المشاركات

عرض المشاركات من يوليو 24, 2011

عبَق التاريخ

صورة
تذكر بعض المصادر التاريخية أن بلقيس ملكة سبأ عندما ذهبت لزيارة الملك سليمان حوالي القرن العاشر قبل الميلاد حملت له معها عددا من الهدايا الثمينة كان من ضمنها بعض العطور النادرة والنفيسة. كما يقال أن حتشبسوت الملكة المصرية القديمة اقترن اسمها بعطر خاص جمعت مكوّناته بنفسها من الأزهار البرّية النادرة. طبعا هذا كله أصبح تاريخاً. لكن من يتخيّل أن العطور التي كانت تضعها بلقيس وحتشبسوت وكليوباترا ونابليون وغيرهم من الشخصيات التاريخية يمكن أن يعاد بعثها وتصنيعها هذه الأيّام بنفس مكوّناتها ونِسَبِها التي كانت عليها قبل آلاف السنين؟ ليس هذا فحسب، بل لقد أصبح بإمكان التكنولوجيا الحديثة وشركات صنع العطور إعادة إحياء رائحة زهرة نادرة، حتى عندما تكون الزهرة قد انقرضت منذ مئات السنين. في المقال المترجم التالي، تلقي الكاتبة كورتني همفريز الضوء على محاولات العلماء الغوص في "الماضي الشمّي" للإنسان واستعادة روائح التاريخ. هل يمكنك تصوّر انك يمكن فعلا أن تشمّ رائحة الماضي؟ الحقيقة أن التكنولوجيا على وشك أن تجعل ذلك أمرا ممكنا. والمؤرّخون والعلماء وشركات صنع العطور بدءوا يأخذون مأخذ الجدّ ...

أمام المرآة

صورة
هذه اللوحة اسمها فينوس أمام المرآة لرسّام عصر الباروك بيتر بول روبنز. المرآة تلعب دورا أساسيّا في اللوحة. فهي التي تعطي المرأة إحساسا بالهويّة والذات. لاحظ كيف أن الرسّام حجب معظم ملامحها عن الناظر بحيث لا يظهر وجهها إلا في المرآة الصغيرة التي يمسك بها الطفل. ثم إنها لا تنظر إلى وجهها في المرآة، بل تحدّق مباشرة في الناظر وكأنها تكشف له من خلال تلك النظرة عن جانب من ذاتها الحقيقية. من الناحية التقنية، تُظهر اللوحة براعة روبنز في تصوير العضلات وانثناءات الجسد وفي اختيار الألوان وقيم الضوء والظلّ المناسبة التي تعكس تفاصيل جسد الأنثى التي ترمز لـ فينوس إلهة الجمال القديمة. واللوحة تذكّر بلوحتين أخريين مشهورتين تلعب فيهما المرآة أيضا دورا رئيسيا، الأولى لـ فيلاسكيز و الثانية لـ تيشيان. المرآة كانت وما تزال موضوعا مفضّلا في الرسم. وهناك العشرات، بل المئات من الأعمال الفنّية التي تشكّل المرآة عنصرا أساسيا فيها. لكن لماذا كلّ هذا الاهتمام بالمرآة في الفنّ والأدب والفلسفة؟ السبب يتمثّل في حقيقة أن ابتكار المرآة كان نقطة تحوّل مهمّة في نظرة الإنسان إلى نفسه ووعيه بذاته لأنها جعلته في حالة موا...