رسّام ألف ليلة وليلة
صَوّر العديد من فنّاني القرن العشرين المشاهد الخيالية لحكايات "ألف ليلة وليلة". ومن أشهر هؤلاء ايريك فريزر وكي نيلسن وجوليوس ديتمولد. لكن أشهر رسّام صَوّر "الليالي العربية" بشكل مختلف كان الرسّام الانجليزيّ من أصل فرنسيّ إدمون دولاك. في رسوماته، تمكّن دولاك من الإمساك ببراعة بالعناصر الفانتازية للحكايات، من خلال مزجه الشخصيات الملوّنة بالخلفيات الانطباعية والأجواء والمناظر الغامضة التي تتشكّل من توظيف الألوان الغامقة: رجال يجرون في أزقة ضيّقة ومظلمة، جنّي يبرز مثل غيمة كبيرة من زجاجة، أميرة في رواق تحرسه أسود، امرأة محجّبة تقف عند مدخل حانوت، شابّ يطير على بساط سحريّ ويطوف حول قصر مقبّب. قبل دولاك، كان الجان يُرسمون على هيئة بشر لهم أعين واسعة، وأحيانا كوحوش خرافية تطير في بيئة غرائبية. لكنه رسم الشرق بشكل مختلف: كمكان أثيريّ وساحر وشفّاف. والذين رسموا "الليالي" قبله لم تكن لديهم فكرة كافية عن أصل هذه القصص، لذا أضافوا إلى صورهم مسحة خيالية. ولم يكونوا يشعرون بأن من واجبهم أن يصوّروا العالم العربيّ في القرون الوسطى بشكل صحيح إثنيّا وتاريخيّ...