قصّة من الإلياذة
تروي ملحمة الإلياذة قصصا لآلهة وأنصاف آلهة يخوضون غمار المعارك جنبا إلى جنب مع أبطال من البشر. وبالنسبة لليونانيين القدماء، كانت الملحمة بمثابة الكتاب المقدّس عن الرجولة والشجاعة الذكورية. وبينما تصف الملحمة مشاهد الحرب وتدخّلات الآلهة التي تثبت أن القدَر قوّة لا مفرّ منها، فإنها تحتوي أيضا على دروس أخلاقية عميقة من خلال تناولها موضوعات مهمّة، مثل الشرف وتحقيق المجد وقبول المرء لمصيره أو قدَره وفهم التكاليف الرهيبة للحرب. وعلى الرغم من هذه السمات التي تميّز الإلياذة باعتبارها ملحمة أدبية ذات أبعاد إلهية، فإن قصيدة هوميروس هي أيضا قصّة إنسانية بعمق. ويصدق هذا الوصف خاصّة على قصّة هيكتور وأندروماشي المأساوية. كان هيكتور، أمير طروادة، أعظم بطل بين الطرواديين خلال الحرب التي استمرّت عقدا من الزمن مع اليونانيين. أما أندروماشي فكانت أميرة وزوجة لهيكتور. وكان لديهما ابن رضيع. ويصف بعض المؤرّخين أندروماشي بأنها كانت ذات عينين لامعتين وقوام طويل، متواضعة وحكيمة وعفيفة وساحرة. كانت هذه المرأة قد عانت من مآسٍ شخصية هائلة، حيث قُتل معظم أفراد عائلتها وأحبّائها على يد اليونانيين. وق...