محطّات
الكثير من الحكايات والقصص والمواقف تثير التأمّل والتعمّق في طبيعة الواقع وفي معنى الحياة. وكلّ قصّة يمكن أن تثير رؤى شخصية وتنقل حقائق أعمق وتغيّر مفاهيمنا وتصوّراتنا المسبقة عن الواقع، وتشجّعنا على التركيز على اللحظة الراهنة والانتباه للعلاقة بين الأشياء. وفيما يلي ثلاث قصص قرأتها مؤخّرا وأعجبتني الدروس والأفكار التي تضمّننها. لذا قرّرت أن أعيد نشرها هنا بعد ترجمتها واختصارها بما لا يخلّ بمضمونها. ❉ ❉ ❉ كنت أتناول العشاء مع صديق، وحدث أن جاء والدي الى المطعم لرؤيتي. كان والدي رجلا قليل الكلام، وكان يستمع إلى حديثنا بهدوء أثناء تناولنا الطعام. وفي طريق العودة إلى المنزل، قال والدي: لا تقترب كثيرا من صديقك هذا". وصدمني كلامه، لأنني عملت مع هذا الصديق عدّة مرّات ومع الأيّام تكوّن لديّ انطباع جيّد عنه. قال والدي: يمكنك معرفة الشخص من الطريقة التي يأكل بها. وصديقك لديه عادة التقاط أفضل القطع من قاع الأطباق ثم سحبها واختصاصها لنفسه. ثم هو يبلع الطعام بسرعة دون هضمه، ويقفز من طبق لآخر وكأن لا أحد معه على المائدة". قلت له: بعض الناس يحبّون تناول الطعام به...