المشاركات

عرض المشاركات من مارس 24, 2024

خواطر في الأدب والفن

صورة
الشاعر الاسباني رافائيل البيرتي معظم أشعاره مستوحاة من الرسم. وقصائد أحد دواوينه تتضمّن إشارات عديدة إلى الرسّامين الذين كان قد رأى أعمالهم في متحف برادو في مدريد في صباه. وبالنسبة له، فإن الأصفر هو أكثر لون محمّل بالرموز. وهو يراه كرمز للسعادة، لكنه أيضا رمز للفقر والمرض والمعاناة والذبول. كما أن الأصفر يقترن عنده دائما بالخريف. وفي سياق حديثه عن هذا اللون، يشير إلى لوحة "المظلّة" لدي غويا كأفضل مثال لاستخدام اللون الأصفر. وفي العديد من قصائده، يتحدّث البيرتي عن الحورية الخضراء الصغيرة. ويرجّح انه استلهم هذه الصورة الشعرية من الحوريات اللاتي سبق أن رآهنّ في العديد من لوحات الرسّام الهولندي بيتر بول روبنز في مدريد. وفي قصيدة بعنوان "ليوناردو"، يتحدّث البيرتي حصرا عن اللون الأزرق، فيقرنه بدافنشي، لكنه أيضا يذكره مقرونا بآخرين مثل بوسان وفيلاسكيز وغويا. ويشير إلى أن مثله الأعلى في توظيف الأزرق هو بيكاسو. في حديثه عن الأزرق، يشير الشاعر إلى لوحة بيكاسو بعنوان "المأساة" باعتبارها النموذج الأكمل لاستخدام الأزرق في الفن. كما يذكر لوحة فرا انجيليكو ...

الضيف الغريب

صورة
بعد سنوات قليلة من ولادتي، التقى والدي شخصا غريبا وصل مؤخّرا إلى بلدتنا الصغيرة. ومنذ البداية، انبهر الوالد بتلك الشخصية الساحرة، ثم دعاه للعيش معنا في بيتنا. وقبل الغريب الدعوة، ومنذ ذلك الحين وهو يعيش معنا. وعندما كبرت قليلا، لم أسأل قطّ عن مكانه في عائلتنا. لكن بعقلي الصغير أدركت أن له مكانة خاصّة جدّا. كان والداي مربيّين فاضلين: أمّي علّمتني ما هو الخير وما هو الشرّ، وعلّمني والدي الطاعة. لكن الشخص الغريب كان راوياً بارعا للقصص. كان يُبقينا لساعات منبهرين بقصص المغامرات والألغاز والطرائف التي كان يسردها علينا. وكانت لديه دائما إجابات على كلّ شيء نريد معرفته في التاريخ أو العلوم أو السياسة وغيرها. وكان يعرف كلّ شيء من الماضي والحاضر ويمكنه حتى التنبّؤ بالمستقبل! وقد اصطحب عائلتنا الى أوّل مباراة كرة قدم نحضرها. وكان يجعلنا نضحك ثم لا يلبث أن يُبكينا. ولم يتوقّف الغريب عن الحديث وعرض الصور، لكن والديّ لم يكونا مهتمّين. في بعض الأحيان، كانت والدتي تستيقظ مبكّرا وبهدوء. وبينما كنّا نستمع إلى ما يقوله، كانت لوحدها تذهب إلى المطبخ لتنعم بالسلام والهدوء. كان والدي يدير منزلن...