على خُطى بابَر
تُوصف مذكّرات ظهير الدين محمّد، المعروف بالسلطان بابَر (1483-1530)، بأنها إحدى أكثر السير الذاتية شهرةً في الأدب العالمي. وتكشف تلك المذكّرات أن بابر لم يكن مجرّد محارب بارع، بل كان أيضا مثقّفا وشاعرا وفنّانا ومتذّوقا لجمال الطبيعة. المؤرّخ ويليام دالريمبل كتب مقدّمة للطبعة الأخيرة من مذكّرات بابر، مؤسّس سلالة المغول في الهند وأوّل إمبراطور لها. هنا ترجمة مختصرة لبضع فقرات مختارة منها. ❉ ❉ ❉ في مطلع القرن السادس عشر، بدا العالم الإسلامي مختلفا تماما عمّا كان عليه في أيّام عصره الذهبي. كانت الخلافة العباسيّة في بغداد قد انهارت بعد أن دمّرها المغول. ولم تعد إسبانيا الإسلامية موجودة إلا في الذاكرة بعد سقوط آخر معقل عربي في غرناطة قبل ذلك بقرن. ولم تعد مصر موطنا للفاطميين، بل أصبحت الآن تحت سيطرة سلالة من الجنود العبيد تُسمّى المماليك. كما سقطت القسطنطينية في أيدي العثمانيين الذين احتلّوا أوروبّا الشرقية. وكانت إيران قد وقعت للتوّ تحت حكم سلالة شيعية تُعرف باسم الصفويين. في حوالي ذلك الوقت، وبالتحديد في عام 1526، هبط ظهير الدين بابر، وهو أمير تيمو...