سحر الصحراء
في الصحراء تستوقفك التشكيلات الصخرية بأشكالها وهيئاتها الغريبة. وربّما تقع عيناك على بعض الرسومات المحفورة على الصخر لحيوانات وكائنات غريبة والتي لم ينجُ بعضها من أعمال التشويه والتخريب. من واقع التجربة والمقارنة، أصبحت أدرك أن الصحراء التي عندنا بسيطة لا يلزم لارتيادها واكتشافها معدّات صعبة ولا أجهزة معقّدة. ويبدو أنها لم تعد تؤوي حيوانات مفترسة أو مخيفة بعد أن تسبّب الإنسان في انقراضها. لكن في بعض تلك النواحي ما يزال بالإمكان رؤية بعض الأفاعي والعقارب وما في حكمها. الصحراء، هذا الفضاء الواسع واللانهائي، ما يزال يحتفظ بقيمه الفنّية والجمالية الخاصّة. وما من شكّ في أن الطبيعة الصحراوية تركت أثرا كبيرا في الشعر والثقافة والوجدان الشعبي. وأكثر الشعر النبطي الذي قيل في الصحراء قاله شعراء من الجزيرة العربية بالذات. وكنت وما أزال مندهشا من افتتان الغربيين بصحرائنا وبأسلوب الحياة في البادية. أتذكّر أنني رأيت في مدينة الطائف ذات مرّة مجموعة من السيّاح الأجانب أقاموا خيمتهم على طرف إحدى الحرّات القديمة في قلب الصحراء. وسمعت أنهم يذهبون إلى ذلك المكان للاستمتاع بالنوم ليلا في الصحراء ولاستخراج ...