فنّ العزلة
"كلّما كان العقل قويّاً، كلّما كان أكثر ميلا إلى العزلة" – آلدوس هاكسلي ، كاتب وروائي بريطاني أكثر الناس هذه الأيّام لا يتحسّرون أو يندمون على نعمة الترابط والتواصل التي أتاحتها وسائل الاتصال الحديثة بين الناس من مختلف البلدان والثقافات. لكن من وقت لآخر يحتاج الإنسان لأن يخطو إلى الوراء قليلا ويلتمس لنفسه شيئا من العزلة يصرفها في التأمّل والقراءة والبعد عن صخب وتشوّش العالم. بعض الناس يفضّلون الجلوس أمام البحر والبعض الآخر يفضّلون المشي والتأمّل ومن ثمّ الكتابة أو قراءة كتاب مفيد. وهناك من يفضّل أن يقضي أيّاما أو أسابيع في عزلة في الصحراء أو في جزيرة بعيدة مدفوعا بالرغبة في أن يعيش دون قيود أو قواعد تكبّله أو تلزمه بالتصرّف بطريقة محدّدة. والحقيقة أن الإنسان لا يحتاج لأن يكون راهبا أو ناسكا كي يجد العزلة ويستمتع بها ويكتشف منافعها. وهناك من يرى بأن العزلة، خصوصا في هذه الأيّام، هي ضرورة ملحّة لأكثر من سبب. فهي تنتشلنا من سطوة الجموع وتعيدنا إلى ذواتنا الحقيقية لبعض الوقت. وفي العزلة فقط يمكن أن نجد الاستنارة الروحية ونكتشف قيمة الصمت ونستلهم أعظم الأفكار وأعم...