وجوه
نصادف كلّ يوم الكثير من الوجوه ذات الملامح والقَسَمَات المختلفة. بعضها نألفه ونرتاح له بسرعة. والبعض الآخر قد نتوجّس وننفر منه دونما سبب واضح. والبعض الثالث قد لا يلفت انتباهنا كثيرا لأن ملامحه محايدة ولأنها قد لا تقول لنا الكثير عن صاحبه. الوجوه كانت موضوعا فتن الإنسان منذ القدم. وهناك رسومات على الصخر وعلى جدران الكهوف في استراليا وأفريقيا وأوربا والأمريكتين تصوّر وجوها بشرية يعود تاريخها إلى أزمنة موغلة في القدم. ملامح الوجه يمكن أن تكون المفتاح الذي نستطيع من خلاله قراءة الإنسان ومعرفة بعض سماته الشخصية. قد يكون السبب أن الوجه هو أوّل ما تقع عليه أعيننا في الآخرين. وقد ثبت علميا أن هناك جزءا في الدماغ مهمّته قراءة الصور التي تراها العين ومن ثم تحويلها إلى نوع من الإدراك والاستجابة. وذلك الجزء هو المسئول عن الانطباعات الأوّلية التي نكوّنها عادةً عن شخص معيّن اعتماد على ملامح وجهه. وأنت تمشي في مكان عام يزدحم بالعشرات من الناس، قد تقع عيناك على شخص ما قد يكون رجلا أو امرأة. يستوقفك وجهه, تتأمّل الملامح فتستيقظ في لاوَعْيك فجأة صورة قريب أو صديق قديم لم تره منذ وقت طويل. وتزامنا مع ال...