المشاركات

عرض المشاركات من يوليو 24, 2005

قمر في بغداد

صورة
هذه القصيدة تعتبر بحقّ من أجمل وأرقّ ما حفظه لنا ديوان الشعر العربي. قائلها هو بن زريق البغدادي الذي لا ُيعرف عنه الكثير، باستثناء انه ارتحل من بغداد إلى بلاد الأندلس تحت وطأة الفقر والعوز وطمعا في مدح أمرائها مقابل ما كان يؤمّله منهم من ثناء وأعطيات. غير أن شيئا من ذلك لم يتحقّق. وتحكي بعض الروايات أن الشاعر بعد أن تعثّرت أحلامه في التقرّب من أمراء البلاد وولاتها عاد مهموما ذات ليلة إلى النزل الذي كان يسكنه. وفي صبيحة اليوم التالي عُثر عليه ميّتا في فراشه وتحت وسادته هذه الأبيات الحزينة التي يتذكّر فيها زوجته الوفيّة التي لطالما حاولت إقناعه بالبقاء إلى جانبها والعدول عن فكرة السفر والارتحال إلى البلاد النائية. لا تـعـذليه فــإن الـعـذل يـولـعه قـد قـلت حـقاً ولكن لـيس يـسمعـهُ جـاوزت فـي لـومه حـداً أضـرّ به مـن حـيث قـدّرت أن الـلوم يـنفعهُ فـاستعملي الـرفق فـي تـأنيبه بـدلاً مـن عـذله فهو مضنى القلب موجعـهُ قــد كـان مـضطلعاً بالخطب يـحمله فـضـّيقت بـخطوب الـدهر أضـلعهُ يـكفيه مـن لـوعة الـتشتيت أن لـه مـن الـنوى كـل يـوم مـا يـروّعهُ مــا آب مــن سـفر إلا وأزعـجه رأي إلى سـفـر بـا...

العربية السعيدة

صورة
مع أن برترام توماس لم يكن يهتمّ كثيرا بالدعاية لنفسه وبالترويج لكتاباته، إلا انه يعتبر بحقّ من بين أهمّ الرحالة الأجانب الذين طافوا في أرجاء الجزيرة العربية. فلم يكن قد كتب شيئا عن حياته قبل أن تطأ قدماه ارض جزيرة العرب لأوّل مرّة في أواخر عشرينات القرن الماضي. في كتابه جزيرة العرب السعيدة يروي توماس كيف أن سلطان مسقط وعمان عرض عليه أن يعمل مستشارا ماليا لديه. ثم يسهب في شرح الصعوبات التي لاقاها أثناء أدائه تلك المهمّة. وبعد ذلك ينتقل للحديث عن حرارة الطقس البالغة الشدّة في مسقط والتي نادرا ما تنخفض في الليل عن مستواها أثناء ساعات النهار. أما معدّلات الرطوبة فترتفع إلى أن تصل إلى أقصاها، سيّان إن كان الوقت نهارا أو ليلا. وفي بداية ساعات الليل اعتاد توماس على التجوال في شوارع المدينة النائمة. وفي إحدى الليالي قام بتسلّق أسوار المدينة المبنية من اللبن والتي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى. ومن هناك، من فوق الأسوار، أخذ يرنو بناظريه نحو الأفق البعيد باتجاه الشمال حيث الجبال الممتدّة خلف الساحل. وكان يعرف أن القمر الذي ينير ليل مسقط هو نفس القمر الذي يرسل حزمة من ضوئه الحالم على ذلك الب...