خواطر في الأدب والفن
الأخلاق التي كان يعلّمها الرواقيون للناس لم تكن في جوهرها أخلاقا اجتماعية، بل شخصية. كانت فلسفتهم قائمة على الاستسلام والخضوع. وبما أن كلّ ما هو "خارجي" يُعتبر خارجا عن سيطرتك، فلا تحاول تغييره، بل عليك أن تتقبّل وضعك في الحياة. وبحسب مارتن فيرغيسون، لم يكن الرواقيون معروفين كمصلحين اجتماعيين، بل اهتمّوا أوّلا بضبط النفس وتهذيبها. ومع الخضوع لحاكم الكون، تأتي طمأنينة النفس والتحرّر من الاضطراب. والذين بلغوا هذه الحالة قادرون على مواجهة كلّ شيء، بما في ذلك الموت. والموت ليس شيئا مخيفا، إنه من الأشياء التي لا ينبغي أن نكترث لها، ويعني ببساطة العودة إلى العناصر التي خُلقنا منها. ولا يهمّ إن كانت حياتك طويلة أو قصيرة، فكما لا يحتاج الممثّل إلى التواجد على خشبة المسرح طوال المسرحية لكسب التصفيق، فإن ما يهمّ في الحياة هو جودة الأداء لا مدّته. وقد انتقد الأبيقوريون اعتقاد الرواقيين بأن العالم تحكمه العناية الإلهية بحزم، وأشاروا إلى عيوبه، فـ "معظم سطح الأرض مشغول بالبحر والجبال وغيرها من المعالم غير المضيافة، وبعض الأجزاء غير صالحة للسكن لأنها شديدة الحرارة أو البرودة...