المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر 3, 2010

دراما منزلية

صورة
عُرف الرسّام الفرنسي إدوار فويار بمشاهده التي تحكي عن الحياة الخاصّة والحميمة داخل البيوت. عندما تنظر إلى بعض لوحاته، يمكنك أن تشعر كم أن الجدران فيها ضيّقة وخانقة وكيف أن الناظر يمكن أن يتحوّل دون وعي منه إلى متلصّص يتابع ما يجري داخل الغرف وخلف الأبواب الموصدة. كان فويار جزءا من مجموعة فنّية تُدعى "نابي" وهي كلمة مشتقّة على الأرجح من مفردة "نبيّ" العربية. وبخلاف الانطباعيين الذين كانوا يركّزون على إظهار التأثيرات المتغيّرة للضوء والظلّ في الطبيعة خارج البيوت، كان فويار وزملاؤه يستخدمون الرسم لإيصال المشاعر والانفعالات داخل البيوت. وقد رسم فويار لوحات يمكن أن توصف بأيّ شيء إلا أن تكون هادئة أو مريحة. كان يعيش في بيئة مُحبّة، ومع ذلك عمد إلى رسم أفراد عائلته بطريقة مزعجة. ترى لماذا فعل ذلك؟ هل تشي تلك اللوحات بشيء من الكراهية في أوساط العائلة؟ هل كان تلاعبه بصورة شقيقته مزحة ثقيلة أو قاسية؟ هل تكشف هذه اللوحات عن شيء ما أعمق من قبيل إحساس الفنان بعدم الأمان؟ فويار رسم لوحات لا تخلو من التعقيد وروح الابتكار. وهو لم يكن فقط يرسم ما يراه أمامه، بل كان يخلق ما يرسمه. كا...

يوميّات صوفيا تولستوي

صورة
بالنسبة إلى ليو تولستوي وعائلته الكبيرة، كانت كتابة اليوميّات شيئا عاديّا ومألوفا. كان كلّ منهم يعبّر عن أفكاره ومشاعره من خلال الكتابة. الرجل العظيم نفسه، أي تولستوي، كان يحتفظ بمجلّدات من اليوميّات، واستمرّ يدوّن يوميّاته حتى يوم وفاته تقريبا. طبيبه وسكرتيره وأطفاله وزوجته كانوا جميعا يحتفظون بيوميّات. ومن بين كلّ هؤلاء، كانت زوجته صوفيا هي الشخصية الأكثر أهميّة. بدأت صوفيا تكتب يوميّاتها وهي في سنّ مبكّرة. ثم استمرّت تفعل ذلك، وبنشاط أكبر، بعد زواجها من تولستوي. ولم تتوقّف أبدا عن الكتابة حتى وفاتها في العام 1919، عندما هدّدت الثورة البلشفية باجتياح ضيعة باسنايا بوليانا حيث عاشت هي وزوجها الروائي لأكثر من نصف قرن. في إحدى تدويناتها الأخيرة تكتب صوفيا تولستوي قائلة: اجتمعنا كي نناقش أفضل الطرق للدفاع عن باسنايا بوليانا والحيلولة دون تعرّضها للنهب. لا شيء تقرّر بعد. العربات والثيران والناس يأخذون طريقهم الآن باتجاه تُولا". كان التاريخ يهدّد بتدمير كل شيء كانت تحبّه. تولستوي كان ينحدر من عائلة من النبلاء. وكان يملك منزلا كبيرا بالإضافة إلى كونه كاتبا مرموقا. وقد عُرف بأسفاره الكثي...