عوالم مثالية
تحدّث الفلاسفة والشعراء منذ القدم عن نقص الحياة أو عدم كفايتها. بمعنى أن الحياة بطبيعتها ناقصة ومؤقّتة ومعيبة بما لا يسمح للإنسان أن يستمتع بها ويعيش فيها بحرّية وسعادة. هذا الشعور قديم جدّا. وهو كان وما يزال ملازما لوعي الإنسان منذ آلاف السنين ومادّة لتأمّل الكثير من الكتّاب والمفكّرين. الزعماء الدينيون والروحانيون أدركوا انشغال الإنسان بهذه القضيّة منذ الأزل، لذا تحدّثوا عن شكل من أشكال الحياة بعد الموت؛ عن يوتوبيا أو فردوس من نوع ما، يمكن أن يحقّق للإنسان حياة كاملة ومثالية. وفي الحقيقة، كلّ الأديان تتمحور حول هذه الفكرة بالذات، وهي أن هذه الحياة ناقصة ومؤقّتة. ووظيفة الدين في هذه الحالة تتمثّل في محاولة تقديم حلّ لهذه الإشكالية، هو عبارة عن وعد بحياة أفضل تتجاوز القبر وتَعِد الإنسان بالسعادة والحرّية والخلود. البعض يُرجعون بعض أسباب تعاسة الإنسان إلى الصراعات التي يغرق فيها العالم وإلى شيوع الظلم والطمع والصراع والأنانية على امتداد تاريخ البشرية الطويل. ولهذا السبب وغيره، أصبح الكثيرون يلحّون في التساؤل عن معنى الحياة أو الجدوى منها. هناك من يرى أن نقص الحياة أو ع...