محطّات
رحيل الفراشات الرسّام لا يحتاج فقط للمهارة الفنّية وإنما للثقافة وسعة الخيال أيضا. والثقافة لا تتأتّى إلا من خلال القراءة والملاحظة المستمرّة، كما في حالة الرسّام السوريالي الروسي فلاديمير كوش. يلزمك لفهم صور هذا الرسّام أن تكون على إلمام بالأساطير والفولكلور والأديان. ومن أجمل لوحاته واحدة بعنوان "رحيل السفينة المجنّحة". وهي تصوّر سفينة في وسط البحر تزيّن أشرعتها عدد من الفراشات الملوّنة بينما يقف على الشاطئ بضعة رجال منهمكين في صيد الفراشات. هذه اللوحة تثير في النفس شعورا بالبهجة والارتياح. فالرسّام يصوّر جمال العالم في عيني الإنسان عندما ينوي الرحيل إلى أماكن بعيدة ونائية. ولن يكتمل فهمك للصورة إلا عندما تفهم دلالة الفراشة في التراث وفي الثقافات العالمية. فصُوَر الفراشة في اليابان، مثلا، ترتبط بحفلات الزواج وهي كانت مصدر إلهام للعديد من الفنّانين هناك منذ مئات السنين. والفراشات مرتبطة أيضا بأفضل اللحظات في حياة الإنسان. ومن الأشياء التي قد لا يعرفها الكثيرون أن الفراشات، برغم كونها مخلوقات ضعيفة وسريعة العطب، إلا أنها معروفة بحبّ الترحال. ويقال إن هناك فصيل...