هيرمان هيسّه رسّاماً
أكثر الناس يعرفون هيرمان هيسّه كروائيّ وكاتب كبير. لكن القليلين هم من يعرفون أن صاحب "ذئب السهوب" و"سيدهارتا" وغيرهما من الأعمال الروائية العظيمة كان أيضا رسّاما. تجربة هيسّه في الرسم لعبت دورا مهمّا في تطوير لغته البصرية وفي تشكيل رؤيته وفهمه لوظيفة الفنّ وعلاقته بالأدب. وقد بدأ تحوّله إلى الرسم في مطلع أربعينات القرن الماضي في وقت كان يمرّ فيه بضغوط نفسية شديدة. أثناء الحرب العالمية الأولى، اتهمت الصحافة الألمانية هيسّه بأنه خائن لبلاده بسبب آرائه السلمية. كما تمّ حظر كتبه في ألمانيا. ومع ذلك واصل العمل من أجل السلام ونشر وثائق مناهضة للحرب تحت اسم مستعار هو اميل سنكلير. وبحلول عام 1917، أصبح هيرمان هيسّه منهكا بسبب الحرب والمشاكل الأسرية والصراعات الداخلية. وقد أرسله طبيبه الخاصّ إلى مصحّة نفسية، والتقى هناك بالدكتور جوزيف لانغ، وهو احد تلاميذ عالم النفس المشهور كارل يونغ. وعرّف لانغ هيسّه على الحكمة الباطنية للأديان القديمة ونصحه بالرسم. في ذلك الوقت، كتب هيسّه روايته ديميان، التي تكشف عن تأثره بتجربته في المصحّة النفسية. وفي عام 1919، انتقل الكاتب...