المشاركات

عرض المشاركات من مارس 26, 2006

حالات الوعي المتغيّرة

صورة
إنني جئتُ وأمضي وأنا لا أعلـمُ أنا لغز وذهابي كمجيئي طلسـمُ والذي أوجد هذا اللغز لغز مبهمُ لا تجادل ذا الحجا من قال إني لستُ أدري! - إيليا أبو ماضي قبل حوالي العام أصيب أحد زملائنا بمرض عضال لم يكن من المتيسّر علاجه أو البرء منه. وكان يعرف طبيعة مرضه ويدرك انه لن يظلّ على قيد الحياة اكثر من أسابيع معدودة. كنت أواظب على زيارته في المستشفى وكان أقاربه ومحبوه يحيطون به ويولونه عنايتهم وعطفهم. وفي أيامه الأخيرة تحوّل إلى بقايا إنسان واستحال ذلك الجسد المعافى إلى مجرّد هيكل عظمي، فشحب لونه وغارت عيناه واختفى منهما رفيف الأمل وبريق الحياة. وفي مثل تلك المواقف لا يعرف الإنسان ما يقول. هل يدعو الله للمريض بالعافية حتى وهو يعرف أن ذلك مستحيل، أم يسأل الله له حسن الختام، الأمر الذي قد يثقل على مشاعر أهل المريض وأقربائه. بعض من كانوا يزورونه في المستشفى كانوا يكثرون له الدعاء بأن يرفع الله عنه مصيبته ويهبه الصبر والقدرة على تحمّل ذلك الاختبار العسير. والبعض الآخر كانوا يحضرون معهم زجاجات دهن الطيب يدسّونها في يد والد المريض أو أحد اخوته ثم يتبعون ذلك بعبارات هامسة ووجلة تحمل معاني الدعاء بالسلوان...

لا إكراه في الدين

صورة
بعد قصة الرسومات الكاريكاتيرية وما أثارته من ردود أفعال مفرطة ومتشنّجة، تأتي قصة الشاب الأفغاني عبدالرحمن الذي تحوّل منذ ستة عشر عاما إلى المسيحية لتضيف المزيد من المتاعب للمسلمين ولتشوّه صورة دينهم اكثر. الأوربيّون والأمريكيون غاضبون من حكم القضاء الأفغاني بإعدام الشاب تنفيذا لـ "حدّ الردّة"، على اعتبار أن في ذلك انتهاكا لأحد حقوق الإنسان الأساسية وهو حقّه في الاعتقاد وحرّية الضمير. والحقيقة انه لا يوجد من يشوّه صورة الإسلام ويسئ إليه اكثر من المسلمين أنفسهم. وفضلا عن أن القرآن الكريم واضح في انه "لا إكراه في الدين"، فإن ما وصلت إليه البشرية على مدى قرون طويلة من قوانين وحقوق تكفل للإنسان حرّيته في الدين والمعتقد، كل ذلك يبطل دعاوى هؤلاء الذين لا يوجد في قواميسهم وفي تفكيرهم سوى كلمات القتل وسفك الدماء وقطع الأيدي وقهر الإنسان والتنكيل به تحت غطاء الدفاع عن الدين والغيرة عليه. قال لي صديقي "الكافر" الذي طالما حاولت إقناعه بأن الإسلام دين رحمة وتسامح وسلام: كل يوم تثبتون للعالم أن دينكم بالغ الضعف والهشاشة وأنكم شعوب انفعالية تثور وتغضب لاتفه الأسباب. بالأ...