المشاركات

عرض المشاركات من يونيو 9, 2013

الفيلسوف والذئب

صورة
بعض الدراسات تشير إلى أن الآسيويين الشرقيين كانوا أول من دجّن الذئاب وأن حيواناتهم الأليفة والمخلصة تبعتهم في رحلتهم الطويلة والباردة إلى ارض العالم الجديد. لكن لماذا أراد البشر الأوائل ترويض الذئاب وتحويلها إلى كلاب؟! قد يكون للأمر علاقة بتوق الإنسان الغريزيّ في أن يجعل الحيوانات تتصرّف على هواه ووفقا لمشيئته، وليس تبعا لطبيعتها الخاصّة التي خُلقت عليها. الذئب يتمتّع، ربّما أكثر من أيّ حيوان آخر، بحضور قويّ في الحكايات والقصص الشعبيّة منذ أقدم العصور. أحيانا يُصوّّر كمخلوق شرّير، وأحيانا كمحسن غامض أو كقوّة مهدّدة في الظلام. فخامة الذئب وعنفه وصمته وعواؤه ظلّت دائما مصدر ولع للإنسان. في هذا الكتاب بعنوان "الفيلسوف والذئب: دروس من البرّية عن الحبّ والموت والسعادة"، يصوّر الكاتب والأكاديميّ مارك رولاندز الذئاب كمخلوقات بطوليّة ونقيّة ونبيلة، ما يجعل كلّ البشر يبدون سيّئين. رولاندز هو أستاذ فلسفة عاش مع شبل ذئب يُدعى "برينين" لأكثر من عشر سنوات، أو بدقّة أكبر، عاش الذئب معه وتدرّب إلى أن أصبح حيوانا مطيعا ومستأنسا. والكتاب هو عبارة عن مذكّرات فلسفي...

شاغال الحالم

صورة
الضوء اللازوردي المنعكس على المنحدرات الواقعة فوق شاطئ الريفييرا الفرنسية يُضفي على الطبيعة هناك ألقا شفّافا. الصخور تبدو مرصّعة بالذهب، والأزهار تتفتّح مثل قطرات ماء على قماش، وحتى العشب يتموّج بخضرة مضاعَفة. هذا الضوء يتملّك الإنسان أيضا ويستولي على مشاعره. وبالنسبة للرسّام مارك شاغال، كان هذا احتفالا دينيّا يوميّا بالألوان وتماهياً مع كلّ هو طبيعيّ وبريء ومدهش. المشي على الأقدام كان جزءا من روتين شاغال طوال حياته. كان يحبّ الريف أكثر من المدينة. ومنذ عام 1950، عاش في "فونس"، وهي بلدة ريفية قديمة من أصول رومانية تطفو فوق جبال الألب. كان كلّ يوم يخرج من حديقة منزله المطليّة جدرانه باللون الأبيض، ويمرّ من أمام أشجار البرتقال والسرو والزيتون تحت وهج الشمس الحارّة، ثم يعبر عددا من المسارات الصخرية التي تصطفّ على جانبيها الأزهار. وبعد ساعة يظهر ثانية وقد علت جبينه الشاحب حبّات عرق أشبه ما تكون باللؤلؤ. وفي تلك الأثناء يكون قد نال قسطا من الانتعاش وأصبح جاهزا للعمل. كان شاغال يحبّ الحياة بفرح. وبالنسبة له، أن تشمّ رائحة الفواكه الرطبة وتسمع طقطقة الأشجار في الغابات ...