توكاتا اند فيوك
آثار دارسة، منظر لقلعة مظلمة أو حصن مهجور منذ آلاف السنين، إحساس بالصدمة أو الخوف أو الترقّب أو الحزن.. هذه هي الصور والانفعالات التي قد يثيرها في نفسك سماع هذه المقطوعة المدهشة من عصر الباروك. "توكاتا اند فيوك إن دي ماينر" لـ يوهان سيباستيان باخ هي ولا شكّ أكثر المقطوعات الموسيقية إثارة للرهبة. كما أنها عمل آخر يجسّد عبقرية وإبداع باخ وروعة وعمق موسيقاه المنقطعة النظير. الدراما القويّة والتأثير الانفعالي لهذه الموسيقى لا يمكن وصفهما. وهناك شبه اتفاق على أنها أكثر القطع الموسيقية استخداما في السينما والتلفزيون، بل وحتى في العاب الفيديو وفي نغمات الهاتف الجوّال. التوكاتا والفيوك هما نوعان من الارتجال الموسيقي باستخدام آلة موسيقية بغرض إظهار براعة أسلوب العازف وتمكّنه. وقد ظهر الأسلوبان أوّلا في فينيسيا خلال عصر النهضة الايطالي، ثم انتقلا بعد ذلك إلى ألمانيا حيث خضعا لكثير من الصقل والتطوير على يدي باخ. كتب باخ هذه المقطوعة قبل أكثر من ثلاثمائة عام. وكان قد ألّفها في الأساس كي تُعزف على آلة الأرغن، وقيل الهاربسيكورد أو الكمان. غير أنها عُزفت في ما بعد بآلات مختلفة...