المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر 27, 2009

نوم أقلّ وأحلام أكثر

صورة
محزن أن يتوقف كاتب مبدع ومؤثر جدّا عن الكتابة بشكل نهائي. الروائي الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيث كتب منذ أيّام وصيّته الأخيرة وضمّنها ما يمكن أن يكون ملخّصا لفلسفته ونظرته إلى الحياة. والملاحظ أن تلك الرسالة انتشرت على نطاق واسع على الانترنت وترجمت إلى مختلف اللغات. سبب تقاعد الروائي الكبير عن الكتابة يعود إلى انه يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية الذي يبدو انه دخل مراحله الأخيرة مع بلوغه سنّ الحادية والثمانين، ما زاد من معاناة الكاتب وقيّد حركته كثيرا. في فترة ما ابتعت ثلاثا من روايات ماركيث: "مائة عام من العزلة" و"خريف البطريرك" و"يوميات موت معلَن". قرأت الأولى بمتعة لا توصف، بينما نحّيت الروايتين الأخريين جانبا بانتظار توفّر الوقت الكافي لقراءتهما وهو أمر لم يتحقّق حتى الآن للأسف. "مائة عام من العزلة" رواية ملحمية عظيمة ويصحّ أن يقال إنها سجلّ مبهر لجوانب من تاريخ وثقافة وأساطير أمريكا اللاتينية. وبعض النقاد يصفها بأنها أشهر وأفضل رواية كتبت بالاسبانية في جميع العصور. وربّما لا يتفوّق عليها في الشهرة سوى رواية دونكيشوت لـ ثيرفانتيس. بالنسبة لـ ...

الفنّ الاستشراقي: يقظة بعد سُبات

صورة
الفنّ الاستشراقي يعيش الآن حياة ثانية في بلدان الشرق الأوسط بعد فترة طويلة من موت هذا الفنّ في موطنه الأصلي، أي أوربّا. بدأ الاهتمام بالفنّ الاستشراقي مع حملة نابليون على مصر في العام 1798م. وجاء ازدهاره الحقيقي بعد 40 عاما من ذلك التاريخ. والفضل يعود إلى انتشار خطوط السكك الحديد وتخفيف القيود المفروضة على السفر والتجارة. بعض الفنّانين الاستشراقيين كانوا يرسمون أعمالهم في عين المكان. لكن مع ازدياد شعبية هذا النوع من الرسم، استطاع آخرون رسم لوحات استشراقية دون أن يغادروا أوطانهم. كانوا ببساطة يستخدمون الكتب المرجعية ويستعينون بنساء من بيئاتهم المحلية يلبسونهنّ ثيابا واكسسوارات مستوردة من بلدان الشرق. المواضيع التي كانوا يفضّلون رسمها كانت الحصان وسوق الرقيق والمسجد وطبيعة الأرض والخلفاء والمؤذّنين وعبيد النوبة والجنود. وكان هناك موضوع مفضّل آخر يتمثّل في الحريم والمحظيات شبه العاريات. كلّ هذا كان يُرسم بتفاصيل دقيقة وبأسلوب شديد الواقعية عُرف بالأسلوب الأكاديمي الذي ساد في أوربا لعدّة قرون وانتهى تماما مع مجيء المدرسة الانطباعية. ومع نهاية القرن التاسع عشر، أصبحت الصور الأكاديمية تتمتّ...