المشاركات

عرض المشاركات من مارس 4, 2012

فجر الإنسان

صورة
حدث هذا منذ آلاف السنين. وفي رواية أخرى منذ ملايين السنين. وبعض العلماء، واعتمادا على عدد وافر من الأبحاث والدراسات، يُرجِعون بداية القصّة الملحمية لوجود الإنسان على الأرض إلى ما قبل حوالي خمسة ملايين عام. في البداية، لا نعرف سوى القليل جدّا عن أسلافنا من البشر الأوائل. لم نرَ صورهم ولا هيئاتهم. لكنْ في أعمق طبقة من طين تربة قديمة وُجدت قطع من عظامهم. كانت هذه القطع مدفونة وسط هياكل عظمية محطّمة لحيوانات أخرى اختفت منذ زمن طويل من على وجه الأرض. وقد اخذ علماء الأنثروبولوجيا هذه العظام، واستطاعوا إعادة بناء هيئات أسلافنا الأوائل بدرجة معقولة من الدقّة. الأجداد الأوّلون للجنس البشري كانوا صغار البُنية؛ اصغر بكثير ممّا نبدو اليوم. وقد لوّنت حرارة الشمس اللاهبة ورياح الشتاء اللاذعة جلودهم وأضفت عليها لونا بنّيا داكنا. كانت أصابعهم رفيعة جدّا، لكنّها قويّة. وكانت جباههم منخفضة وأسنانهم تشبه أنياب الحيوانات البرّية. لم يكونوا يرتدون ملابس، ولم يكونوا قد رأوا النار بعد، عدا لهب البراكين الهادرة التي كانت تملأ الأرض بالدخان والحمم البركانية. كان أسلافنا الأوائل يعيشون في الغابات الشاسعة، مثلما...

خطوط وألوان

صورة
بوريس كستودييف، زوجة التاجر، 1918 صورة جميلة لامرأة روسية حسناء تضجّ ملامحها بعلامات الصحّة والعافية. الألوان الصفراء والزهرية والزرقاء للخلفية الطبيعية في اللوحة تبدو متناغمة مع بشرة المرأة وملابسها ذات الألوان البنفسجية والبيضاء. تفاصيل اللوحة، بما فيها الشاي والسماور والكعك والفاكهة والقطّة، هي عبارة عن مهرجان باذخ من الألوان البهيجة والساطعة. المرأة الشابّة تجلس قبالة الناظر بينما ترتدي فستانا من البنفسج يزيّن أطرافه العلوية شريط من الدانتيل الفاخر. وفي الخلفية يظهر منظر من مدينة روسية مع قباب وكنيسة وأشجار. ملامح ومظهر المرأة يشيان بخلفيّتها الاجتماعية. بشرتها البضّة تشعّ على المائدة. إنها غضّة ونضرة مثل الفاكهة التي أمامها. وهي لا تنظر مباشرة إلى المتلقّي، بل تبدو في حالة تأمّل بينما ترتشف الشاي في هذا الركن الهادئ من شرفة المنزل. أدوات وأواني الشاي المتعدّدة على المائدة هي من الملامح التي تميّز هذه اللوحة. المعروف أن الشاي دخل روسيا في بداية القرن السابع عشر عندما قام احد خانات المغول بإهداء القيصر ميخائيل رومانوف بعض أعشاب الشراب. ومع مرور الوقت ترسّخت عادة شرب الشاي في روسيا. ...

رسالة حبّ إلى لوحة

صورة
بعض اللوحات ترفض أن تبقى ساكنة على الحائط. الأشخاص فيها ينزلقون إلى خارج الإطار، يلغون اللحظة الثابتة في الصورة ويدفعوننا إلى تخيّل أحوالهم وقصص حياتهم. وعلى غرار رواية ايريس موردوك عن لوحة تيشيان الحبّ المقدس والحبّ الدنيوي، و رواية تريسي شيفالييه عن لوحة فيرمير الفتاة ذات القرط اللؤلؤي، تتتبّع مؤرّخة الفنّ كارولا هيكس في كتابها فتاة بفستان اخضر ، تاريخ إحدى أكثر اللوحات في العالم شهرة وغموضا. وهيكس تستخدم مهارتها في الطبّ الشرعي في محاولة لفكّ غموض هذه اللوحة وتروي كيف أنها نجت، طوال أكثر من أربعة قرون، من الحرائق والمعارك والرحلات البحرية الخطرة. كما تتحدّث عن دور اللوحة بوصفها مرآة تعكس ثقافة وتاريخ الزمن الذي ظهرت فيه. بورتريه الزوجين ارنولفيني للرسّام الهولندي يان فان آيك يحيّر كلّ من يراه. الخبراء والعامّة، على حدّ سواء، يتساءلون عن معنى هذا الجوهرة المؤرّقة من فنّ القرون الوسطى. الزوجان الغامضان في اللوحة يبدو أنهما ينقلان لنا رسالة من وراء القرون. لكن ما هي؟ هل اللوحة احتفال بالزواج أو الحمل؟ محاولة لإحياء ذكرى زوجة شابّة توفّيت أثناء ولادتها لطفلها؟ بيان عن الموضة في ذلك ا...