الرمال العربية
كان ويلفريد ثيسيغر من أوائل الرحّالة الغربيين الذين وصلوا إلى الجزيرة العربية في نهاية الأربعينات من القرن الماضي. ولم يكن عرب الجزيرة يرحّبون بمجيء المسيحيين الباحثين عن النفط.
وكان ثيسيغر يشكّل إلى حدّ ما تهديدا لعرب البادية الذين أحبّهم، ربّما لأنه كان يعكف على وضع الخرائط الجغرافية التي ستفتح أرضهم للعالم فيما بعد.
يقول هذا الرحّالة البريطاني في نهاية كتابه الشهير الرمال العربية : "عندما كنتُ مع العرب كنت أتمنى فقط أن أعيش مثلما يعيشون. وبما أنني رحلتُ عنهم الآن فإنني مطمئن إلى أن مجيئي إليهم لم يغيّر من نمط الحياة التي كانوا يحيونها. لكنّي اشعر بالأسف لأنني أدركتُ أن الخرائط التي وضعتها ساعدت آخرين ربّما تكون لهم غايات أخرى في أن يزوروا تلك البلاد ويفسدوا أهلها الذين أضاءت روحهم الصحراء ذات مرّة كشعلة من لهب.
في ذلك الوقت كان يعيش في الجزيرة العربية حوالي سبعة ملايين عربي ربعهم من البدو الذين يربّون الجمال ويعيشون مترحّلين في الصحراء التي تغطي معظم مساحة الجزيرة العربية. ولم يتغيّر نمط حياتهم إلا بالكاد على امتداد سنوات طوال.
ومع ذلك، ففي اقلّ من 40 سنة تغيّر كلّ شيء وأدّ...