وجوه
هذه اللوحة رسمها بيكاسو لـ دورا مار، وهي المرأة التي ارتبط اسمه بها ورسمها مرارا في العديد من أعماله. الوجه في اللوحة ربّما يعني لك شيئا، وقد يثير في نفسك إحساسا أو ردّ فعل ما. غير أن بيكاسو رسم لوحات أخرى، لهذه المرأة ولغيرها، يغلب عليها الأسلوب التجريدي أو التكعيبي. وعندما تنظر إلى وجوه الأشخاص فيها قد يتشكّل لديك انطباع بأن الوجه في بعض تلك اللوحات لا يشبه وجه إنسان حقيقي. وجه الإنسان منذ القدم ظلّ يُعتبر ملمحا مميّزا وعلامة اجتماعية. ومنذ عصور ما قبل التاريخ، ومرورا بعصر النهضة، وانتهاءً بالعصر الحديث، كانت الوجوه، وما تزال، ركنا أساسيّاً في الفنّ. الفنّانون الذين يرسمون الوجوه إمّا يرسمونها في سياق سرديّ، وإما يستخدمونها على سبيل المجاز والاستعارة. وفي كلّ الأحوال، فإن الوجه المرسوم يتواصل مباشرة مع المتلقّي من خلال التعبيرات التي قد تكشف عن قصّة درامية أو عن حالة أو موقف انفعالي. وخلال عصر النهضة بالذات، ساد اعتقاد بأن المظهر الخارجي للإنسان، خاصّة تعبيرات وجهه، يعكس إلى حدّ كبير طبيعته الداخلية. الوجه هو أوّل ما نلاحظه في الأشخاص الذين نقابلهم كلّ يوم. وهو يقول لنا ا...