المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر 1, 2009

وجوه

صورة
نصادف كلّ يوم الكثير من الوجوه ذات الملامح والقَسَمَات المختلفة. بعضها نألفه ونرتاح له بسرعة. والبعض الآخر قد نتوجّس وننفر منه دونما سبب واضح. والبعض الثالث قد لا يلفت انتباهنا كثيرا لأن ملامحه محايدة ولأنها قد لا تقول لنا الكثير عن صاحبه. الوجوه كانت موضوعا فتن الإنسان منذ القدم. وهناك رسومات على الصخر وعلى جدران الكهوف في استراليا وأفريقيا وأوربا والأمريكتين تصوّر وجوها بشرية يعود تاريخها إلى أزمنة موغلة في القدم. ملامح الوجه يمكن أن تكون المفتاح الذي نستطيع من خلاله قراءة الإنسان ومعرفة بعض سماته الشخصية. قد يكون السبب أن الوجه هو أوّل ما تقع عليه أعيننا في الآخرين. وقد ثبت علميا أن هناك جزءا في الدماغ مهمّته قراءة الصور التي تراها العين ومن ثم تحويلها إلى نوع من الإدراك والاستجابة. وذلك الجزء هو المسئول عن الانطباعات الأوّلية التي نكوّنها عادةً عن شخص معيّن اعتماد على ملامح وجهه. وأنت تمشي في مكان عام يزدحم بالعشرات من الناس، قد تقع عيناك على شخص ما قد يكون رجلا أو امرأة. يستوقفك وجهه, تتأمّل الملامح فتستيقظ في لاوَعْيك فجأة صورة قريب أو صديق قديم لم تره منذ وقت طويل. وتزامنا مع ال...

طبيعة الأشياء

صورة
بعض الصور تخدع أحيانا. وبعضها تفتح أمام المتلقي أبوابا لاحتمالات شتّى. تنظر إلى لوحة ما فيتشكّل في ذهنك انطباع معيّن. غير انك تكتشف بعد قليل أن المعنى في مكان آخر. اللوحة فوق اسمها "كيمون و بيرو" للرسّام الفرنسي جان باتيست غروز. وفيها نرى رجلا مسنّا وشبه عار وهو يرضع من ثدي امرأة. المشهد يبدو غريبا وغير مألوف. ولا يمكن فهمه دون قراءة القصّة التي يستند إليها. في روما القديمة حُكم على رجل عجوز بالسجن بسبب جناية ارتكبها. كان اسمه "كيمون" وكان عليه أن يقضي فترة مفتوحة في سجن انفرادي وأن يُمنع عنه الطعام والشراب إلى أن يموت جوعا. وكانت للرجل ابنة وحيدة تدعى "بيرو" كانت تزوره سرّا لترضعه من حليب صدرها. كان السجّانون يراقبون تصرّف المرأة مع أبيها بكثير من التعجّب والدهشة. ولأن هذا المنظر تكرّر أمامهم أكثر من مرّة، فقد تأثروا بما كانوا يرونه. ويقال إنهم في النهاية اخلوا سبيل العجوز بعدما رأوه من برّ ابنته به وإشفاقها عليه. هذه القصّة ذاعت على نطاق واسع في العصور التالية وجاء ذكرها على ألسنة العديد من الشعراء والمؤرّخين الذين رأوا فيها مثالا عاليا في الإنسانية والن...