دستويفسكي بعيون النقّاد
عاش فيودور دستويفسكي حياة حافلة بالأحداث والانفعالات والتجارب. والكثيرون ينظرون إليه ككاتب جادّ فحسب، تماما كما يظهر في بورتريه فاسيلي بيروف. ومع ذلك، فإن هذا البورتريه الجميل والمعبّر لا يقدّم سوى جانب يسير من شخصيّة هذا الكاتب الكبير. كان دستويفسكي، وما يزال، كاتبا مثيرا للجدل، كما هو شأن كلّ الكتّاب العظام. والغريب انه لم يتمتّع بالكثير من مديح النقّاد وإشاداتهم أثناء حياته. كما لم تنشر الصحف مراجعات نقدية لرواياته إلا بالكاد. وبعض من انتقدوا كتاباته، عابوا عليها افتقارها للأساليب الجمالية. وكان ردّ دستويفسكي انه كثيرا ما كان يكتب على عجل وأنه يفتقر للوقت الكافي لتجويد أسلوبه في الكتابة. وقد استغلّت أجيال من النقّاد هذه الجزئية للنيل من الكاتب ولإثبات تقييمهم السلبي لفنّه. وبنظر هؤلاء أن كتابات دستويفسكي ليست فوق مستوى النقد، وأنه كان يهتمّ بالنواحي الفلسفية والسيكولوجية على حساب الشكل والجودة الفنّية. من الناحية البنيوية، نظر بعض النقّاد إلى حبكات رواياته على أنها فوضوية وغير منظّمة، بينما وجدها آخرون مرعبة وتهدف للتأثير الرخيص. وهناك من الكتّاب من وجدوا تحليلات دستويف...