الفيلسوف والذئب
بعض الدراسات تشير إلى أن الآسيويين الشرقيين كانوا أول من دجّن الذئاب وأن حيواناتهم الأليفة والمخلصة تبعتهم في رحلتهم الطويلة والباردة إلى ارض العالم الجديد. لكن لماذا أراد البشر الأوائل ترويض الذئاب وتحويلها إلى كلاب؟! قد يكون للأمر علاقة بتوق الإنسان الغريزيّ في أن يجعل الحيوانات تتصرّف على هواه ووفقا لمشيئته، وليس تبعا لطبيعتها الخاصّة التي خُلقت عليها. الذئب يتمتّع، ربّما أكثر من أيّ حيوان آخر، بحضور قويّ في الحكايات والقصص الشعبيّة منذ أقدم العصور. أحيانا يُصوّّر كمخلوق شرّير، وأحيانا كمحسن غامض أو كقوّة مهدّدة في الظلام. فخامة الذئب وعنفه وصمته وعواؤه ظلّت دائما مصدر ولع للإنسان. في هذا الكتاب بعنوان "الفيلسوف والذئب: دروس من البرّية عن الحبّ والموت والسعادة"، يصوّر الكاتب والأكاديميّ مارك رولاندز الذئاب كمخلوقات بطوليّة ونقيّة ونبيلة، ما يجعل كلّ البشر يبدون سيّئين. رولاندز هو أستاذ فلسفة عاش مع شبل ذئب يُدعى "برينين" لأكثر من عشر سنوات، أو بدقّة أكبر، عاش الذئب معه وتدرّب إلى أن أصبح حيوانا مطيعا ومستأنسا. والكتاب هو عبارة عن مذكّرات فلسفي...