المشاركات

عرض المشاركات من يوليو 13, 2025

وقت للقطط

صورة
○ الوقت الذي نقضيه مع القطط لا يُعتبر وقتاً مُهدراً أبداً. سيغموند فرويد يذهب بعض النقّاد الى أن اللوحة التي فوق هي أشهر لوحة في تاريخ الفن رُسمت لقطط. وهي للفنّان الأمريكي كارل كاهلر الذي رسمها عام ١٨٩١ وضمّنها ٤٢ قطّة معظمها من سلالة أنغورا التركية. وجاء رسم اللوحة بطلب من مليونيرة من سان فرانسيسكو كانت تُلقّب بملكة القطط، وأرادت من خلالها تكريم أصدقائها من القطط التي كانت تعيش معها. ولأجل إنجاز هذه المهمّة، أقام الرسّام في قصر المرأة الذي كان يضمّ 300 قطّة وعددا من الكلاب الحائزة على جوائز وخيولا وماشية وطيورا مختلفة. وأمضى ثلاث سنوات وسط هذه المجموعة من الحيوانات والطيور بغرض رسم القطط والتعرّف على شخصياتها الفريدة. وتظهر القطط في اللوحة بأمزجة وأنشطة مختلفة، فبعضها يستريح وبعضها يلعب وبعضها الآخر متجمّع حول فراشة. وفي منتصف اللوحة يظهر "سلطان"، وهو اسم قطّ جميل وضخم له عينان خضراوان وفرو أبيض وأسود، وهو يحدّق في الناظر. ويُقال إن المليونيرة اشترت هذا القطّ من باريس بمبلغ ثلاثة آلاف دولار. بعد الشهرة الكبيرة التي اكتسبتها هذه اللوحة، تخصّص كاهلر، المولود ف...

قراءات

صورة
في داخلنا، حتى أكثرنا مرحا وبهجة، داء أصيل؛ نار لا تنطفئ تجعل الغالبية العظمى منّا عاجزين عن بلوغ السلام التام في هذه الحياة. إنه "التوق" المتجذّر في نخاع عظامنا وفي أعماق أرواحنا. وكلّ الأدبيات العظيمة والشعر والفنّ والفلسفة وعلم النفس والدين تحاول تسمية هذا التوق وتحليله. ونادرا ما نكون على تماسٍّ مباشر معه، بل يبدو أن العالم الحديث مصمّم على منعنا من التواصل معه بتغطيته بوهم لا ينتهي من التسلية والهواجس والإدمان ومشتّتات الانتباه من كلّ نوع. لكن التوق موجود ومتأصّل فينا كرغبة تضغط من أجل أن تتحرّر. وتوحي لوحتان فنّيتان عظيمتان بهذا التوق في عنوانيهما: لوحة غوغان "من نحن؟ من أين أتينا؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟" ولوحة دي تشيريكو "حنين إلى اللانهائي". وسواءً أدركتَ ذلك أم لا، فإن مجرّد كونك إنسانا يعني التوق إلى التحرّر من الوجود الدنيوي بجدرانه وقيوده. هيوستن سميث ❉ ❉ ❉ سكّان أمريكا الأصليون، الذين أُعجب هنري ثورو بحكمتهم، يعتبرون الأرض مصدرا مقدّسا للطاقة. وبالنسبة لهم، التمدّد على الأرض يجلب الراحة والجلوس عليها يضمن حكمة أكبر في المجالس و...

خواطر في الأدب والفن

صورة
في الحوليات القديمة، يأتي ذكر "الغابة في جِرمانيا" كمكان من الأشجار الكثيفة المظلمة والمستنقعات التي لا نهاية لها. ويذكر أرسطو ويوليوس قيصر وبليني الأكبر في كتاباتهم أن هذه الغابة، أي غابة هيرسينيا، كانت عالما غامضا تتدفّق فيه الأنهار وأنها كانت شاسعة جدّا، لدرجة أنه لا يمكن للمرء أن ينتقل من أحد طرفيها إلى الطرف الآخر الا بعد مسيرة ستّين يوما. وقد أدّى تشابك أشجار السنديان العملاقة هناك وتقارب أغصانها من بعضها البعض إلى إنشاء كتلة بلا مسار ولا يمكن اختراقها. وكانت الأيائل من ذوات القرون تتّكئ على جذوع الأشجار القويّة لتنام عليها. ومع شيء من البحث الدؤوب يمكن العثور على وحيد القرن. وكان الثور القديم المسمّى "الأوروكس" يتجوّل في أرجاء تلك الغابة. وكان هناك أيضا طائر جميل ذو ريش متوهّج كاللهب يرفرف بجناحيه بين الأوراق الزمرّدية التي لا تعدّ ولا تحصى. إن من الصعب أن نتخيّل مشاعر الأوروبيين الأوائل الذين وطئت أقدامهم أرض القارّة الأميركية. في ذلك الوقت كانت الملايين من الجواميس والظباء والذئاب والدببة الرمادية العملاقة تعيش في المراعي والأدغال. وكان من الطب...

حكايات المصارعين والأباطرة

صورة
الكولوسيوم هو المدرّج الروماني الذي كانت تُقام على أرضه مباريات المصارعة الدامية بين البشر والوحوش "من أجل متعة الشعب والامبراطور!". وأبلغ وصف أدبي قرأته عن هذا المَعلم المشهور كان وصفا لكاتب معاصر زار المكان فجرا وقال انه خُيّل إليه أنه سمع هدير آلاف الرومان المتحمّسين وصرخات آلاف القتلى وتأوّهاتهم أثناء لحظات احتضارهم في ذلك المحشر الضيّق والمروّع. الغريب أن المصارعين المحكومين بالإعدام، قبل أن يقاتل بعضهم بعضا أو يُلقى بهم الى الحيوانات المفترسة والمجوَّعة، كان يُطلب منهم أن يقفوا أمام المنصّة الإمبراطورية ويردّدوا عبارة: السلام عليك أيها الإمبراطور! نحن الذين على وشك الموت نحيّيك!" كان الرومان يحبّون تلك المباريات الدامية. وفي حال ما إذا خسر مصارع، فإن من حقّ الجمهور المستمتع بالقتل وسفك الدماء أن يقرّر بقاءه أو موته، وذلك بخفض إبهامه أو رفعه وسط الهتافات والتصفيق. الكولوسيوم عبارة عن تاريخ مظلم ووحشيّ وغارق في القسوة والعنف. وما بدأ كألعاب رياضية تحوّل إلى وحشية مفرطة ارتُكبت ضدّ ضحايا كثيرين، بينهم أسرى حرب ومواطنون منفيّون ومجرمون ونساء. وعلى مدى خمسة...