فجر الإنسان
حدث هذا منذ آلاف السنين. وفي رواية أخرى منذ ملايين السنين. وبعض العلماء، واعتمادا على عدد وافر من الأبحاث والدراسات، يُرجِعون بداية القصّة الملحمية لوجود الإنسان على الأرض إلى ما قبل حوالي خمسة ملايين عام. في البداية، لا نعرف سوى القليل جدّا عن أسلافنا من البشر الأوائل. لم نرَ صورهم ولا هيئاتهم. لكنْ في أعمق طبقة من طين تربة قديمة وُجدت قطع من عظامهم. كانت هذه القطع مدفونة وسط هياكل عظمية محطّمة لحيوانات أخرى اختفت منذ زمن طويل من على وجه الأرض. وقد اخذ علماء الأنثروبولوجيا هذه العظام، واستطاعوا إعادة بناء هيئات أسلافنا الأوائل بدرجة معقولة من الدقّة. الأجداد الأوّلون للجنس البشري كانوا صغار البُنية؛ اصغر بكثير ممّا نبدو اليوم. وقد لوّنت حرارة الشمس اللاهبة ورياح الشتاء اللاذعة جلودهم وأضفت عليها لونا بنّيا داكنا. كانت أصابعهم رفيعة جدّا، لكنّها قويّة. وكانت جباههم منخفضة وأسنانهم تشبه أنياب الحيوانات البرّية. لم يكونوا يرتدون ملابس، ولم يكونوا قد رأوا النار بعد، عدا لهب البراكين الهادرة التي كانت تملأ الأرض بالدخان والحمم البركانية. كان أسلافنا الأوائل يعيشون في الغابات الشاسعة، مثلما...