المشاركات

عرض المشاركات من يونيو 5, 2005

الشعور الجمعي

صورة
أمس، كان هناك ريبورتاج مصوّر في إحدى الفضائيات عن مظاهر الحياة في أحد بلدان الشرق الأقصى. في الطرق وفي أماكن العمل والنشاط العام، كانت وجوه الناس متهلّلة مستبشرة.. وفي الشوارع، كانت السيارات تتحرّك بسهولة وانسيابية بالرغم من حالة الازدحام في أعداد المركبات والناس. النظافة والترتيب والنظام كانت ثلاث سمات أساسية تختصر، بحقّ، عنوان المشهد بأكمله. انتقلت الكاميرا بعد ذلك لتسجّل منظرا معبّرا استرعى انتباهي.. كانت هناك خمس فتيات تتراوح أعمارهن ما بين الثانية عشرة والخامسة عشرة. وقد أخرجت إحداهن من متاعها رغيفا وشرعت بتقطيعه ثم وزّعته على رفيقاتها واحدة تلو الأخرى. وفي النهاية لم يبق من الرغيف سوى قطعة صغيرة. في الحقيقة كانت تلك هي القطعة الأصغر. وقد احتفظت بها لنفسها. ثم توالت مشاهد أخرى لأفراد ومجموعات من الرجال والنساء يعملون بطريقة سلسة ومنظمة داخل مكاتب وغرف بدت نظيفة وأنيقة ومرتّبة. ومن خلال الأحاديث والتعليقات المتبادلة في ما بينهم، يلمس المرء كمّية الانسجام والسلام التي تسود علاقات الأفراد وتطبع مبادلاتهم. دفعتني تلك المشاهد إلى عقد مقارنة بين حال ذلك المجتمع الذي توفّر على قدر كبير م...

يوميات ماليزية - 8

صورة
عند وصولنا إلى مطار كوالالمبور قادمين من لنكاوي، تقدّم نحونا شاب صغير في حوالي السادسة عشرة من عمره بدا من ملامحه انه من أهل الملايو. سألنا: انتم من أين؟ قلنا: من السعودية. ثم قال بلغة عربية مكسّرة: اسمي ذو الكفل. هذا اسم شائع كثيرا في ماليزيا. أنا مسلم والحمد لله، وأطمع في زيارة مكة والمدينة، وأامنية حياتي هي أن أتعلم تجويد وتلاوة المصحف الشريف على يد الشيخ عبدالرحمن السديس. قلت: أنعم وأكرم. لكن لماذا لا تتعلم قراءة القرآن هنا في بلدكم، فأنا اعلم أن عندكم من المقرئين والمشايخ الكثر ما يجعلكم تزهون بهم على كافّة مقرئي ومشايخ العالم الإسلامي تفقّها وعلما وتسامحا وسعة أفق. كنت أريد أن اشرح له كيف أن ثقافتهم تتّسم بالتنوّع والتسامح والتعدّدية الدينية والعرقية، بما يجعلهم اكثر الناس حرصا على ألا يخالط أجواء التسامح تلك شئ من الأفكار التكفيرية والمتطرّفة التي ابتلي بها غيرهم من المسلمين. لكني خشيت ألا يفهمني، وفي اسوأ الأحوال أن يسئ فهمي، ففضّلت الصمت. وصلت الأمتعة أخيرا فقام بإنزالها وحمّلها في العربة ودفعها أمامنا. وعند البوابة الخارجية شكرته وأعطيته المقسوم. ودفعت إليه ببطاقتي ورجوته أن ...

يوميات ماليزية - 7

صورة
لنكاوي مدينة تتميّز بمنتجعاتها وشواطئها وغاباتها الجميلة. وهي بلا شكّ خيار الباحثين عن الهدوء والسكينة والتأمّل في بهاء الطبيعة. أجمل ما في لنكاوي غابات المانغروف الممتدّة على ضفاف بحيرات ذات مياه لازوردية لا يحدّها البصر. أخذنا القارب وتجوّلنا في أرجاء تلك الطبيعة الهادئة مستمتعين بالطقس الجميل والمناظر الخلابة. وفي نهاية الرحلة التي تستغرق ساعتين عادة، كان بإمكاننا رؤية قوارب حرس السواحل وهي تجوب الشاطئ المواجه، فيما لاحت على البعد معالم جزيرة تايلندية وسط البحر. وأهل لنكاوي ريفيون في الغالب ويتّسمون بالبساطة والطيبة والكرم. أماكن الجذب السياحية هنا كثيرة ومتعدّدة، لكن أهمّها منطقة زوّدت بكافة المرافق والتسهيلات اللازمة من بينها رحلة بالتليفريك (الكيبل كار) تأخذ السائح إلى قمة الجبل ليطلّ من ذلك العلوّ الشاهق على المدينة وشواطئها وغاباتها وجبالها الخضراء في مشهد مهيب. وقد لاحظنا حرص الماليزيين الكبير على "بيع" بلدهم للعالم الخارجي والترويج لما يصنعونه من سلع واعمال فنية ومصنوعات يدوية. وفي لنكاوي العديد من أماكن التسوّق التي تعرض احدث ما في السوق العالمية من سلع ومنتجات واب...