نوم أقلّ وأحلام أكثر
محزن أن يتوقف كاتب مبدع ومؤثر جدّا عن الكتابة بشكل نهائي. الروائي الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيث كتب منذ أيّام وصيّته الأخيرة وضمّنها ما يمكن أن يكون ملخّصا لفلسفته ونظرته إلى الحياة. والملاحظ أن تلك الرسالة انتشرت على نطاق واسع على الانترنت وترجمت إلى مختلف اللغات. سبب تقاعد الروائي الكبير عن الكتابة يعود إلى انه يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية الذي يبدو انه دخل مراحله الأخيرة مع بلوغه سنّ الحادية والثمانين، ما زاد من معاناة الكاتب وقيّد حركته كثيرا. في فترة ما ابتعت ثلاثا من روايات ماركيث: "مائة عام من العزلة" و"خريف البطريرك" و"يوميات موت معلَن". قرأت الأولى بمتعة لا توصف، بينما نحّيت الروايتين الأخريين جانبا بانتظار توفّر الوقت الكافي لقراءتهما وهو أمر لم يتحقّق حتى الآن للأسف. "مائة عام من العزلة" رواية ملحمية عظيمة ويصحّ أن يقال إنها سجلّ مبهر لجوانب من تاريخ وثقافة وأساطير أمريكا اللاتينية. وبعض النقاد يصفها بأنها أشهر وأفضل رواية كتبت بالاسبانية في جميع العصور. وربّما لا يتفوّق عليها في الشهرة سوى رواية دونكيشوت لـ ثيرفانتيس. بالنسبة لـ ...