المشاركات

عرض المشاركات من يونيو 3, 2012

هيرمان هيسّه رسّاماً

صورة
أكثر الناس يعرفون هيرمان هيسّه كروائيّ وكاتب كبير. لكن القليلين هم من يعرفون أن صاحب "ذئب السهوب" و"سيدهارتا" وغيرهما من الأعمال الروائية العظيمة كان أيضا رسّاما. تجربة هيسّه في الرسم لعبت دورا مهمّا في تطوير لغته البصرية وفي تشكيل رؤيته وفهمه لوظيفة الفنّ وعلاقته بالأدب. وقد بدأ تحوّله إلى الرسم في مطلع أربعينات القرن الماضي في وقت كان يمرّ فيه بضغوط نفسية شديدة. أثناء الحرب العالمية الأولى، اتهمت الصحافة الألمانية هيسّه بأنه خائن لبلاده بسبب آرائه السلمية. كما تمّ حظر كتبه في ألمانيا. ومع ذلك واصل العمل من أجل السلام ونشر وثائق مناهضة للحرب تحت اسم مستعار هو اميل سنكلير. وبحلول عام 1917، أصبح هيرمان هيسّه منهكا بسبب الحرب والمشاكل الأسرية والصراعات الداخلية. وقد أرسله طبيبه الخاصّ إلى مصحّة نفسية، والتقى هناك بالدكتور جوزيف لانغ، وهو احد تلاميذ عالم النفس المشهور كارل يونغ. وعرّف لانغ هيسّه على الحكمة الباطنية للأديان القديمة ونصحه بالرسم. في ذلك الوقت، كتب هيسّه روايته ديميان، التي تكشف عن تأثره بتجربته في المصحّة النفسية. وفي عام 1919، انتقل الكاتب...

عن الكتُب والقراءة

صورة
يحدث أحيانا وأنت تقرأ نصّا أدبيّا لكاتب معيّن أن تثير القراءة سلسلة من الارتباطات الذهنية والشعورية، اعتمادا على موضوعات الكاتب وصوره. والأمر أشبه ما يكون بتزامن الحواسّ، إن جاز التشبيه. مثلا، كنت عندما اقرأ دستويفسكي أتذكّر على الفور رسومات فروبيل الشيطانية وصور روبليف الأيقونية وتشكيلات كاندينسكي التجريدية وبحار وسفن ايفازوفسكي المضطربة والغارقة. وأحيانا أتذكّر بعض موسيقى الملحّنين الروس الأكثر حداثة مثل شوستاكوفيتش وموسوريسكي وبروكوفييف وسترافنسكي. ومع أنني لا استسيغ موسيقى هؤلاء الأربعة لجفافها وطابعها الرياضي الصارم وخلوّها تقريبا من الأنغام السهلة التي تنجذب لها النفس وتنطبع سريعا في الذهن، إلا أنني أتصوّر أن موسيقاهم تتناغم كثيرا مع أجواء روايات دستويفسكي التي تتسم عادة بالتوتّر والعنف واليأس والخوف. وعندما اقرأ شيئا لـ تولستوي أتذكّر لا إراديا مناظر كرامسكوي وريبين ونيستيروف و إيساك ليفيتان ، وأحيانا أسمع من بين ثنايا بعض المقاطع أصداءً من موسيقى تشايكوفسكي وكورساكوف، وبدرجة اقلّ رحمانينوف . وأظنّ أن هذه الصور تنسجم كثيرا مع أجواء روايات تولستوي التي تثير مشاعر ع...

يوسوبوف: انقراض سُلالة

صورة
التاريخ مليء بالصُدف الغريبة والقصص الغامضة. ومن أغرب تلك القصص قصّة الأميرة زينيدا يوسوبوف، آخر أفراد سلالة يوسوبوف التي لعبت دورا مهمّا وحاسما في تاريخ روسيا. جدّ زينيدا الأكبر، أي مؤسّس عائلة يوسوبوف، هو الخان يوسف الذي كان حاكما لإحدى مناطق القوقاز في القرن السادس عشر. ويقال إن الخان نفسه ينحدر من أسرة هاجر كبيرها من الجزيرة العربية في مطلع القرن الرابع عشر وأسّس له إمارة في المنطقة الواقعة بين نهر الدون وجبال الأورال. كما يقال أن الأسرة تعود في نسبها إلى الإمام عليّ بن أبي طالب. كان الخان يوسف صديقا للقيصر ايفان الرهيب الذي كان يدعوه بـ "صديقي وأخي". وفي ما بعد، تحوّل الخان إلى الأرثوذكسية واتخذ لنفسه اسم ديمتري. وكان ليوسف ابنان، هما عبدالله وميرزا، اللذان أصبحا بعد تحوّّلهما إلى المسيحية يتسمّيان بـ نيكولاي وفيودور. وفي ما بعد خلع القيصر فيودور الأوّل على العائلة اسم يوسوبوف ومنح كلا منهم لقب أمير. وعندما تولّت كاثرينا العظيمة حكم روسيا أصبح نيكولاي يوسوبوف شخصا مشهورا وغنيّا. والكثير من أبناء هذه الأسرة لعبوا أدوارا مهمّة في التاريخ الروسي وكانوا منافسين أ...