المشاركات

عرض المشاركات من يناير 4, 2009

البحث عن قصيدة مراوغة

صورة
كان قد قرّر أن يكتب قصيدة. فكّر في أنها يجب أن تكون كاملة ومحكمة. لذا جلس قرب النافذة المفتوحة. كانت السماء تمطر في تلك اللحظات. شعر بلزوجة المطر وهشاشة العالم. أشعل سيجارة ظنّا منه أنها ستساعده على أن يكتب، بينما كان يبحث عن بداية عظيمة. البداية هي الشيء المهم. بدايات كل الأشياء دائما مهمّة. قال في نفسه. لكن عن أيّ شيء سيكتب؟ يمكن أن يكتب عن الضفّة الغربية وغزّة أو عن فقراء أفريقيا. بدا الأمر صعبا في البداية. فـ فلسطين لديها شعراؤها الكثيرون وبعضهم عظماء ومتفرّدون. كما أن هناك فقراء في إفريقيا وفي كلّ مكان من هذا العالم. فلماذا أفريقيا بالذات؟ يمكن أن يكتب عن قصّة حبّ لا تنسى. تلك كانت إحدى أفكاره المفضّلة. لكن الفكرة بدت له عادية جدّا بل ومستهلكة. يمكن أن يكتب عن وضع يائس ومحزن في هذا العالم. لكنه خاف أن ينتهي به الأمر إلى قصيدة وجودية لا تختلف عن هذا البحر الواسع من الأفكار والتهويمات الوجودية. يمكن أن يكتب قصيدة سوريالية. لكن من شأن ذلك فقط أن يزيد من معاناته. بالإضافة إلى انه غير مولع كثيرا بالسوريالية. ثم أليس الواقع سورياليا بما يكفي؟! تذكّر شيئا تعلمه في الماضي. وهو انه لا يمكن...

قصص ملوّنة

صورة
فجوة في الجدار كلّ ممنوع مرغوب. والنار تحرق أكثر إذا لم تُطفأ في الوقت المناسب. تضع أذنها لصق الجدار. تصيخ السمع باهتمام. تتابع كلّ كلمة تأتيها من خلال الفجوة المحفورة في الحائط. هو على الطرف الآخر منهمك في بثّ حبّه وشوقه لها. هكذا هما دائما. منشغلان ببعضهما آناء الليل والنهار. أصبحا قريبين من بعضهما بحكم الجوار. ومع الأيّام تطوّرت العلاقة إلى حبّ عميق وجارف. لكنّ ذلك الحبّ لم يكن مقيّضا له أن يسير إلى نهايته. فقد اصطدم بعناد والديهما اللذين رفضا زواجهما برغم المحاولات الكثيرة والمتكرّرة. غير أن الرفض لم يطفئ جذوة الحبّ في قلبي العاشقين، بل زادها توهّجا واشتعالا. لذا هما يقضيان ليلهما ونهارهما إلى جوار الجدار.. يتهامسان ويتناجيان. اسمه بيراموس. كان أكثر الشباب وسامة في أرض بابل. واسمها تيسبي. كانت أجمل الفتيات فيها. حدثت قصّتهما أثناء حكم الملكة سميراميس. مرّت الأيّام وهما على تلك الحال. الزواج غير ممكن. وكلّ محاولات الإقناع لم تفلح في ثني الأبوين عن رأيهما. وذات يوم، ومثل ما يحدث عادة في هذا النوع من القصص، قرّرا الهرب. كانا قد تواعدا على اللقاء في غابة تقوم على أطرافها شجرة توت ضخمة....