن سماعها بصوت دانا وينر هنا ). وكنت افترض دائما أن لامبالاتي باللوحة لها علاقة بالمسائل الوجدانية والشعورية. إذ من عساه يهيم في حبّ لوحة تتضمّن قدرا كبيرا من التوتّرات والإغماءات! اللوحة الثانية، إلى اليسار، إسمها أشجار السرو . وهي لوحة معروفة جدّا لأنها معروضة دائما في متحف المتروبوليتان في نيويورك. هذا على الرغم من أنها محاطة بالعديد من التحف الانطباعية وما بعد الانطباعي...

ما وراء الأقنعة

صورة
لم يكن فرويد مجرّد عالم أحدث ثورة كبرى في مجال دراسة النفس البشرية، بل إن أهميّته تكمن في أنه كان عالما موسوعيّا متعدّد المواهب والاهتمامات. ولطالما شدّتني نظرياته عن اللاشعور والأحلام والرغبات الباطنية بقدر ما فتنت بأسلوبه الساحر وكتاباته المشوّقة والعميقة عن الشخصيات التاريخية وعن الفن وعلم الجمال وتاريخ الأديان وعلم الإنسان.. إلى آخره. إن فرويد لا يتحدّث كعالم نفس فقط، بل كمؤرّخ وعالم اجتماع وفنان وشاعر وإنسان يملك رؤية واسعة وخيالا خصبا. ومن الصدف الجميلة أنني وجدت أن ثلاثة من أهمّ كتبه هي "علم نفس الجماهير" و"إبليس في التحليل النفسي" و"الهذيان والأحلام في الفن" مترجمة إلى اللغة العربية بأسلوب راق ومبسّط وسلس يناسب الشخص المتخصّص كما يناسب الإنسان العاديّ على حدّ سواء. والمترجم الذي تصدّى لهذه المهمّة العسيرة هو المفكّر والأكاديمي العربي جورج طرابيشي الذي ما من شكّ في أن ترجمته لأعمال فرويد تلك تمثل إضافة نوعية ومهمّة للمكتبة العربية. وكنت قد قرأت قبل ذلك جانبا من آراء فرويد وانطباعاته عن الفنّ وعن مشاكل الإبداع بشكل عام. صحيح أن الكثير من الآراء التي...