عبَق التاريخ
تذكر بعض المصادر التاريخية أن بلقيس ملكة سبأ عندما ذهبت لزيارة الملك سليمان حوالي القرن العاشر قبل الميلاد حملت له معها عددا من الهدايا الثمينة كان من ضمنها بعض العطور النادرة والنفيسة. كما يقال أن حتشبسوت الملكة المصرية القديمة اقترن اسمها بعطر خاص جمعت مكوّناته بنفسها من الأزهار البرّية النادرة. طبعا هذا كله أصبح تاريخاً. لكن من يتخيّل أن العطور التي كانت تضعها بلقيس وحتشبسوت وكليوباترا ونابليون وغيرهم من الشخصيات التاريخية يمكن أن يعاد بعثها وتصنيعها هذه الأيّام بنفس مكوّناتها ونِسَبِها التي كانت عليها قبل آلاف السنين؟ ليس هذا فحسب، بل لقد أصبح بإمكان التكنولوجيا الحديثة وشركات صنع العطور إعادة إحياء رائحة زهرة نادرة، حتى عندما تكون الزهرة قد انقرضت منذ مئات السنين. في المقال المترجم التالي، تلقي الكاتبة كورتني همفريز الضوء على محاولات العلماء الغوص في "الماضي الشمّي" للإنسان واستعادة روائح التاريخ. هل يمكنك تصوّر انك يمكن فعلا أن تشمّ رائحة الماضي؟ الحقيقة أن التكنولوجيا على وشك أن تجعل ذلك أمرا ممكنا. والمؤرّخون والعلماء وشركات صنع العطور بدءوا يأخذون مأخذ الجدّ ...