المشاركات

عرض المشاركات من مارس 10, 2013

محاكمة رسّام

صورة
يقال إن اسمه الأصلي باولو كالاريو أو باولو غابرييلي. لكنّ الاسم الذي أصبح معروفا به هو باولو فيرونيزي "نسبة إلى مدينة فيرونا الايطالية" التي ولد فيها عام 1528م. نحن الآن في ربيع عام 1573، وفيرونيزي يعكف على رسم صورة ضخمة لتزيّن دير سان باولو جيوفاني في فينيسيا. بالنسبة إلى البعض، كانت فينيسيا في ذلك الوقت مدينة التجارة البحرية والإصلاح الكنسيّ المضادّ، وبالنسبة للبعض الآخر كانت عبارة عن مأخور كبير. المهمّة التي أسندت إلى فيرونيزي كانت محدّدة سلفاً: رسم لوحة تصوّر العشاء الأخير للمسيح. وقيل للرسّام إن اللوحة يجب أن تبهج النفس وتروق للعين، تماما مثل لوحته الأخرى زواج في قانا المعلّقة في دير سان جورجيو ماجيوري. في ذلك الوقت، كان فيرونيزي قد أصبح مشهورا. وكان بالإضافة إلى كلّ من تيشيان وتينتوريتو يمثّلون روّاد ما عُرف بعصر النهضة الشمالية. وهؤلاء الثلاثة كان لهم تأثير واسع على الرسّامين الذين أتوا في ما بعد، مثل روبنز وفيلاسكيز وديلاكروا وسيزان. كان فيرونيزي معروفا باستخدامه الفخم للألوان وبواقعية رسوماته. وبعض النقّاد وصفوا أعماله بأنها حلوى غنيّة بالدسم ومهرجانا...

الجَمال في الثقافة العربية

صورة
في كتابها بعنوان الجمال في الثقافة العربية ، تقدّم دوريس بيرنز أبو سيف أستاذة الدراسات الشرقية والأفريقية والعمارة الإسلامية دراسة بانورامية عن مفاهيم الجمال في الثقافة العربية الكلاسيكية وما بعد الكلاسيكية في القرن الخامس عشر. وتستند المؤلّفة في دراستها عن الموضوع إلى نصوص عربية شتّى من الفلسفة واللاهوت والتصوّف والشعر والنقد الأدبي، فضلا عن مصادر تاريخية مختلفة وحكايات من ألف ليلة وليلة. تشير المؤلّفة في مقدّمة الكتاب إلى أن الفكر العربي الإسلاميّ اهتمّ بوضع قواعد للجمال مستقلّة عن المعايير الأخلاقية أو الدينية. وكان يُنظر إلى العمل الفنّي، من شعر وخطّ وموسيقى ومعمار وفنون زخرفية، بمعزل عن الارتباطات الدينية والغيبية. ومع ذلك كان للجمال مكان بارز في الفكر الدينيّ. كما أن التقاليد العربية الإسلامية تنظر إلى جمال الكون، كما يؤكّد على ذلك القرآن الكريم، وإلى الإعجاز الأدبيّ للنصّ القرآني نفسه، كدليل دامغ على القدرة الإلهية. وتحت تأثير الفكر اليوناني، تعامل الفلاسفة والمتصوّفة وعلماء الدين المسلمون مع العلاقة بين الجمال والحبّ بوصفها العامل الأساس في حركة الكون، كما أن الت...